ملخص
حذر مصدر حكومي سوري في تصريح تلفزيوني من أن "الدولة السورية تجدد تمسكها الثابت بمبدأ ’سوريا واحدة، جيش واحد، حكومة واحدة‘، وترفض رفضاً قاطعاً أي صورة من صور التقسيم أو الفدرلة التي تتعارض مع سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة ترابها".
جددت الحكومة السورية رفضها للفيدرالية ودعت القوات الكردية إلى الانضواء في الجيش، وذلك خلال اجتماع عقده الرئيس أحمد الشرع مع قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي بحضور المبعوث الأميركي توم براك، بحسب ما أفادت به مصادر كردية ورسمية سورية.
وجرى اللقاء بين الشرع وعبدي أمس لمناقشة الجهود الرامية إلى دمج الإدارة الذاتية الكردية في الدولة السورية، بحسب مسؤول كردي سوري. وقال المسؤول، مشترطاً عدم الكشف عن هويته، إن براك، السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، حضر هذا الاجتماع.
وأوضح أن الاجتماع عقد لبحث "العلاقات بين الإدارة الذاتية (الكردية) وحكومة دمشق، إضافة إلى قضايا اقتصادية وعسكرية".
ويأتي هذا الاجتماع بعد أربعة أشهر من توقيع اتفاق ثنائي لم يجر تنفيذ بنوده بعد.
والاتفاق الذي وقعه الشرع مع عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في الـ10 من مارس (آذار) الماضي برعاية أميركية، تضمن بنوداً عدة نص أبرزها على "دمج المؤسسات المدنية والعسكرية كافة في شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز".
لكن الإدارة الذاتية وجهت لاحقاً انتقادات إلى السلطة على خلفية الإعلان الدستوري، ثم تشكيل حكومة قالت إنها لا تعكس التنوع، وطالبت القوى الكردية في يونيو (حزيران) الماضي بدولة "ديمقراطية لا مركزية"، ردت عليها دمشق بتأكيد رفضها "محاولات فرض واقع تقسيمي" في البلاد.
والأربعاء حذر مصدر حكومي سوري في تصريح تلفزيوني من أن "الدولة السورية تجدد تمسكها الثابت بمبدأ ’سوريا واحدة، جيش واحد، حكومة واحدة‘، وترفض رفضاً قاطعاً أي صورة من صور التقسيم أو الفدرلة التي تتعارض مع سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة ترابها".
وأكد أن "الجيش السوري هو المؤسسة الوطنية الجامعة لكل أبناء الوطن، وترحب الدولة بانضمام المقاتلين السوريين من قسد إلى صفوفه، ضمن الأطر الدستورية والقانونية المعتمدة".
وحذر المصدر الحكومي السوري من أن "أي تأخير في تنفيذ الاتفاقات الموقعة لا يخدم المصلحة الوطنية، بل يعقد المشهد، ويعوق جهود إعادة الأمن والاستقرار إلى جميع المناطق السورية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتولى الشرع السلطة في دمشق خلال ديسمبر (كانون الأول) 2024 بعدما أطاح على رأس تحالف فصائل إسلامية نظام الرئيس السابق بشار الأسد، وهو مذاك يدعو إلى حل كل المجموعات العسكرية في سوريا، لكن الأكراد السوريين يصرون على الاحتفاظ بقواتهم العسكرية البالغ عددها عشرات آلاف الرجال والنساء.
ويمثل الحفاظ على وحدة سوريا واستعادة الأمن فيها تحدياً رئيساً للسلطات السورية.
والأكراد السوريون الذين عانوا لعقود من التهميش والإقصاء، ينتقدون اليوم سعي السلطة الجديدة إلى تكريس مركزية القرار وإقصاء مكونات رئيسة من إدارة المرحلة الانتقالية.
وعلى رغم إعلان الشرع حل الفصائل العسكرية المسلحة كافة بعيد وصوله إلى دمشق، يتمسك الأكراد المدعومون أميركياً بالحفاظ على قوتهم العسكرية المنظمة التي أثبتت فاعلية في قتال تنظيم "داعش" حتى دحره من آخر معاقله عام 2019.
وتسيطر الإدارة الذاتية الكردية على مساحات واسعة في شمال سوريا وشرقها، تضم أبرز حقول النفط والغاز التي تحتاج دمشق إلى مواردها، وتدير مخيمات ومراكز اعتقال تضم مقاتلين من "داعش"، بينهم آلاف الأجانب.
وكان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني حذر في وقت سابق من أن "المماطلة" في تنفيذ بنود الاتفاق الموقع مع الإدارة الذاتية، "ستطيل أمد الفوضى" في البلاد.