Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تحذر إيران من استهدافها ورئيس الموساد يعتبر اغتيال سليماني أمرا سهلا

الحكومة الإسرائيلية بحثت إمكان استهداف منشآتها الحساسة بواسطة صواريخ كروز

جنديان إسرائيليان يواجهان متظاهرين فلسطينيين في قرية كفر قدوم في الضفة الغربية (أ. ف. ب.)

وصل القلق الإسرائيلي من احتمال توجيه إيران ضربة ضد أهداف إسرائيلية، ذروته مع توجيه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، تهديداً مباشراً لطهران بالإعلان عن احتمال شنّ ضربة استباقية ضدها، في حال تفاقم خطرها على إسرائيل، فيما اعتبر رئيس جهاز "الموساد" (الاستخبارات والمهمات الخاصة)، يوسي كوهين، أن اغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، مسألة غير صعبة على إسرائيل.
وكانت إسرائيل اعتبرت التهديدات المتواصلة من قبل إيران خطيرة وممكن تنفيذها في أي لحظة، نتيجة تفاقم الأوضاع الأمنية في الخليج، والأمر الذي زاد قلق الإسرائيليين بعد تضارب الأنباء صباح الجمعة بشأن انفجار مزعوم في ناقلة نفط إيرانية، إذ اعتبرت إسرائيل أنها ستكون الهدف المقبل لإيران بعد السعودية، وأن أيّ رد إيراني على اعتداء محتمل سيستهدفها مباشرةً.
وكان نتنياهو اعتبر في حديث خلال إحياء ذكرى الجنود القتلى في حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، أنه "في الوضعية الحالية التي تشهدها المنطقة وتهديدات إيران المستمرة توجد حالات تستوجب ضربة استباقية. إيران من جهتها تهدد بمحونا عن الخريطة ومرة تلو الأخرى تحاول محونا". وأكد نتنياهو أنه على الرغم من الدعم الأميركي المستمر للأمن الإسرائيلي "إلا أن تل أبيب تعمل وفق قاعدة إنها قادرة على الدفاع عن نفسها بنفسها".
كلام نتنياهو أتى بعد بحث مستفيض من قبل المؤسستين العسكرية والأمنية في إسرائيل من جهة، والمؤسسة السياسية ممثلةً بالمجلس الوزاري الأمني المصغر من جهة أخرى، في السيناريوهات المتوقعة في حال قررت إيران توجيه ضربة ضد إسرائيل. ومن ضمن هذه السيناريوهات استهداف منشآت إسرائيلية حساسة بواسطة صواريخ كروز متطورة، على غرار الهجوم الذي استهدف منشأتي نفط (بقيق وخريص) في السعودية الشهر الماضي.
في مقابل هذه التهديدات الإسرائيلية، كشف مسؤول أمني أن المسؤولين الإسرائيليين يأخذون بالحسبان أن مجرد الاستعداد لهجوم إيراني محتمل هو "أمر معقد"، من حيث ما يملكه سلاح الجو من قدرات، في مقابل توقع خسائر فادحة تنتج من أي هجوم إيراني.

سليماني هدف إسرائيلي
وخلافاً لما هو متّبع من قبل رؤساء الموساد الإسرائيلي، خرج الرئيس الحالي للجهاز يوسي كوهين، وهو الرجل المقرب جداً من نتنياهو، بتهديدات داعمة لموقف رئيس الحكومة، إذ اعتبر أن اغتيال رئيس فيلق القدس، قاسم سليماني "ليس بالأمر الصعب على إسرائيل". وقال كوهين إن "سليماني يدرك جيداً أن اغتياله ليس بالأمر غير الممكن، فنشاطه معروف وملموس في كل مكان، ونحن نعرف ذلك ونحاربه". وأضاف كوهين أن "الجهاز الذي أقامه سليماني يشكل تحدياً جدياً بالنسبة إلى إسرائيل، وسبق له أن صرح أن إيران لم تتخلّ أبداً عن تطلعها إلى تطوير قدرات نووية عسكرية، وهذا يشكل تحدياً كبيراً لنا، بل يهدد أمننا". وتابع كوهين أن "الهجوم المباشر على إيران هو خيار لا يزال على الطاولة، ولكن ذلك سيكون الخيار الأخير".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشدّد كوهين على أن إسرائيل ستعمل كل ما يُتاح لها من أجل عدم حيازة إيران لنووي عسكري، سواء من طريق اتفاق أو بطرق أخرى، فكل الخيارات على الطاولة.
وفي سياق مقابلة مطولة مع مجلة "العائلة" الإسرائيلية، تطرق كوهين إلى سياسة الاغتيالات التي تتبعها إسرائيل، فقال "ننفذ اغتيالات ليست قليلة وبعضها اغتيالات إستراتيجية والعدو لا يسارع إلى نسب الاغتيالات لنا لاعتبارات خاصة به".
وتطرق كوهين إلى ما سبق وذُكِر من معلومات إسرائيلية حول التخطيط لاغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، فرد على سؤال لماذا لم يتم اغتياله حتى الان بالقول "ليس هذا هو السؤال الصحيح، وإنما السؤال هل يعرف نصر الله أن لدينا إمكان اغتياله، والجواب هو نعم".
يُذكر أن الجيش الإسرائيلي سبق وأعلن أنه يدرس كيفية مواجهة أخطر التحديات الحالية وهو التصدي للصواريخ الجوالة الإيرانية.
وبحسب تقارير إسرائيلية، يجري الحديث عن صواريخ تُعتبر عملية اعتراضها معقدة جداً، بحيث توجد مقاييس عدة لاعتراضها، وفق خبراء في الجيش الإسرائيلي، أهمها ارتفاع الطيران، حيث يكون اعتراضه أصعب، وكلما كان الصاروخ منخفضاً، صعب ضبط الأثر الذي يتركه على الرادار، من حيث السرعة وحجمه النسبي".
وبُحث في اجتماع الحكومة الإسرائيلية المصغرة الأخير هذا الجانب وخرج المجتمعون بقرار يدعو إلى ضرورة رفع الموازنة العسكرية، بهدف تحسين قدرة منظومة الاعتراض، وتنفيذ الدفاع المتعدد الطبقات ضد الصواريخ، التي تتضمن توسيعاً لمشروع بطاريات القبة الحديدية.
كما أن الخطة الدفاعية التي يتم بحثها، تتطلب موازنة عالية، إذ يدور الحديث عن وسيلة قتال متطورة مثل صاروخ "ياخونت"، ذي القدرة على الوصول إلى مسافات بعيدة من مئات الكيلومترات ودقة عالية، ما يجعل الإصابة بوسيلة قتالية من هذا النوع ناجعة على نحو خاص للمنشآت الإستراتيجية أيضاً.
إلى جانب هذه الخطة، يجري بحث خطة لجهاز الأمن، تُعنى أيضاً بمسألة مواجهة الصواريخ وتُقدَر تكاليفها بحوالى 4 مليارات شيكل في السنة من ميزانية الدفاع الإسرائيلية.
اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط