Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد 3 أشهر عصيبة... كيف تتحرك أسعار الذهب والأسهم والدولار؟

مؤشر الورقة الأميركية الخضراء يسجل أسوأ أداء نصف سنوي منذ عام 1973

المعضلة الكبرى التي تواجه المستثمرين في النصف الثاني هي كيفية توظيف السيولة الجديدة في ظل الارتفاع الكبير بأسعار الأسهم (رويترز)

ملخص

سجلت المعادن النفيسة مكاسب قياسية في يونيو بقيادة البلاتين الذي سجل ارتفاعاً بنسبة 49 في المئة منذ بداية 2025

ثلاثة أشهر عصيبة في "وول ستريت"، إذ الأسهم سجلت مستويات قياسية مرتفعة، والدولار يتعثر إلى أدنى مستوياته التاريخية، وفي الجلسة الأخيرة من يونيو (حزيران) الماضي، ارتفعت الأسهم الأميركية مختتمة شهراً قوياً وربعاً ثانياً مميزاً لـ"وول ستريت".

وأغلق مؤشر "داو جونز" مرتفعاً بمقدار 276 نقطة، أو 0.63 في المئة، وارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" الأوسع نطاقاً بنسبة 0.52 في المئة، بينما حقق مؤشر "ناسداك" المركب، الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا، مكاسب بنسبة 0.47 في المئة.

وأغلق كل من مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" و"ناسداك" عند مستويات قياسية جديدة، مواصلين مكاسبهما بعدما حققا مستويات قياسية مرتفعة الجمعة الماضي. وسجل مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" أفضل أداء ربع سنوي له منذ ديسمبر (كانون الأول) 2023. بينما سجل مؤشر "ناسداك" أفضل أداء ربع سنوي له منذ يونيو 2020، وكان هذا انتعاشاً كبيراً بعدما شهدت الأسواق ربعاً أول كئيباً.

بعد تراجعها في مارس (آذار) وأوائل أبريل (نيسان) الماضيين إثر صدمة سياسة الرئيس دونالد ترمب للرسوم الجمركية "وول ستريت"، استعادت الأسهم خسائرها خلال مايو (أيار) ويونيو، ومع حلول منتصف العام، يختلف المزاج العام بصورة ملحوظة عما كان عليه قبل ثلاثة أشهر.

وابتهج المستثمرون بتعافي الأسهم سريعاً إلى مستويات قياسية جديدة وتراجع التقلبات، إلا أن أسعار الأسهم أصبحت الآن مرتفعة نسبياً، ولا تزال الخلفية الاقتصادية غامضة، مما يثير تساؤلات حول المحفز الذي قد يدفع الأسواق نحو الارتفاع.

في مذكرة بحثية حديثة، قال رئيس استراتيجيات الاستثمار والأبحاث في "جلينميد"، جيسون برايد، إن "التوقعات الاقتصادية للنصف الثاني من عام 2025 تتأثر بشدة بمسار السياسة الحكومية". وستركز "وول ستريت" هذا الأسبوع على البيانات الشهرية الجديدة حول نمو الوظائف في يونيو، والمقرر إصدارها الخميس.

انحسار المخاوف يقفز بأسعار الأسهم

بعد انخفاضه بنسبة 4.59 في المئة في الربع الأول من العام، حقق مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" ارتفاعاً بنسبة 10.57 في المئة في الربع الثاني. وارتفع مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بنسبة 24.5 في المئة منذ أن بلغ أدنى مستوى له في الثامن من أبريل، متحدياً التوقعات، إذ تعافى من هاوية سوق هابطة.

وقال كبير استراتيجيي الاستثمار في شركة "سي أف آر أي" للأبحاث، سام ستوفال، إن العامل الرئيس الذي أسهم في انخفاض مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" في الربع الأول هو "القلق المتزايد من أن الولايات المتحدة قد تقع في حال ركود نتيجة للرسوم الجمركية الباهظة المفروضة على جميع شركائها التجاريين الرئيسين في العالم".

مع انحسار أسوأ مخاوف الرسوم الجمركية، شهدت الأسواق انتعاشاً حاداً، وقال ستوفال، إن هذا الانتعاش قادته القطاعات الأكثر تضرراً في الربع الأول، إذ ارتفع مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بنسبة 4.96 في المئة خلال تعاملات يونيو، ويواصل ارتفاعه بنسبة 5.5 في المئة على أساس سنوي.

في غضون ذلك، ارتفع مؤشر "ناسداك"، الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا، بنسبة 33 في المئة منذ أدنى مستوى له في الثامن من أبريل، وانتعش المؤشر، بقيادة أسهم مثل "إنفيديا" و"مايكروسوفت"، بقوة من سوق هبوطية مع عودة التفاؤل في شأن طفرة الذكاء الاصطناعي.

وقال الرئيس والمدير التنفيذي للاستثمار في شركة "بيلويذر ويلث" كلارك بيلين، "تفوق قطاع التكنولوجيا على الأسواق منذ أدنى مستوياته في أبريل، ونتوقع أن يستمر ريادة قطاع التكنولوجيا في النصف الثاني من عام 2025، بخاصة مع عودة المستثمرين إلى حماسهم في شأن وعود الذكاء الاصطناعي، التي تلاشت خلال موجة بيع الرسوم الجمركية في مارس وأبريل".

انخفاض حاد في قيمة الدولار

شهد الدولار الأميركي انخفاضاً واسع النطاق هذا العام، مما أثار مخاوف في شأن ثقة المستثمرين في الولايات المتحدة، وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس قوة الدولار مقابل ست عملات رئيسة، بنسبة سبعة في المئة خلال الربع الثاني، وانخفض بنسبة 10.7 في المئة هذا العام.

وسجل مؤشر الدولار أسوأ أداء له في النصف الأول من العام منذ عام 1973، وفقاً لبيانات بورصة "إنتركونتيننتال"، وانخفض المؤشر بنسبة 15 في المئة خلال الأشهر الستة الأولى من العام.

وفي حين انتعشت الأسهم من أدنى مستوياتها في أبريل، واصل الدولار انخفاضه الحاد، وانخفض مؤشر الدولار أمس بنسبة 0.55 في المئة، وحوم حول أدنى مستوى له منذ عام 2022.

وارتفع اليورو بنسبة 13 في المئة مقابل الدولار هذا العام، بينما ارتفع الجنيه الاسترليني بنسبة تسعة في المئة مقابل الدولار الأميركي.

في تعليقه، قال استراتيجي العملات الأجنبية في بنك "آي أن جي" سابقاً، فرانشيسكو بيسول، إن مكانة الدولار كعملة قوية وملاذ آمن يلجأ إليه المستثمرون في أوقات الشدة تضررت.

تقلبات حادة بمؤشر الخوف

شهد مؤشر تقلب بورصة شيكاغو، وهو مؤشر الخوف في "وول ستريت"، تقلبات حادة في الربع الثاني من العام، وانتهى بنهاية هادئة. ومع تأجيج مقترحات ترمب في شأن الرسوم الجمركية مستويات تاريخية من عدم اليقين والتقلب في وول ستريت في أوائل أبريل، ارتفع مؤشر التقلبات إلى مستويات لم نشهدها إلا خلال جائحة كوفيد والأزمة المالية عام 2008.

استقر مؤشر التقلبات خلال مايو ويونيو الماضيين، ثم تراجع تدريجاً بعد ارتفاعه بنسبة 28 في المئة في الربع الأول، فيما انخفض مؤشر الخوف بنسبة 27 في المئة تقريباً في الربع الثاني.

وفقاً لمؤشر الخوف والجشع التابع لشبكة "سي أن أن"، تحولت المشاعر التي تحرك الأسواق من "الخوف الشديد" أو "الخوف" في أبريل إلى "الجشع" أو "الحياد" في مايو ويونيو.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في بداية الربع، غمرت حال عدم اليقين والتقلب غير الطبيعيين سوق سندات الخزانة الأميركية، وحظي هذا الجانب من السوق، الذي عادة ما يكون هادئاً ومملاً، باهتمام واسع النطاق بسبب مخاوف من احتمال عزوف المستثمرين العالميين عن السندات الأميركية وسط مخاوف في شأن صحة الاقتصاد الأميركي.

وخلال يونيو الماضي، تنفس مستثمرو السندات الصعداء بعدما سار مزاد سندات الخزانة الأميركية لسندات لأجل 30 عاماً بصورة جيدة نسبياً، وأقبل المستثمرون الأجانب على الشراء، مما خفف من حدة المخاوف من احتمال تخليهم عن الأصول الأميركية.

جرى تداول عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات أمس عند نحو 4.24 في المئة، بينما تداول عائد سندات الـ30 عاماً عند نحو 4.8 في المئة.

تذبذب قوي في سوق النفط

شهدت أسعار النفط ارتفاعات هائلة في يونيو الماضي، في ظل صراع عالمي محتدم بين إسرائيل وإيران. وارتفعت العقود الآجلة لخام "غرب تكساس الوسيط"، وهو المعيار القياسي للنفط الأميركي، إلى 73.85 دولار للبرميل، وارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت"، وهو المعيار العالمي، إلى 78.85 دولار للبرميل.

وسجل النفط الأميركي وخام "برنت" في الـ13 من يونيو الماضي، أكبر ارتفاع لهما في يوم واحد منذ عام 2022 بعد الحرب الروسية على أوكرانيا.

مع هدوء التوترات، انخفضت أسعار النفط إلى مستوياتها التي كانت عليها قبل الصراع، وتراجع النفط الأميركي أمس بنسبة 0.6 في المئة ليصل إلى 65.11 دولار للبرميل. وانخفض خام "برنت" بنسبة 0.2 في المئة ليصل إلى نحو 66.61 دولار للبرميل حتى فترة ما بعد الظهيرة.

مكاسب كبيرة للمعادن النفيسة

برزت المعادن النفيسة، مثل الفضة والبلاتين، كأبرز المعادن في الربع الثاني، وارتفعت أسعارهما بصورة حادة في الأسابيع الأخيرة، مع بحث المستثمرين عن ملاذات آمنة إلى جانب الذهب.

حقق الذهب الملاذ الآمن التقليدي ارتفاعات قياسية خلال العامين الماضيين، ومع ارتفاع سعر الذهب، سعى المستثمرون إلى المعادن النفيسة الأرخص، إذ ارتفع سعر الذهب بنسبة تقارب 26 في المئة هذا العام، لكنه لم يحقق سوى مكاسب بنسبة 0.1 في المئة في يونيو مع توقف ارتفاع سعر المعدن الأصفر.

في الوقت نفسه ارتفعت أسعار الفضة بنسبة تقارب 10 في المئة في يونيو. إضافة إلى المستثمرين، أسهم الطلب الصناعي في دفع سعر الفضة إلى الارتفاع، وارتفعت بنسبة 24 في المئة هذا العام.

فيما ارتفعت أسعار البلاتين بنسبة 28 في المئة في يونيو و49 في المئة هذا العام، ويتجه المعدن نحو تحقيق أفضل ربع سنوي وأفضل مكاسب شهرية له منذ عام 2008، وشهد الطلب على مجوهرات البلاتين انتعاشاً ملحوظاً، مما عزز سعر المعدن النفيس، وفقاً لمحللين في "بنك أوف أميركا".

كيف تتحرك الأسهم حتى نهاية 2025؟

كان المستثمرون الأفراد الذين "اشتروا عند انخفاض الأسعار" هم المحرك الرئيس لارتفاع السوق هذا العام، واستثمر المتعاملون في سوق التجزئة 3.2 مليار دولار في الأسهم خلال الفترة من الـ18 إلى الـ24 من يونيو، وفقاً لبيانات ذكرتها إيما وو، وهي استراتيجية في "جيه بي مورغان تشيس".

وقال بيلين من شركة "بيلويذر ويلث"، إن "المعضلة الكبرى التي تواجه المستثمرين في النصف الثاني من عام 2025 هي كيفية توظيف السيولة الجديدة، بخاصة للمستثمرين الذين لم يستثمروا أموالهم الجديدة خلال تراجع السوق في أبريل... الأسهم غالية الثمن، لكننا نواصل مراقبة أي تراجعات".

وفي مذكرة بحثية حديثة، قال كبير الاقتصاديين والاستراتيجيين لشؤون أوروبا في "جيفريز"، موهيت كومار، "في الخلفية، كان المستثمرون وافرين في السيولة وداعمين لارتفاع أسعار الأصول الخطرة... كان نقص الاستثمار في المراكز أحد أسباب تأييدنا لمسار المقاومة الأقل ارتفاعاً للأصول الخطرة".

ولا يتوقع كومار "ارتفاعاً هائلاً" من الآن فصاعداً، لكنه يعتقد أنه سيكون "اتجاهاً بطيئاً" نحو مستويات أعلى. وفي حين وصل مؤشرا "ستاندرد أند بورز 500" و"ناسداك" إلى أعلى مستوياتهما على الإطلاق، فإن مؤشر "داو جونز" لا يزال على بعد نحو 1000 نقطة، أو 2.1 في المئة، من أعلى مستوى قياسي له.

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة