Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل قتلت إسرائيل قادة حوثيين كباراً؟

هواجس الاختراق تمنع الجماعة المدعومة من إيران عن إعلان قتلاها في غارات الفجر

أنباء متطابقة تتحدث عن مقتل رئيس حكومة الحوثيين غير المعترف بها (إعلام محلي)

ملخص

زعم إسرائيلي بقتل عدد من قادة الحوثي فيما تنفي المليشيات وسط أنباء تتحدث عن مصرع قادة بينهم رئيس وزراء حكومة الجماعة

تتواتر الأنباء المتطابقة عن مقتل رئيس حكومة الحوثيين حمد غالب الرهوي غير المعترف بها، في الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع متفرقة من صنعاء، فجر اليوم.

وأشارت إلى أن الرهوي وعدداً من مرافقيه قضوا جراء إحدى الغارات التي شنتها إسرائيل في الهجوم الليلي على العاصمة اليمنية التي تسيطر عليها الميليشيات المدعومة من النظام الإيراني إضافة إلى عدد من القيادات الحوثية الأخرى وسط تكتم الجماعة، كما جرت العادة.

وفيما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن قصف اجتماع حوثي خلال استماعهم المشترك لكلمة زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي في إحدى المنازل جنوب العاصمة، سارع القيادي في الجماعة نصر الدين عامر لنفي تلك الأنباء، وفي تدوينة نشرها عبر حسابه على منصة "إكس" وصف الغارات الإسرائيلية بـ"الفاشلة كسابقاتها". وأضاف أن "يد الشعب اليمني القوية ستطاول المجرمين الصهاينة".

رؤوس كبيرة

راديو الجيش الإسرائيلي قال إن الغارات استهدفت مسؤولين كبيرين في جماعة الحوثي وينتظر النتائج، وذكر اليوم الجمعة أن الغارات استهدفت رئيس الأركان ووزير الدفاع في جماعة الحوثي اليمنية أمس الخميس، وأنه ينتظر تأكيداً لنتيجة الهجوم.

ونقل عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إن طائرات مقاتلة قصفت مجمعاً في منطقة صنعاء، حيث تجمعت قيادات من جماعة الحوثي، واصفاً الهجوم بأنه "عملية معقدة" تمت بفضل جمع معلومات استخباراتية وتفوق جوي.

وأضاف المسؤول "انتهزنا فرصة استخباراتية سانحة لتنفيذ الهجوم وتصرفنا بدقة وسرعة في اللحظة المناسبة".

وكانت مصادر أمنية إسرائيلية قالت أمس إن القوات استهدفت مواقع مختلفة تجمع فيها عدد كبير من كبار المسؤولين الحوثيين لمشاهدة خطاب تلفزيوني مسجل للزعيم عبدالملك الحوثي.

في حين نقلت وكالة أنباء سبأ التي تديرها الجماعة عن مصدر بوزارة الدفاع التابعة للحوثيين نفيه أمس تقارير عن استهداف قيادات في صنعاء.


دقة موجهة

ومنذ منتصف ليل أمس، شهدت العاصمة اليمنية صنعاء سلسلة انفجارات عنيفة هزت أرجاء المدينة ليعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن تلك الضربات التي وصفها بـ"الموجهة بدقة".

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي إن "سلاح الجو هاجم قبل قليل هدفاً عسكرياً تابعاً لنظام الحوثي الإرهابي في منطقة صنعاء، بدقة موجهة" فيما لا تزال نتائج تلك الهجمات غير واضحة حتى الآن، إذ اعتادت الجماعة الحوثية إخفاء معلومات ضحاياها خصوصاً قياداتها وتحيط هذا الجانب بسرية تامة تقرأ في سياق حرصها الأمني والمعنوي المستمد من تجارب النظام الإيراني والأذرع التابعة له.

الخطاب المميت

ونقل إعلاميون وناشطون ومنصات خبرية أنباء متطابقة تحدثت عن استهداف منزل رجل أعمال يمني بارز بسلسلة غارات جوية بالتزامن مع وجود قيادات حوثية في ضيافته لمتابعة الخطاب الأسبوعي لزعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي.

في حين تفرقت الغارات الأخرى، مستهدفة مواقع عسكرية ومخازن أسلحة وتموينات تابعة للحوثيين في معسكر "جبل عطان" جنوب غربي صنعاء.

ومعسكر جبل عطان واحد من أبرز وأكبر المعسكرات التي تضم مخازن تقبع في مغارات جبلية عميقة وحصينة وضم خلال عهد نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح ألوية الصواريخ التابعة للجيش اليمني، قبل أن تستولي عليه ميليشيات الحوثي بعد سيطرتها على صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014، وتسيطر كميات هائلة من جوفه المنيف. كما تتخذه اليوم، بحسب مصادر عسكرية، مخزناً إستراتيجياً للأسلحة وخصوصاً الصواريخ الباليستية ومنصات الإطلاق لاحتوائه مغارات وأنفاق عميقة وتحيطه بسياجات أمنية مشددة.

لماذا دون سواه؟

وبالنظر إلى البنية الفكرية والعقائدية التي تقف عليها الجماعة الحوثية، فمقتل الرهوي لا يمثل أهمية إستراتيجية في بنك الأهداف الإسرائيلية، ولهذا كان من اللافت استهداف السياسي ذي السيرة الإدارية المتواضعة المنحدر من محافظة أبين الجنوبية دون سواه من القيادات التاريخية والعقائدية المنتمية إلى السلالة "الهاشمية" التي تدعي اتصالها العرقي بنسل الصحابي علي بن أبي طالب، خصوصاً المنحدرة من محافظة صعدة، شمال اليمن، منبع الجماعة الحوثية ومركز انطلاق فكرها القائم على الأيديولوجيا الطائفية المتشددة وترى أن لها الحق الحصري في الحكم وفق مبدأ "الحق الإلهي" و"الاصطفاء".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يقول وزير الإعلام والسياحة اليمني السابق، محمد قباطي لـ"اندبندنت عربية" إن حادثة مقتل الرهوي، الذي تصفه جماعة الحوثي برئيس وزرائها، تفتح باباً واسعاً للتساؤل حول طبيعة بنك الأهداف الإسرائيلي ودلالات اختيار هذه الشخصية بالذات. وفقاً لقباطي، فالرهوي "في نهاية المطاف ليس من القيادات العقائدية أو الرموز المرتبطة بالسلالة الحوثية، ولا محسوباً على دائرة النفوذ الضيقة داخل الجماعة، بل ظل أقرب إلى شخصية إدارية – سياسية من الصفوف الثانوية وهو ما يجعله بعيداً من دائرة الاستهداف المباشر في حال كان الهدف تصفية مراكز القرار أو الرموز العقائدية المؤثرة".

يضيف "اللافت أن الحوثيين سارعوا إلى وصف الغارات الإسرائيلية على صنعاء بـ’الفاشلة‘ وهو توصيف يكشف عن ارتباك في خطابهم فالجماعة تدرك أن الرهوي لا يمثل خسارة إستراتيجية بالنسبة إليها، وفي المقابل لا تستطيع الاعتراف بأن اختراقاً أمنياً قد مكّن إسرائيل من الوصول إلى قلب صنعاء وتحديد موقع أحد مسؤوليها ومن هنا جاء خطابها المزدوج: إنكار سقوط أي من قياداتها، مقابل التأكيد غير المباشر على أن الضربات لم تصب ’القيادات المهمة‘".

هواجس الاختراق

يرى قباطي أن الالتباس الحوثي "يعزز فرضية أن التعتيم المتعمد خشية أن يُفهم سقوطه على أنه بداية لاختراق أوسع قد يطاول في المرحلة المقبلة شخصيات عقائدية من الصف الأول، مثل أعضاء اللجنة الثورية العليا أو قادة الجناح العسكري – الديني المتصلين مباشرة بإيران و’حزب الله‘".

يضيف "يمكن قراءة الحادثة على مستويين: الأول أن إسرائيل ربما أرادت توجيه رسالة إنذارية مفادها أنها قادرة على الوصول إلى العمق الحوثي، ولو من خلال ضرب شخصية ليست من الدائرة الأهم، أما المستوى الثاني فيتعلق بالجماعة نفسها، التي تحاول التقليل من وقع الحدث وتوظيفه دعائياً لتصوير الضربة كـ’فاشلة‘ حتى لا تنكشف هشاشة منظومتها الأمنية في مواجهة الاختراق الخارجي".

كما تطرح تساؤلات ببعد سياسي من نوع "هل ستكون مجرد رسائل متبادلة، أم أن بنك الأهداف الإسرائيلي يتجه فعلاً نحو استهداف القيادات العقائدية الصلبة للجماعة؟".

من يكون؟

وأحمد غالب الرهوي اليافعي، شخصية اجتماعية وسياسية من مواليد مديرية خنفر بمحافظة أبين، ينتمي إلى قبيلة الرهوي، يافع السفلى، تعرض خلال مسيرته لعدة محاولات اغتيال، كما فجر عناصر من تنظيم القاعدة منزله الوحيد في منطقة باتيس، مما دفعه إلى النزوح نحو صنعاء عام 2015.

بين عامي 2000 و2015 تقلد مناصب إدارية بارزة، أبرزها مدير عام مديرية خنفر، ثم وكيل لمحافظة المحويت، قبل أن يُعيَّن وكيلاً لمحافظة أبين إلى جانب إدارته لخنفر.

وبعد نزوحه إلى صنعاء، عُيّن مطلع 2018 محافظاً لأبين من قبل الحوثيين، ثم أصبح عضواً في المجلس السياسي الأعلى التابع للميليشيات عام 2019.

وفي الـ10 من أغسطس (آب) 2024 كلف تشكيل "حكومة التغيير والبناء" التابعة للحوثيين غير المعترف بها دوليا التي أُعلنت في الـ12 من أغسطس، خلفاً لحكومة عبدالعزيز بن حبتور، أما خلفيته السياسية فالرهوي إحدى قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي أسسه الرئيس الراحل علي صالح، وعضو في لجنته العامة (المكتب السياسي).

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات