ملخص
منذ نهاية يناير الماضي تواصل تلك القوات عمليات شق طرق في المخيمين على أنقاض مئات المنازل بعد هدمها، وذلك ضمن خطة لتغيير معالمهما الجغرافية والديموغرافية.
بعد أن أجبرته القوات الإسرائيلية على النزوح من منزله في مخيم طولكرم قبل أكثر من خمسة أشهر، شاهد مهراج شحادة عبر الكاميرات هدم منزله في المخيم في أول أيام عيد الأضحى قبل أربعة أيام.
وكباقي الفلسطينيين الـ25 ألفاً الذين أجبرتهم تلك القوات على النزوح من مخيمي طولكرم ونور شمس في شمال الضفة الغربية، اضطر شحادة إلى استئجار منزل يؤويه مع عائلته.
ومنذ نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي تواصل تلك القوات عمليات شق طرق في المخيمين على أنقاض مئات المنازل بعد هدمها، وذلك ضمن خطة لتغيير معالمهما الجغرافية والديموغرافية.
طمس الهوية
وتهدف إسرائيل من وراء ذلك إلى تحويل المخيمين إلى "أحياء متصلة بمدينة طولكرم، وطمس هويتهما ورمزيتهما".
وبحسب مهراج، فقد شاهد مقطع فيديو يظهر عملية هدم منزله بـ"كثير من التأثر والحسرة"، بخاصة أنه بُني بعد أعوام قليلة على تهجير أهله من قرية قاقون التي أصبحت جزءاً من إسرائيل، على رغم أنها لا تبعد سوى خمسة كيلومترات عن المخيم.
وقبل عامين فجع مهراج بفقدان نجله جهاد برصاصة إسرائيلية خلال اشتباكات مسلحة معه.
ووفق معراج، فإن منزله الذي هدمته إسرائيل "ليس أغلى من جهاد الذي سقط أمام عيني".
ويقع منزل مهراج في حارة البلاونة بمخيم طولكرم، حيث كان يعيش أكثر من 10 آلف لاجئ فلسطيني قبل طردهم من المخيم منذ أكثر من خمسة أشهر إلى جانب أكثر من 7 آلاف لاجئ من مخيم نور شمس المجاور.
القضاء على هوية اللاجئين
قال مهراج "بُني منزل العائلة أول مرة في خمسينيات القرن الماضي من الطين، قبل أن نعيد بناءه ليكون أكثر متانة وصلابة".
وأوضح أن إسرائيل "تستخدم هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ذريعة لطمس مخيّمات اللاجئين في الضفة الغربية والقضاء على هوية اللاجئين الفلسطينيين فيها".
وأشار إلى أن آلاف العائلات من المخيمين أصبحت تبحث عن مأوى لها بعد ترك منازلها، وذلك بدل العودة إلى القرى التي هجرت منها قبل 78 عاماً.
لكن شحادة شدد على أن اللاجئين الفلسطينيين "متمسكون بصفة اللجوء وبحقهم في العودة"، مضيفاً أن ابنه بلال )خمس سنوات) سيعيد الكلام نفسه بعد 20 عاماً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابع شحادة أن المخطط الإسرائيلي لن يتوقف عند مخيمات نور شمس وطولكرم وجنين، لكنه سيشمل جميع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وأشار إلى أن المخطط الإسرائيلي "هو دفع الفلسطينيين إلى طلب الهجرة خارج فلسطين في ظل حال اليأس والإحباط والتخاذل على مستوى العالم".
عمليات الهدم
ودمّرت جرافات الجيش الإسرائيلي أكثر من 400 منزل في مخيمي طولكرم ونور شمس، إضافة إلى تضرر أكثر من 2500 منزل آخر جزئياً.
ومنذ بداية عيد الأضحى المبارك قبل أربعة أيام، تواصل جرافات تابعة لشركة مقاولات إسرائيلية عمليات الهدم بحماية الجيش الإسرائيلي في مخيم طولكرم.
ويأتي ذلك تنفيذاً لمخطط إسرائيلي بهدم 106 مبان في مخيمي طولكرم ونور شمس، منها 58 مبنى في مخيم طولكرم، وتضم أكثر من 250 وحدة سكنية وعشرات المنشآت التجارية.
وبعد أكثر من خمسة أشهر من بدء العملية العسكرية في المخيمين، غابت مظاهر الحياة عنهما في ظل منع أهلهما من العودة.
وعلى أنقاض تلك المنازل يشق الجيش الإسرائيلي شوارع في المخيمين بشكل طولي وعرضي بهدف تسهيل استمرار سيطرته عليهما.
ويخطط الجيش الإسرائيلي للبقاء في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس حتى نهاية العام الحالي، وفق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس.
وبحسب كاتس فإن إسرائيل "لن تسمح بعودة السكان وعودة الإرهاب للنمو".
مشاهدة عمليات الهدم
وشدد كاتس على أن تل أبيب ستواصل "تطهير مخيمات اللاجئين ومراكز الإرهاب الأخرى بهدف تفكيك الكتائب والبنى التحتية الإرهابية التي بُنيت وسُلحت ومُولت ودُربت من قبل المحور الإيراني".
هذا واعتبر رئيس اللجنة الشعبية في مخيم طولكرم فيصل سلامة أن "القوات الإسرائيلية تسارع بهدم المنازل وتواصل ذلك منذ بداية عيد الأضحى".
وبحسب سلامة، فإن إسرائيل "تريد من وراء ذلك شق الطرق وتحويل المخيّم إلى مربعات سكنية تسهل السيطرة الأمنية عليها وتغيير معالمه الجغرافية والديموغرافية".
وأوضح أن الفلسطينيين يراقبون من ضاحية ذنّابة المطلّة على المخيم عمليات هدم منازلهم بكثير من التأثر والغضب والاستياء.
تلك العملية العسكرية حولت مدينة طولكرم إلى خراب بعد تدمير شوارعها الرئيسة وبنيتها التحتية.
ولم يقتصر الأمر على هذين المخيمين وإنما بدأ الجيش الإسرائيلي بالاستيلاء على عدد من المباني السكنية في شارع نابلس والحي الشمالي للمدينة المقابل لمخيم طولكرم، وذلك بعد إخلاء سكانها قسراً وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.
ويشهد شارع نابلس، الرابط بين مخيمي طولكرم ونور شمس، أضراراً كبيرة بسبب السواتر الترابية التي وضعتها القوات الإسرائيلية منذ أشهر عدة.