ملخص
تعهد ترمب إنهاء الحرب في أوكرانيا في غضون "24 ساعة" من عودته للبيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) 2025، ولكن بعد مرور ثمانية أشهر واتصالات متكررة مع بوتين وزيارات لروسيا أجراها مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف، فشل ترمب في انتزاع أي تنازلات رئيسة من الكرملين. وستكون قمة ألاسكا اليوم الجمعة الفرصة الأولى لترمب لإبرام اتفاق بصورة مباشرة.
بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين محادثات في ألاسكا مساء اليوم الجمعة في شأن إنهاء الحرب المدمرة في أوكرانيا التي بدأت مع الغزو الروسي عام 2022.
وتمت دعوة الصحافيين لمغادرة قاعة الاجتماع بعيد جلوس ترمب وبوتين ومسؤولين آخرين في مقاعدهم أمام خلفية كتب عليها "السعي إلى السلام".
سينضم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمستشار الرئاسي للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف إلى الرئيس فلاديمير بوتين في محادثاته مع نظيره الأميركي دونالد ترمب في ألاسكا، وفق ما أوردت "سي إن إن" نقلاً عن الكرملين.
وقالت الشبكة نقلاً عن الكرملين إن "المسؤولين الروسيين اللذين سيرافقان الرئيس فلاديمير بوتين في المحادثات مع الوفد الأميركي هما مستشار السياسة الخارجية يوري أوشاكوف ووزير الخارجية سيرغي لافروف"، وذلك بعدما أعلنت واشنطن في اللحظة الأخيرة أن الزعيمين لن يجتمعا منفردين.
وتصافح الرئيسان الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة في ألاسكا قبيل القمة المقررة بينهما.
ووصل ترمب وبوتين اليوم إلى ألاسكا لعقد قمة مرتقبة مع بوتين، قد تكون مفصلية في مسار الحرب في أوكرانيا التي تشدد مع حلفائها الأوروبيين على ضرورة عدم استبعادها من أية تسوية.
وسيكون الاجتماع الذي سيعقد في قاعدة إلمندورف ريتشاردسون الأول لبوتين على أراض غربية منذ غزو أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الجمعة في تصريح لـ"فوكس نيوز" إنه "إذا لم يمض الاجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ما يرام فسأنسحب".
وقال ترمب للصحافيين على متن طائرة الرئاسة إنه لا يعرف ما الذي سيجعل القمة التي سيعقدها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين ناجحة، مضيفاً أنه يريد وقفاً لإطلاق النار.
ورداً على سؤال حول ما سيجعل الاجتماع ناجحاً أجاب الرئيس الأميركي "لا أعرف، لا يوجد شيء ثابت، أريد أشياء معينة، أريد وقف إطلاق النار". وتابع "أريد أن أرى وقفاً سريعاً لإطلاق النار، لن أكون سعيداً إذا لم نتوصل لذلك اليوم"، مضيفاً أن أوروبا والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سينخرطان أيضاً في الأمر. وأضاف "أريد أن يتوقف القتل".
بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الجمعة إن موسكو واصلت مهاجمة كييف قبيل عقد قمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، مضيفاً أن محاولة موسكو إظهار القوة من خلال شن هجوم جديد في الشرق باءت بالفشل.
وكتب زيلينسكي عبر تطبيق "تيليغرام"، "يقتلون الناس أيضاً في يوم المفاوضات، هذا يحمل معاني كثيرة". وأضاف "الحرب تستمر، لا يوجد أي مؤشر على استعداد موسكو لإنهاء هذه الحرب".
قرار تبادل الأراضي "متروك" لكييف
قال الرئيس الأميركي إنه لن يتفاوض نيابة عن أوكرانيا في اجتماعه اليوم الجمعة، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسيترك لكييف أن تقرر ما إذا كانت ستشارك في تبادل للأراضي مع روسيا.
وأضاف ترمب أن هدفه تشجيع الجانبين على بدء المفاوضات، على أن يُتطرق إلى أي تبادل للأراضي بعد ذلك.
وقال ترمب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان"، "سيُناقَش الأمر، ولكن يجب أن أترك لأوكرانيا اتخاذ هذا القرار، وأعتقد أنهم سيتخذون قراراً مناسباً، لكنني لست هنا للتفاوض نيابة عن أوكرانيا، أنا هنا كي أجعلهم يجلسون إلى طاولة المفاوضات".
وأكد الرئيس الأميركي أنه يتقاسم مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين "مستوى جيداً من الاحترام".
إنه رجل ذكي
ومن المرجح أن تقدم تصريحات ترمب بعض التطمينات لأوكرانيا، التي تشعر بالقلق من أن المحادثات الأميركية - الروسية قد تؤدي إلى تجميد الصراع على حساب كييف.
وأوضح ترمب أن الهجوم الروسي في أوكرانيا يهدف على الأرجح إلى المساعدة في تعزيز سلطة بوتين في أية مفاوضات لإنهاء الحرب.
وقال "أعتقد أنهم يحاولون التفاوض. إنه يحاول تمهيد الطريق. في رأيه أن ذلك يساعده في التوصل إلى اتفاق أفضل. في الواقع هذا يؤذيه، ولكن من وجهة نظره فإن ذلك يساعده على إبرام اتفاق أفضل إذا كان بإمكانهم مواصلة القتال".
وأوضح الرئيس الأميركي أنه يتوقع أن يؤدي اجتماعه مع بوتين إلى تحقيق نتائج، بالنظر إلى الأخطار التي ينطوي عليها الوضع وضعف الاقتصاد الروسي.
وأضاف "إنه رجل ذكي، وهو يفعل ذلك منذ وقت طويل، ولكن أنا أيضاً. نحن على وفاق، وهناك قدر جيد من الاحترام بيننا، وأعتقد أننا سنخرج بنتيجة ما من ذلك".
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للتلفزيون الروسي الرسمي إن من المتوقع وصول الرئيس فلاديمير بوتين إلى أنكوريدج في ولاية ألاسكا الأميركية الساعة الـ11 صباحاً بالتوقيت المحلي، (19:00 بتوقيت غرينتش) اليوم، وإن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيستقبله عند طائرته.
نعتمد على أميركا
وحض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره الأميركي دونالد ترمب اليوم على إقناع روسيا بوقف عمليتها العسكرية داخل أوكرانيا، أثناء قمته المرتقبة في ألاسكا مع فلاديمير بوتين.
وقال زيلينسكي ضمن منشور على وسائل التواصل الاجتماعي "حان الوقت لإنهاء الحرب. ينبغي على روسيا اتخاذ الخطوات اللازمة. نعتمد على أميركا".
ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب قمته مع فلاديمير بوتين بأنها "عالية المخاطر" قبيل توجهه إلى أنكوريج، ألاسكا، لعقد أول اجتماع لهما منذ سبع سنوات.
بدأت الوفود الروسية والأميركية بالوصول إلى المدينة يوم الجمعة، حيث أظهرت لقطات طائرة الرئاسة الأمريكية (إير فورس وان) وهي تنتظر في قاعدة أندروز بولاية ماريلاند قبل إقلاعها. ونشر ترامب على موقع "تروث سوشيال" تحذيرًا صريحًا من كلمتين: "عالية المخاطر!!!".
في غضون ذلك، شوهد وزير الخارجية الروسي المخضرم، سيرجي لافروف، في أنكوريج مرتديًا سترة رياضية قديمة الطراز من الاتحاد السوفياتي. وصرح للصحفيين بأن موسكو "لا تخطط للمستقبل أبدًا" - وهي ملاحظة زادت من حالة عدم اليقين المحيطة بالمحادثات.
تعهد ترمب بأن الرئيس الروسي "لن يعبث معي" في مساعيه للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. كما طرح إمكانية دعوة قادة أوروبيين، بمن فيهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لجولة ثانية من المفاوضات.
وأعلن البيت الأبيض أن برنامج يوم الجمعة سيتضمن لقاءً فرديًا بين الرئيسين، وغداءً ثنائيًا مع وفديهما، ومؤتمرًا صحفيًا مشتركًا - وهي سلسلة من الأحداث يُرجّح أن تُحدّد مسار العلاقات بين واشنطن وموسكو في الأيام الحاسمة القادمة.
في ما يأتي عرض لأبرز ما يتطلع كل طرف إلى تحقيقه من هذا اللقاء، الذي يمثل أيضاً أول زيارة لبوتين إلى بلد غربي منذ إطلاقه الهجوم على أوكرانيا في عام 2022.
فرصة بوتين للضغط
بعدما أعوام من العزلة الغربية، يرى بوتين في القمة فرصة للضغط لتحقيق مطالب روسيا المتصلبة لإنهاء النزاع، في مسودة خطة سلام نشرت في يونيو (حزيران) الماضي، طالبت روسيا أوكرانيا بسحب قواتها من أربع مناطق أعلنت ضمها إلى أراضيها على رغم عدم سيطرتها عليها بالكامل، وهي خيرسون ولوغانسك وزابوريجيا ودونيتسك، ولقي هذا الطرح رفضاً أوكرانياً.
كما دعت روسيا أوكرانيا إلى وقف التعبئة في الجيش، والتخلي عن طموح الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، ووقف شحنات الأسلحة من الدول الغربية فوراً.
إضافة إلى الأراضي، تريد روسيا أن تضمن أوكرانيا "حقوق وحريات" السكان الناطقين بالروسية، وأن تحظر ما تعتبره موسكو "تمجيداً للنازية".
ورفضت أوكرانيا أي مزاعم روسية بهذا الشأن، مؤكدة أنها تضمن بالفعل حقوق الناطقين بالروسية، كما ترغب موسكو في رفع العقوبات الغربية التي فرضت عليها بعد شنها الحرب على أوكرانيا.
التمثيل الأوكراني وتوفير الضمانات
في المقابل شدد زيلينسكي على أن أي حل أو اتفاق سلام محتمل في شأن أوكرانيا لا يمكن اتخاذه من دون تمثيل كييف، معتبراً أن القمة في حد ذاتها تشكل مكافأة لبوتين.
وتطالب أوكرانيا منذ أشهر بوقف غير مشروط لإطلاق النار في البر والبحر والجو كشرط مسبق لبدء محادثات السلام، ودعت إلى إطلاق أسرى الحرب من الجانبين، وطالبت بعودة آلاف الأطفال الأوكرانيين الذين تقول إن روسيا خطفتهم ونقلتهم قسراً إلى المناطق التابعة لها منذ بدء الحرب، وغالباً ما تبنتهم أسر روسية
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومنحتهم الجنسية الروسية. وبينما تنفي روسيا مزاعم الخطف، تقر بأن آلاف الأطفال موجودون على أراضيها.
كما تشدد أوكرانيا على وجوب أن يرفق أي اتفاق بضمانات أمنية لمنع روسيا من مهاجمتها مجدداً، وعدم فرض قيود على عديد القوات التي يمكن لها أن تنشرها على أراضيها. وتعتبر أن العقوبات على روسيا لا يجب أن ترفع سوى تدريجاً، وأن تتاح إعادة فرضها في حال دعت الحاجة.
مساعي ترمب وتحذيراته
تعهد ترمب إنهاء الحرب في أوكرانيا في غضون "24 ساعة" من عودته للبيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) 2025، ولكن بعد مرور ثمانية أشهر، واتصالات متكررة مع بوتين وزيارات لروسيا أجراها مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف، فشل ترمب في انتزاع أي تنازلات رئيسة من الكرملين.
ستكون قمة الجمعة الفرصة الأولى لترمب لإبرام اتفاق بصورة مباشرة.
وحذر ترمب أول من أمس الأربعاء من أن موسكو ستواجه عواقب وخيمة ما لم توقف هجومها، وبعدما ألمح إلى إمكان حصول "تبادل للأراضي" بين روسيا وأوكرانيا، بدا كأنه تراجع عن هذا الموقف بعد التحدث مع قادة أوروبيين الأربعاء، ورفض زيلينسكي العلني لهذا الأمر.
وأعرب ترمب عن رغبته في رؤية وقف لإطلاق النار "بسرعة كبيرة للغاية".
وفي حين لم يدع ترمب زيلينسكي إلى قمة الجمعة، ألمح أمس الخميس إلى إمكان أن يليها لقاء ثلاثي سريعاً، وقال الرئيس الأميركي الخميس إن "اللقاء الثاني سيكون مهماً للغاية، لأنه سيكون اللقاء الذي يبرمان اتفاقاً خلاله".
تهميش للدور الأوروبي
من جهة أخرى على رغم تقديم الدعم العسكري لكييف واستضافة ملايين الأوكرانيين الفارين من الحرب، جرى تهميش القادة الأوروبيين في محادثات السلام التي قد يكون لها تأثير بالغ في مستقبل المنظومة الأمنية في القارة العجوز.
ولم يدع المسؤولون الأوروبيون كذلك إلى اجتماعات عقدها وفدان روسي وأوكراني في إسطنبول، ولا إلى المحادثات الروسية - الأميركية التي استضافتها السعودية في فبراير (شباط) الماضي.
والأسبوع الماضي، حذر قادة بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبولندا وفنلندا والمفوضية الأوروبية من أنه لا يمكن تحقيق سلام من دون مشاركة أوكرانيا.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد حديثه مع ترمب الأربعاء إن المسائل المتعلقة بأراضي أوكرانيا سيفاوض في شأنها زيلينسكي حصراً.
وسبق لماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن أعربا عن استعدادهما لنشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا بمجرد انتهاء القتال، وهي فكرة رفضتها روسيا.