Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"التنينات الصغيرة"... هل تنجح الصين في بناء "وادي سيليكون" خاص بها؟

تستحوذ بكين على 56 في المئة من شركات الروبوتات الشبيهة بالبشر عالمياً ونحو نصف أنظمة تكاملها

تعد مدينة هانغتشو أحدث من تطلق عليها الصين لقب "وادي السيليكون الجديد" (أ ف ب)

ملخص

لتسهيل التمويل أمام الشركات التكنولوجية تعتزم الصين استئناف إدراج الشركات الناشئة غير الربحية في بورصات التكنولوجيا وفقاً لما أعلنه رئيس هيئة تنظيم الأسواق المالية وو تشينغ

في وقت لم يكد الغبار يهدأ فيه بعد عن خطة "صُنع في الصين 2025" تكثف بكين سعيها نحو الهيمنة التكنولوجية مع تركيز جديد على ما تسميه "صناعات المستقبل" وسط احتدام التنافس مع الولايات المتحدة. وتعمل السلطات الصينية على دفع الحدود في سعيها إلى نموذج نمو جديد يرتكز على الابتكارات التكنولوجية وتحديث البنية الصناعية.

طُرح هذا المصطلح للمرة الأولى من قبل الرئيس الصيني شي جينبينغ عام 2020، ويشير إلى قطاعات تعتمد على تقنيات أساسية لا تزال في مراحلها الأولى، لكنها تعد واعدة بإمكانات هائلة على المدى الطويل.

وسلطت خطة التنمية الخمسية للفترة 2021-2025 الضوء على عدد من هذه المجالات، مثل الذكاء المستوحى من الدماغ البشري والمعلومات الكمية والتقنيات الجينية والشبكات المستقبلية وتطوير أعماق البحار والفضاء، إضافة إلى طاقة الهيدروجين وتخزينها باعتبارها محاور تسعى الصين إلى تحقيق الريادة المبكرة فيها.

لكن هذه القائمة آخذة في التوسع، إذ تضيف الحكومة تدريجاً قطاعات جديدة إلى قائمة أولوياتها، وفي عام 2024 أصدرت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية (MIIT) إرشادات تستهدف مجالات مثل الروبوتات الشبيهة بالبشر ومعدات شبكات الجيل السادس (جيه 6) ومراكز بيانات الذكاء الاصطناعي الضخمة والطائرات الكبيرة من الجيل الجديد.

ما الذي تحقق حتى الآن؟

تعد مدينة هانغتشو، عاصمة مقاطعة تشجيانغ، أحدث من تطلق عليها الصين لقب "وادي السيليكون الجديد"، إذ أصبحت مركزاً حيوياً للشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا، وجذبت اهتماماً عالمياً متزايداً.

ومن بين هذه الشركات الناشئة برزت شركات يطلق عليها محلياً لقب "التنينات الستة الصغيرة"، وهي "ديب سيك" و"غيم ساينس" و"يونيتري" و"ديب روبوتيك" في مجال الروبوتات إلى جانب "برين كو" و"ميانيكور" المتخصصة في الذكاء المكاني.

وبحسب بنك "مورغان ستانلي" تستحوذ الصين حالياً على 56 في المئة من شركات الروبوتات الشبيهة بالبشر المدرجة في الأسواق المالية حول العالم، و45 في المئة من شركات تكامل أنظمة هذه الروبوتات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في الوقت ذاته يشهد قطاع التكنولوجيا الحيوية في الصين نمواً متسارعاً، إذ وافقت الجهات التنظيمية حتى مارس (آذار) الماضي على خمسة علاجات باستخدام خلايا CAR-T، وهي علاجات مبتكرة مخصصة لأنواع معينة من سرطانات الدم، لتحتل المرتبة الثانية عالمياً بعد الولايات المتحدة التي لديها ستة علاجات.

ما الخطوة التالية؟

تخصص بكين موارد غير مسبوقة لتطوير ما يعرف بـ"الصناعات المستقبلية"، بدءاً من التمويل وصولاً إلى إعداد الكفاءات، إدراكاً منها للقيمة الاستراتيجية لهذه القطاعات، سواء لتحقيق نمو مستدام على المدى الطويل أو لتعزيز مكانتها في المنافسة التكنولوجية المحتدمة مع واشنطن.

وفي إطار مساعيها إلى تعزيز الاختراقات التكنولوجية أطلقت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات عام 2023 نموذجاً جديداً للابتكار يتمثل في طرح تحديات محددة أمام الجمهور. وتمنح الشركات أو الفرق البحثية التي تنجح في حل هذه التحديات خلال عامين أولوية في الحصول على الدعم والتمويل الحكومي. وخلال هذا العام تركز الحكومة الصينية على تحقيق قفزات نوعية في مجالات التكنولوجيا الكمية والتصنيع على المستوى الذري والهيدروجين النظيف.

وعلى رغم الأوضاع الصعبة في سوق العمل تعاني شركات التكنولوجيا المتقدمة، لا سيما العاملة في مجال الروبوتات الشبيهة بالبشر، نقصاً حاداً في الكفاءات المتخصصة، مما دفعها إلى تقديم رواتب تصل إلى أربعة أضعاف متوسط الأجور في المناطق الحضرية لجذب المهندسين والمطورين ذوي الخبرة.

ولتسهيل التمويل أمام الشركات التكنولوجية تعتزم الصين استئناف إدراج الشركات الناشئة غير الربحية في بورصات التكنولوجيا، وفقاً لما أعلنه رئيس هيئة تنظيم الأسواق المالية وو تشينغ خلال منتدى "لوجياتسوي" في يونيو (حزيران) الماضي.

وفي المنتدى ذاته أعلن محافظ البنك المركزي بان قونغشنغ أن مدينة شنغهاي ستكون سباقة في اعتماد أدوات مالية جديدة تشمل تمويل التجارة عبر تقنية الـ"بلوك تشين" وسندات الابتكار التي ستتضمن آليات لتقاسم الأخطار ودعماً لشركات الأسهم الخاصة المصدرة لهذه السندات.

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة