Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السباق الرئاسي في تونس... من يدعم سعيد ومن يدعم القروي؟

مناظرة تلفزيونية بين المرشحيْن ستكون فرصة مهمة لحشد التأييد لكل منهما

يومان قبل فتح مراكز الاقتراع في تونس لاختيار رئيس للجمهورية من بين المرشحين، قيس سعيد، ونبيل القروي، في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في البلاد، في وقت تتفاعل في كواليس المشهد السياسي اللقاءات السّرية والعلنية، وأيضاً الحسابات والتوازنات.

وأبرزت نتائج الانتخابات الرئاسية في الدورة الأولى تفاوتاً بنحو 100 ألف صوت بين المرشحين الاثنين إلى الدور الثاني، قيس سعيد (711, 620 صوتاً أي 18،4 بالمئة من الأصوات) ونبيل القروي (525,517 صوتاً أي 15،5 بالمئة من الأصوات). ويرى ملاحظون أن هذا الفارق سيتعمق في الدور الثاني لفائدة المرشح قيس سعيد نظراً للتأييد الواسع من قبل أكبر الأحزاب السياسية في تونس، وللظروف المحيطة بالحملة الانتخابية كالإفراج المتأخر عن المترشح نبيل القروي من السجن 48 ساعة فقط قبل الدخول في الصمت الانتخابي.

قيس سعيد الأوفر حظاً

قيس سعيد يحظى بدعم علني من أكبر حزب الآن في تونس، أي حركة النهضة الإسلامية التي فازت في الانتخابات التشريعية الأخيرة بأكبر عدد من المقاعد في مجلس النواب (52 مقعداً)، والتي دعت علناً أنصارها إلى انتخاب قيس سعيد لأنه يمثل الخط الثوري حسب رأيها، وكذلك فعل التيار الديمقراطي الحاصل في الانتخابات التشريعية الأخيرة على 22 مقعداً، كما أكدت حركة الشعب الحاصلة على 18 مقعداً دعمها الكامل لقيس سعيد، وهي كلها أحزاب وازنة في المشهد السياسي في تونس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أحزاب أخرى عبرت أيضاً عن دعمها لسعيد على غرار الحزب الجمهوري وحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد وحزب التكتل من أجل العمل والحريات.

دعم شبابي واسع

كما يحظى سعيد بدعم شبابي واسع من شريحة الطلبة باعتباره أستاذاً في الجامعة التونسية تربت على يديه أجيال متعاقبة، وأكد سعيد في حديث صحافي أن الشباب المتطوع هو من جمع أكثر من 30 ألف تزكية ضرورية لتقديم ترشحه إلى الرئاسية، بالإضافة إلى توق التونسيين إلى شخصية جديدة بعيدة عن السياسيين المعروفين، والذين عزف عنهم التونسيون بسبب ما قالوا إنه أداء مرتبك للطبقة السياسية برمتها طيلة ثماني سنوات بعد الثورة، إذ كانت الانتظارات كبيرة في الشغل والكرامة، وهما الشعاران اللذان ارتكزت عليهما الثورة.

ويعوّل قيس سعيد أيضاً على رصيد مهم من الناخبين في الجهات الداخلية الذين استحسنوا مشروعه الخاص بالحكم المحلي، أي من المحلي إلى الجهوي إلى الوطني.

شخصيات وطنية تدعم سعيد

من جهة أخرى، عبرت شخصيات وطنية عن دعمها لقيس سعيد، مثل الرئيس الأسبق محمد منصف المرزوقي، والمرشح الرئاسي عن الاتحاد الشعبي الجمهوري لطفي المرايحي، ورئيس الحكومة الأسبق المرشح الرئاسي المستقل حمادي الجبالي، والمرشح عن ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف، وأيضاً المرشح الرئاسي الهاشمي الحامدي.

فحسابياً، يبدو قيس سعيد في طريق مفتوح إلى قصر قرطاج، إلا أن عدم ظهوره في الآونة الأخيرة في وسائل الإعلام وتحفظه عن القيام بحملته الانتخابية قد يؤثر سلباً على صورته التي اكتسبها من فترة قليلة. ونفى قيس سعيد في أكثر من مناسبة أن تكون هناك جهة سياسية تقف وراءه، إلا أن عديدا من الأحزاب ستصطف وراءه، إما للبحث عن تموضع جديد في المشهد أو لإيمانها بالمشروع السياسي للمرشح.

القروي يستثمر في الفقر

في المقابل، مرشح حزب "قلب تونس" نبيل القروي الذي تمكن من المرور إلى الدور الثاني على الرغم من وجوده في السجن بتهمة التهرب الضريبي، سيستفيد من زخم العمل الاجتماعي الخيري الذي بدأه منذ وفاة نجله في حادث مرر سنة 2016 موظِّفاً القناة التلفزيونية التابعة له "نسمة" للترويج لهذه الأنشطة الاجتماعية الخيرية.

وكوّن القروي رصيداً رمزياً من الاحترام والتعاطف خصوصاً من الفئات المحرومة وفي المناطق النائية التي غابت عنها الدولة لفترة، كما استثمر في المظلومية بأن تم تقديمه كسجين سياسي ضحية مؤامرات سياسية. وقد تعهد القروي في برنامجه الانتخابي محاربة الفقر والعمل على تعزيز الاستثمار في المناطق الداخلية، والاستثمار أيضاً في الذكاء البشري من أجل حياة كريمة للتونسيين، وخصوصاً ضعاف الحال.

سياسياً، يبدو الدعم المقبل لنبيل القروي محتشماً عدا بعض السياسيين مثل وزير التنمية والتعاون الدولي السابق الفاضل عبد الكافي.

أحزاب تتحفظ

ويتحفظ عديد من الأحزاب عن الإعلان صراحة عن دعمها لنبيل القروي خوفاً من ردة الفعل، فالرجل متهم بالتهرب الضريبي وتبييض الأموال، إلا أن عديدا من الأحزاب أعرب عن دعمه للقروي على غرار حزب الوطن الجديد، وأكدت يسرى ميلي، واحدة من الناشطات في الحزب لـ"اندبندنت عربية"، أن الحزب سيدعم نبيل القروي في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية.

القيادي في حزب "تحيا تونس" مصطفى بن أحمد أكد أن الحزب لن يدعم قيس سعيد في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية، ولم يعبر صراحة عن دعمه لنبيل القروي، إلا أنه أشار إلى أن حزب "تحيا تونس" له تحفظات على المترشحيْن، إلا أنه سيعلن مساندة من يمثل أقل خطورة على الدولة التونسية.

شخصيات وطنية أيضاً عبّرت عن دعمها لنبيل القروي، على غرار السيد عبد الكريم الزبيدي، المرشح الرئاسي المستقل.

في سياق آخر، أكد الاتحاد العام التونسي للشغل أنه يقف على المسافة نفسها من المرشحين الاثنين، إلا أن بعض الملاحظين شكك في حياد هذه المنظمة، ورجّح إمكانية دعم الاتحاد في الخفاء للمرشح نبيل القروي.

هل تكون المناظرة منصفة؟

في غضون ذلك، أعلنت التلفزة الوطنية التونسية تنظيم مناظرة تلفزيونية بين المرشحيْن الجمعة 11 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وهي ستكون فرصة مهمة للمترشحيْن من أجل حشد التأييد لكل منهما، وستكون مناظرة حاسمة إلى حد بعيد في توضيح صورة كل من المرشحين، فالقروي كان سجيناً ولم يخاطب محبيه، وقيس سعيد بدا غير واضح في عديد من الملفات التي تهم الهوية أو علاقات تونس الاستراتيجية بعدد من الدول الأوروبية على غرار فرنسا.

فهل ستنصف المناظرة التلفزيونية المرشحيْن ويقدمان خطاباً سياسياَ متوازناً وراقياً يستحسنه الناخب التونسي من أجل مزيد من الإقبال على مراكز الاقتراع يوم الانتخابات؟

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي