ملخص
قالت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة إن 148 شخصاً توفوا جراء سوء التغذية في غزة منذ يناير 2025.
كما قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في أغسطس إن الجوع وسوء التغذية في غزة وصلا إلى أعلى مستوياتهما منذ بداية الحرب.
أبلغت "حماس" الوسطاء المصريين والقطريين موافقتها على مقترحهم الجديد في شأن وقف إطلاق النار مع إسرائيل في قطاع غزة، بحسب ما أفاد مصدر مطلع في الحركة وكالة الصحافة الفرنسية الإثنين.
وقال المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، إن "’حماس‘ سلمت ردها للوسطاء بموافقتها والفصائل (الفلسطينية) على المقترح الجديد في شأن وقف إطلاق النار ومن دون طلب أية تعديلات".
وكان مسؤول فلسطيني أفاد في وقت سابق بأن الوسطاء اقترحوا هدنة لـ60 يوماً تتضمن إطلاق سراح الرهائن على دفعتين.
ولاحقاً، أكد المسؤول الفلسطيني نفسه أن "حماس" سلمت ردها بالموافقة على المقترح. وأوضح أن "الوسطاء سيعلنون التوصل إلى اتفاق وتحديد موعد استئناف المفاوضات". وأضاف أن "الوسطاء قدموا ضمانات لـ’حماس‘ والفصائل بتنفيذ الاتفاق، مع التعهد باستئناف المفاوضات لبحث حل دائم" للحرب المتواصلة منذ 22 شهراً.
وكان مصدر مصري رسمي أفاد وكالة "رويترز" اليوم الإثنين بأن أحدث مقترح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يشمل تعليق العمليات العسكرية 60 يوماً، ويمكن اعتباره سبيلاً للتوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب.
وأضاف المصدر أن تعليق العمليات العسكرية سيشمل الإفراج عن سجناء فلسطينيين مقابل إطلاق سراح نصف الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
قوة دولية مشتركة
في الموازاة أعربت مصر الإثنين عن استعدادها للمشاركة في قوة دولية مشتركة قد يتم نشرها في غزة بقرار من مجلس الأمن الدولي، على أن يكون ذلك مترافقاً مع "أفق سياسي".
وزار وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي ورئيس الحكومة الفلسطينية محمد مصطفى الإثنين، الجانب المصري من معبر رفح الحدودي مع القطاع المحاصر.
وقال عبدالعاطي في مؤتمر صحافي عند المعبر "نحن متأهبون للمساعدة بالطبع. للمساهمة في أية قوة دولية مشتركة يتم نشرها في غزة وفقاً لمعايير محددة".
وأوضح أن تلك المعايير تشمل "أولاً، قراراً من مجلس الأمن بمهمة واضحة، وأن يأتي ذلك، بطبيعة الحال، في إطار أفق سياسي"، مضيفاً "بلا أفق سياسي سيكون من غير المنطقي نشر أي قوات هناك".
وكانت إسرائيل أقرت في أغسطس (آب) الجاري خططاً للسيطرة على مدينة غزة. وأكد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أن "هدفنا ليس احتلال غزة، بل إقامة إدارة مدنية في القطاع غير مرتبطة بـ’حماس‘ ولا بالسلطة الفلسطينية".
وقال لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية، "نريد تسليم السلطة لقوات عربية تحكم غزة بكفاءة من دون أن تهددنا، ومع توفير حياة جيدة لسكان غزة".
وأكد عبدالعاطي أن وضع إطار لعمل القوة المشتركة سيمكن المشاركين فيها من العمل بفاعلية أكبر ودعم الفلسطينيين "لتحقيق دولتهم الفلسطينية المستقلة على أرضهم".
من جانبه قال رئيس الحكومة الفلسطينية إن "لجنة إدارة قطاع غزة التي سنعلن عنها قريباً حال انتهاء العدوان هي لجنة موقتة ومرجعيتها الحكومة الفلسطينية"، مؤكداً أنها لن تكون "كياناً سياسياً جديداً، بل نعيد تفعيل مؤسسات دولة فلسطين وحكومتها بغزة".
وأكد مصطفى أن الحكومة الفلسطينية هي "الجهة التنفيذية الوحيدة المخولة بإدارة شؤون غزة"، مؤكداً أنها "قادرة على تحمل مسؤولياتها، وسنقوم بذلك بالتعاون مع كل الأصدقاء والأشقاء".
سياسة تجويع "متعمدة"
على خط آخر، اتّهمت منظمة العفو الدولية، في تقرير، إسرائيل باتّباع سياسة تجويع "متعمّدة" في غزة، في وقت حذرت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية من أن القطاع الفلسطيني بات على شفير مجاعة وشيكة، وأوردت "العفو الدولية" بعد إجراء مقابلات مع 19 نازحاً فلسطينياً وعنصرين من الطواقم الطبية التي تعالج أطفالاً يعانون سوء التغذية، أن "إسرائيل تنفّذ حملة تجويع متعمّدة في قطاع غزة المحتل إذ تدمّر بصورة ممنهجة الصحة والسلامة والنسيج الاجتماعي لحياة الفلسطينيين"، ورأت المنظمة أن الشهادات التي جمعتها تؤكد أن "التزامن القاتل للجوع والمرض ليس نتيجة مؤسفة للعمليات العسكرية الإسرائيلية" في غزة، وتابعت "أنها النتيجة المتعمدة لخطط وسياسات صممتها إسرائيل ونفذتها خلال الأشهر الـ22 الأخيرة لتفرض، عمداً على فلسطينيي غزة، ظروفاً معيشية محسوبة بحيث تؤدي إلى تدميرهم الجسدي، وهذا جزء من الإبادة الجماعية الجارية التي تنفذها إسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة".
وكانت منظمة العفو الدولية اتهمت إسرائيل في أبريل (نيسان) الماضي بارتكاب "إبادة جماعية على الهواء مباشرة" في غزة على وقع الحرب المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
"كاذبة وعارية من الأساس"
واعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية هذه الاتهامات "كاذبة وعارية من الأساس".
وفي الـ12 من أغسطس (آب) الجاري نفت هيئة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية "كوغات" التابعة لوزارة الدفاع والمشرفة على الشؤون المدنية، وجود مؤشرات على سوء تغذية واسع النطاق في قطاع غزة، متهمة حركة "حماس" بالترويج لـ"سردية المجاعة".
وتقدّر وزارة الصحة في غزة التابعة لـ"حماس" أن 227 شخصاً قضوا جوعاً خلال 22 شهراً من الحرب، من بينهم 103 أطفال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة إن 148 شخصاً توفوا جراء سوء التغذية في غزة منذ يناير (كانون الثاني) الماضي.
كما قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في أغسطس الجاري إن الجوع وسوء التغذية في غزة وصلا إلى أعلى مستوياتهما منذ بداية الحرب، موضحاً أن "أكثر من ثلث السكان لا يتناولون الطعام لأيام متتالية"، وأن 300 ألف طفل يعيشون خطر سوء التغذية، مع تفاقم الوضع بسبب عدم السماح بدخول ما يكفي من شاحنات المساعدات إلى القطاع.
حصار محكم
ومنذ اندلاع الحرب مع شنّ "حماس" في السابع من أكتوبر 2023 هجوماً على جنوب إسرائيل، تفرض تل أبيب حصاراً محكماً على القطاع شددته في الثاني من مارس (آذار) الماضي بمنع دخول أي مساعدات أو سلع تجارية، ما تسبب بأزمة إنسانية.
وفي أواخر مايو (أيار) عادت وسمحت بدخول كميات محدودة من المواد الغذائية تولت توزيعها مؤسسة غزة الإنسانية التي تمولها إسرائيل وواشنطن وترفض وكالات الأمم المتحدة التعامل معها.