Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قتيل وإصابات بحرائق ضخمة تلتهم غابات في فرنسا وإسبانيا

موجة حر تضرب الدول الإسكندنافية وتغير خطط محبي "العطلات الباردة"

سيدة فرنسية ترش المياه قرب سياج منزلها القريب من حريق مندلع في تورنيسان، جنوب غربي فرنسا (أ ف ب)

ملخص

لا تزال أوروبا تعاني موجة الحر الشديد وتداعياتها، إذ سجل اندلاع حرائق ضخمة في كل من فرنسا وإسبانيا، في حين سجلت درجات حرارة كبرى في الدول الاسكندنافية الباردة عادة.

 أتى أكبر حريق حتى الآن في فرنسا خلال الصيف على أكثر من 15 ألف هكتار من الغطاء النباتي في 15 بلدة بجنوب البلاد، مما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة تسعة آخرين أحدهم حاله حرجة وفقدان آخر.

ورصدت عدسات وكالة الصحافة الفرنسية تمدد ألسنة اللهب بسرعة وسط دخان كثيف، إذ التهمت النيران العالية المدفوعة بالرياح تلال منطقة كوربيير، فيما تستمر حرائق أخرى في اجتياح غابات الصنوبر والنباتات.

وقالت المسؤولة المحلية لوسي روش إن "الحريق ما زال نشطاً جداً بسبب الجفاف والحرارة والرياح القوية".

ومن المقرر أن يزور رئيس الحكومة فرانسوا بايرو الموقع بعد الظهر، يرافقه وزير الداخلية برونو روتايو.

وفي بلدة سان لوران دو-لا-كابروريس التي تبعد 30 كيلومتراً من مدينة ناربون، أكد المسؤول المحلي ريمي ريسيو أن عائلة أحد السكان لم تتلقَّ أية أخبار عنه حتى الآن، وأشار أيضاً إلى إصابة تسعة أشخاص، بينهم حال حرجة نقلت إلى المستشفى.

وأتت النيران على 15 ألف هكتار من الأراضي الحرجية والصنوبرية في 15 بلدة متضررة، مما أدى إلى تدمير أو تضرر 25 منزلاً و35 مركبة، بحسب تقييم أولي.

وتوقفت الدوريات الجوية خلال الليل، لكنها استؤنفت صباح اليوم، فحلقت أربعة طائرات "كانادير" وثلاث طائرات "داش" وطائرة رصد من طراز "بيتشكرافت"، فضلاً عن مروحيتين وطائرتين صغيرتين من نوع "إير تراكتور"، بحسب ما أفادت السلطات.

وأكدت لوسي روش لوكالة الصحافة أن العمل جارٍ على تعزيز هذه الوسائل الجوية.

ووصف ريمي ريسيو التدخل بـ"الهائل"، مشيراً إلى مشاركة 2000 عنصر إطفاء مدعومين بـ500 آلية على الأرض.

ويعد هذا الحريق الأكبر خلال الصيف في فرنسا حتى الآن، ففي أواخر يوليو (تموز) الماضي ومع حلول منتصف موسم الصيف، سجلت الحماية المدنية احتراق أكثر من 15 ألف هكتار على المستوى الوطني نتيجة نحو 9000 حريق نشب معظمها على الساحل المتوسطي.

ولا يزال أكثر من 2500 منزل من دون كهرباء، فيما حذرت السلطات المحلية من أن السماح لمئات السكان الذين أُجلوا مساء أمس الثلاثاء بالعودة لمنازلهم لا يزال أمراً مبكراً جداً.

وجددت السلطات تعليماتها الأمنية للسكان، داعية إلى "التزام المنازل إلا عند صدور أمر بالإخلاء من فرق الإطفاء" من أجل تجنب الازدحام في الطرق لتسهيل حركة فرق التدخل.

وتعاني المنطقة جفافاً مستمراً يجعل الغطاء النباتي شديد الاشتعال، مما دفع السلطات إلى إطلاق أعلى مستوى تحذيري لخطر حرائق الغابات.

وفي فرنسا، أتت الحرائق على 24 ألف هكتار من الأراضي منذ مطلع العام، وفق بيانات خدمة "كوبيرنيكوس" الأوروبية التي تغطي معطياتها الفترة حتى أمس. ويتجاوز هذا الرقم متوسط المساحات المحترقة بين عامي 2006 و2024، لكنه يبقى أقل من المتوسط المسجل بين 2012 و2024.

وبحسب مساحة الأراضي المحترقة، لا يزال عام 2025 بعيداً حتى الآن من السنوات التي سجلت أرقاماً قياسية خلال 2022 و2019.

ومساء الثلاثاء، أججت رياح عاتية النيران لينتقل بذلك الحريق من الغابات إلى الأحراش، وصولا إلى قرية سان لوران دو لا كابروريس، بالقرب من كاركاسون، حيث احترقت بعض المنازل.

وعلى منصة "إكس"، وجه الرئيس إيمانويل ماكرون رسالة دعم لفرق الإطفاء والمنكوبين.

وقال ماكرون إن "كل إمكانات الأمة قد جرى تسخيرها" لمواجهة هذا الحريق، داعياً السكان إلى التزام "أقصى درجات الحذر".

حرائق في إسبانيا

 إلى ذلك أعلنت السلطات الإسبانية أنها أخلت سبعة فنادق وموقعين للتخييم من روادها بسبب حريق اندلع الثلاثاء في غابة بمنتجع تاريفا الساحلي في أقصى جنوب البلاد، وقال وزير الداخلية في حكومة إقليم أندلوسيا أنطونيو سانز للصحافيين، "لقد اضطررنا إلى إخلاء عدد كبير من الأشخاص بسرعة، إضافة إلى أكثر من 5 آلاف سيارة في وقت قياسي".
وذكر الوزير في حكومة الإقليم أسماء سبعة فنادق ومخيمين في الأقل أخليت، بسبب الحريق الذي تشارك 17 طائرة ومروحية في جهود إخماده.
وأقر سانز بأن السيطرة على الحريق لم تتم بعد، و"الوضع لا يزال معقداً".
وبحسب قناة "تي في إي" التلفزيونية العامة فإن الحريق اندلع في عربة تخييم داخل مخيم في جبل "لا بينيا"، الواقع على بعد بضعة كيلومترات من تاريفا.
وقالت القناة التلفزيونية إن الحريق انتشر بسرعة بسبب الرياح العاتية التي تشتهر بها هذه المنطقة المشرفة على مضيق جبل طارق، وأعلنت خدمات الطوارئ في المنطقة أنها أغلقت لمسافة تسعة كيلومترات الطريق الرئيس الممتد على طول الساحل.
وتشهد إسبانيا منذ مطلع الأسبوع موجة حر شديدة، وحذرت هيئة الحماية المدنية الإسبانية أمس الثلاثاء من أن خطر الحرائق "لا يزال مرتفعاً للغاية وقد بلغ أقصاه في جزء كبير من البلاد".


موجة حر في الدول الإسكندينافية

في السياق خيبت موجة الحر التي شهدتها الدول الإسكندنافية في يوليو (تموز) الماضي، آمال آلاف من زوار الصيف الذين جاؤوا إلى هذه المنطقة من العالم سعياً إلى بعض الانتعاش، وخيبة الأمل هذه قد تتكرر تحت تأثير التغير المناخي.
في السنوات الأخيرة، ازدهرت السياحة في الدول الإسكندنافية وفنلندا، مدفوعة بمفهوم "العطلات الباردة "(coolcation)  الذي يقوم على هرب السياح من موجات الحر في بلدان البحر المتوسط باتجاه مناطق ذات طقس أكثر اعتدالاً في الشمال.
ويدعم هذا التوجه حملات تسويقية من جهات متخصصة، بينها مجلس السياحة النرويجي الذي يتفاخر على موقعه الإلكتروني بصيف "بارد بصورة رائعة" مع درجات حرارة تتراوح "بصورة عامة" بين 12 و23 درجة مئوية.
إلا أن ارتفاع درجات الحرارة المسجلة في المنطقة في يوليو خالف التوقعات.
فقد أعلن المعهد الفنلندي للأرصاد الجوية أول من أمس الإثنين، أن يوم الأحد "أنهى فترة استمرت 22 يوماً متتالياً تجاوزت فيها درجات الحرارة 30 درجة مئوية في فنلندا".
وأكد المعهد أن "هذه أطول فترة من نوعها، منذ بدء تسجيل درجات الحرارة عام 1961".
وبحسب نظيره النروجي، كان يوليو الماضي ثالث أكثر الشهور حرارة في النروج منذ عام 1901، بعد أن تجاوزت الحرارة المعدل الموسمي بمقدار 2.8 درجة مئوية، وأصبح ما يسمى بالليالي "الاستوائية" أمراً شائعاً، إذ تبقى درجة الحرارة فوق 20 درجة مئوية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تراجع الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا

في شأن بيئي متصل، أظهر بحث صدر اليوم الأربعاء أن الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا عانى أكبر تراجع في الغطاء المرجاني في اثنتين من مناطقه الثلاث خلال العام الماضي، وذلك بعد ابيضاض واسع النطاق للشعاب كان من بين الأسوأ على الإطلاق.
وقال المعهد الأسترالي لعلوم البحار إن الحاجز المرجاني العظيم شهد أكبر تراجع سنوي في الغطاء المرجاني في منطقتيه الشمالية والجنوبية منذ بدء مراقبته قبل 39 سنة، إذ انخفض الغطاء المرجاني بما يتراوح بين الربع والثلث بعد نمو قوي على مدى سنوات عدة. وقال مايك إيمزلي رئيس برنامج الرصد طويل الأجل في المعهد، "نشهد الآن تقلباً متزايداً في مستويات الغطاء المرجاني الصلب". وأضاف "هذه ظاهرة تكشفت على مدى السنوات الـ15 الماضية، وتشير إلى ضغوط على النظام البيئي".
يمتد الحاجز المرجاني العظيم، وهو أكبر نظام بيئي حي في العالم، على مسافة 2400 كيلومتر قبالة ساحل ولاية كوينزلاند بشمال أستراليا.
ومنذ عام 2016، شهد الحاجز المرجاني العظيم خمسة فصول صيف عانى فيها الابيضاض واسع النطاق للشعاب المرجانية، وهي ظاهرة تتحول فيها أجزاء كبيرة من الشعاب إلى اللون الأبيض بسبب الإجهاد الحراري، مما يعرضها لخطر الموت.
وقال التقرير إن ما حدث في عام 2024 كان له أكبر أثر مسجل في الشعاب المرجانية على الإطلاق، إذ حدث ابيضاض يتراوح بين مرتفع إلى شديد بالمناطق الثلاث.
الحاجز المرجاني العظيم ليس مدرجاً على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) لمواقع التراث العالمي المعرضة للخطر، لكن الأمم المتحدة توصي بإضافته.
وتضغط أستراليا منذ سنوات لإبقاء الحاجز المرجاني، الذي يسهم بمبلغ 6.4 مليار دولار أسترالي (4.2 مليار دولار أميركي) في الاقتصاد سنوياً، خارج القائمة، لأن إدراجه عليها قد يلحق الضرر بالسياحة.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار