حث الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الجمعة إيران على إبرام اتفاق حول برنامجها النووي، وقال إن الوقت لا يزال متاحاً أمام طهران لمنع مزيد من الصراع مع إسرائيل، مشيراً إلى أنه منح طهران 60 يوماً للتوصل إلى اتفاق. ونقلت قناة "إي بي سي نيوز" عن الرئيس الأميركي قوله إن الهجوم الإسرائيلي على إيران "ممتاز"، متوعداً بأن "المزيد من الهجمات قادم... المزيد والمزيد".
وكان ترمب قال على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، "وقع بالفعل موت ودمار واسع، لكن لا يزال الوقت متاحاً لوقف هذه المذبحة بالنظر إلى وجود خطة للهجمات القادمة بالفعل وستكون أكثر وحشية".
وحض الرئيس الأميركي إيران على "إبرام اتفاق قبل أن لا يبقى هناك شيء"، مشدداً "افعلوا ذلك قبل أن يفوت الأوان".
وكتب ترمب، "قلت لهم إن ذلك سيكون أسوأ من كل ما عرفوا أو توقعوا أو كل ما قيل لهم في السابق، إن الولايات المتحدة تصنع المعدات العسكرية الأفضل والأكثر فتكاً من أي كان في العالم، وبفارق كبير، وإن إسرائيل لديها كثير منها، وستتلقى المزيد، وإنهم يعرفون كيف يستخدمونها".
وأضاف "بعض الإيرانيين من الخط المتشدد تكلموا بشجاعة، لكنهم لم يكونوا على علم بما سيحصل لهم. جميعهم قتلوا الآن، والقادم أسوأ".
ويجمع ترمب الجمعة مجلس الأمن القومي في الساعة 11:00 (15:00 ت غ) في البيت الأبيض في واشنطن.
القنبلة النووية
وكان الرئيس الأميركي قال في مقابلة مع "فوكس نيوز" في وقت سابق الجمعة إن إيران لا يمكنها امتلاك قنبلة نووية، وإن الولايات المتحدة تأمل في عودة طهران لطاولة المفاوضات.
ونقلت جينفير غريفن مراسلة "فوكس نيوز" عن ترمب قوله بعد بدء الضربة الإسرائيلية على إيران "لا يمكن لإيران امتلاك قنبلة نووية، ونأمل في أن تعود لطاولة المفاوضات. سنرى، هناك أشخاص عدة في القيادة لن يعودوا".
وأكد ترمب أنه أبلغ مسبقاً بالضربات الاسرائيلية الواسعة النطاق على إيران، مكرراً موقفه بأن طهران "لا يمكنها امتلاك قنبلة نووية".
وسعت إدارة ترمب إلى النأي بالولايات المتحدة عن الضربات الإسرائيلية على إيران، وهي هجمات من المرجح أن تعقد مساعي الرئيس الأميركي إلى التوصل إلى اتفاق نووي مع طهران.
وقالت إسرائيل إنها قصفت أهدافاً نووية إيرانية لمنع طهران من تطوير أسلحة ذرية، في وقت كانت إدارة ترمب تستعد فيه لعقد جولة سادسة من المحادثات يوم الأحد في شأن برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم.
وأكد ماركو روبيو، وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي في إدارة ترمب، أن الضربات الإسرائيلية كانت أحادية الجانب، وأن واشنطن كانت تعلم أن الضربات ستحدث.
وقال روبيو في بيان "لم نشارك في ضربات ضد إيران، وأولويتنا القصوى هي حماية القوات الأميركية في المنطقة"، وأضاف "أبلغتنا إسرائيل بأنها تعتقد أن هذا الإجراء ضروري للدفاع عن نفسها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقبل ساعات قليلة من الضربات، حث ترمب على إيجاد حل دبلوماسي للتوترات، مشيراً إلى أن توجيه ضربة لإيران "أمر وارد جداً". وتؤكد إيران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط، على رغم أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت أمس الخميس أن إيران تنتهك التزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي للمرة الأولى منذ ما يقرب من 20 عاماً.
وجه روبيو تحذيراً شديد اللهجة لإيران، بعد يوم من إصدار الولايات المتحدة أمراً لبعض الموظفين الأميركيين بمغادرة الشرق الأوسط جراء التوتر في المنطقة، وقال "دعوني أكون واضحاً: يجب ألا تستهدف إيران المصالح أو الأفراد الأميركيين".
ولم يذكر ما إذا كانت واشنطن ستدعم إسرائيل إذا واجهت ضربات انتقامية، وهو موقف معتاد في ما سبق.
يتزايد الخلاف بين ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في شأن إيران وطريقة تعامله مع الحرب في غزة، إذ يسعى ترمب إلى إبرام اتفاق مع طهران وتسريع وصول المساعدات الغذائية إلى غزة.
وتحدث ترمب ونتنياهو يوم الإثنين، وصرح ترمب للصحافيين بأن الموضوع الرئيس كان إيران. وفي حديثه للصحافيين أمس الخميس، أشار إلى احتمال وقوع هجوم إسرائيلي قريب.
وقال "حسناً، أود تجنب الصراع. سيتعين على إيران التفاوض بصرامة أكبر، مما يعني أنها ستضطر إلى منحنا بعض الأمور التي لا ترغب في منحنا إياها الآن".
وربما يعرض رد إيران على الضربات الإسرائيلية القوات والدبلوماسيين الأميركيين في المنطقة للخطر، نظراً إلى أن الولايات المتحدة الداعم الرئيس لإسرائيل.
وتزايدت المخاوف الأمنية منذ أن صرح ترمب يوم الأربعاء بأنه سيتم إجلاء الموظفين الأميركيين من المنطقة لأنها "قد تكون مكاناً خطراً"، وأنه لن يسمح لطهران بتطوير سلاح نووي.
وأعلنت واشنطن وطهران أمس الخميس عن خطط لعقد جولة أخرى من المحادثات يوم الأحد في سلطنة عمان بين المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
لكن لم يتضح بعد ما إذا كان هذا الاجتماع سيعقد، ولم يجب متحدث باسم ويتكوف على استفسار بهذا الشأن.