ملخص
في زيارة من شأنها تعزيز العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية، يزور سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو بيونغ يانغ وعلى رأس جدول أعماله حرب أوكرانيا.
بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين النزاع في أوكرانيا مع البابا لاوون الرابع عشر خلال اتصال هاتفي اليوم الأربعاء، أكد خلاله سعيه للتوصل إلى حل سلمي عبر الوسائل "الدبلوماسية" مع اتهامه كييف بالسعي إلى "التصعيد"، بحسب الكرملين.
وأفادت الرئاسة الروسية، في بيان، بأن "فلاديمير بوتين لفت النظر إلى أن نظام كييف يراهن على التصعيد وينفّذ عمليات تخريب ضدّ المنشآت المدنية على الأراضي الروسية".
"بادرة من أجل السلام"
وحضّ البابا الرئيس الروسي على القيام بـ"بادرة من أجل السلام" في أوكرانيا، وأشار الفاتيكان إلى أن البابا وجّه، في اتصاله الهاتفي الأول مع بوتين منذ بدء حبريته في مايو (أيار)، "نداء إلى روسيا للقيام ببادرة من أجل السلام، وأكد أهمية الحوار من أجل تحقيق اتصالات إيجابية بين الطرفين والسعي إلى حلول للنزاع".
واتهم بوتين أوكرانيا بالسعي الى وقف لإطلاق النار من أجل إعادة تسليح جيشها وتجميع قواته والتحضير لهجمات تخريبية ضد موسكو. وقال بوتين في كلمة أثناء اجتماع متلفز "لماذا نكافئهم بمنحهم استراحة من القتال، سيتم استغلالها من أجل تزويد النظام (الأوكراني) بأسلحة غربية، ومواصلة التعبئة القسرية والتحضير لأفعال إرهابية مختلفة".
شروط السلام
من جهته، ندّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشروط السلام التي طرحتها روسيا خلال محادثات إسطنبول الإثنين، معتبراً أنها "إنذار" غير مقبول لأوكرانيا بعد أن طالبت موسكو بسحب أوكرانيا قواتها من أربع مناطق أعلنت ضمها.
وقال الرئيس الأوكراني في مؤتمر صحافي "إنه إنذار يوجهه لنا الجانب الروسي. لذا، أعتقد أنهم لم يرسلوه (قبل المحادثات) لأنهم يدركون أنه لو انكشف الأمر، لكان لأوكرانيا كل الحق في عدم حضور هذا الاجتماع" في إسطنبول.
وأعلن زيلينسكي الأربعاء استعداده لعقد قمة مع نظرائه الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب، والتركي رجب طيب أردوغان، لدفع محادثات السلام مع موسكو قدماً.
وقال في مؤتمر صحافي في كييف "نحن مستعدون لمثل هذا الاجتماع في أي يوم"، مضيفاً أنه سيعرض على الروس وقف إطلاق النار "قبل لقاء القادة". إلا أن الكرملين أكد أن عقد لقاء بين بوتين وزيلينسكي مشروط بالتوصل إلى اتفاق.
وذكر الكرملين اليوم الأربعاء أنه سيتم الاتفاق على موعد الجولة المقبلة من محادثات السلام المباشرة بين روسيا وأوكرانيا عندما يكون الطرفان مستعدين.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "من الواضح أن الأمر سيستغرق بعض الوقت لمراجعة مسودات المذكرات التي جرى تبادلها... وسيتفق الطرفان على موعد الجولة المقبلة عندما يكونا جاهزين".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الأربعاء إن الغرب متورط، بشكل مباشر وغير مباشر، في "الهجمات الإرهابية" الأوكرانية على أهداف مدنية في روسيا.
وأضافت أن دول الغرب وحلف شمال الأطلسي تزود أوكرانيا بالأسلحة وتساعدها في تحديد مواقع مثل هذه الهجمات.
مقتل 7 وإصابة 115
ميدانياً، قال رئيس لجنة التحقيق الحكومية الروسية ألكسندر باستريكين إن أجهزة الأمن الأوكرانية فجرت جسرين للسكك الحديدية في منطقتي بريانسك وكورسك في مطلع الأسبوع في واقعتين قال إنهما أسفرتا عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 115 آخرين. وذكر أن أجهزة التحكم في القنابل أوكرانية الصنع لكن المتفجرات أجنبية. وأضاف أن الهجمات عمل من أعمال الإرهاب.
انفجار في جسر القرم
واليوم، قال الكرملين إن انفجاراً وقع عقب مهاجمة كييف جسر القرم، مشيراً إلى عدم وقوع أي أضرار.
وذكر جهاز الأمن الداخلي الأوكراني أمس الثلاثاء أنه فجّر الجسر الذي تمر عبره المركبات والقطارات ويربط روسيا بشبه جزيرة القرم بعد زرع متفجرات تحت الماء.
من جانبه قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنه "وقع انفجار ولم يتسبب في أي ضرر، فحركة المرور على الجسر مستمرة ونظام كييف يواصل محاولاته استهداف البنية التحتية المدنية"، مضيفاً أن روسيا اتخذت إجراءات احترازية.
الأخطار تتصاعد
قال مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى كييف كيث كيلوغ، إن احتمالات التصعيد في الحرب الدائرة في أوكرانيا "تحتدم بصورة كبيرة" بعدما استخدمت القوات الأوكرانية طائرات مسيرة لاستهداف قاذفات قادرة على حمل أسلحة نووية في عدة قواعد جوية في عمق الأراضي الروسية.
وأكدت أوكرانيا مهاجمتها مطارات في سيبيريا وأقصى شمال روسيا في مطلع الأسبوع، وضربت أهدافاً على مسافة تصل إلى 4300 كيلومتر من خطوط المواجهة في الصراع.
وقال كيلوغ لشبكة "فوكس نيوز"، "أوضح لكم، إن مستويات الأخطار تحتدم بصورة كبيرة، أقصد، ما حدث مطلع الأسبوع الجاري".
وأضاف، "في مجال الأمن القومي يتعين أن يدرك الناس: عندما تهاجم جزءاً من منظومة البقاء الوطنية للخصم، ألا وهو الثالوث النووي، فهذا يعني أن مستوى الأخطار يرتفع لأنك لا تعرف رد فعل الطرف الآخر. أنت لست متأكداً".
ولدى روسيا والولايات المتحدة معاً نحو 88 في المئة من إجمالي الأسلحة النووية.
وتملك كل قوة ثلاث طرق رئيسة للهجوم باستخدام الرؤوس النووية، والمعروفة باسم الثالوث النووي، وهي القاذفات الاستراتيجية، والصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تطلق من الأرض، والصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات.
وأشار كيلوغ إلى أن الأضرار التي لحقت بالقاذفات الروسية مطلع الأسبوع كانت أقل أهمية من التأثير النفسي الذي تسببت فيه لروسيا، معبراً عن قلق خاص إزاء التقارير غير المؤكدة عن هجوم أوكراني على قاعدة بحرية في شمال روسيا.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، أمس الثلاثاء، إن ترمب لم يكن على علم مسبق بهجمات أوكرانيا بطائرات مسيرة على قاذفات روسية.
وعقدت روسيا وأوكرانيا محادثات في إسطنبول، الإثنين، إلا أنهما لم تحققا تقدماً يذكر نحو إنهاء الحرب.
وقال كيلوغ، إن أوكرانيا وصلت إلى موقف "منطقي للغاية"، لكن روسيا تتخذ "موقفاً شديد المبالغة"، وأن الهدف الآن هو "محاولة سد الفجوة بين الموقفين".
في سياق آخر وصل سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو إلى بيونغ يانغ، حيث سيلتقي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون للتباحث معه خصوصاً في الملف الأوكراني، بحسب ما أفادت وكالتا "تاس" و"ريا نوفوستي" الروسيتان للأنباء، اليوم الأربعاء.
وقالت "ريا" نقلاً عن المكتب الإعلامي لمجلس الأمن الروسي، إن "المحادثات ستركز على تطبيق بعض بنود معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا الاتحادية وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، إضافة إلى إحياء ذكرى المقاتلين الكوريين الذين شاركوا في تحرير منطقة كورسك" الروسية الواقعة على الحدود مع أوكرانيا.
وتبرز زيارة وزير الدفاع السابق والمسؤول الأمني الكبير حالياً إلى كوريا الشمالية التقارب المتسارع بين موسكو وبيونغ يانغ. وتعود آخر زيارة لشويغو إلى الجارة الجنوبية لبلاده إلى مارس (آذار) الماضي.
وعززت موسكو وبيونغ يانغ تعاونهما العسكري في الأعوام الأخيرة، وقد قدمت كوريا الشمالية لحليفتها روسيا عتاداً وعديداً لدعمها في حربها ضد أوكرانيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأرسلت كوريا الشمالية آلاف الجنود لدعم القوات الروسية في استعادة كورسك، المنطقة التي سيطرت عليها أوكرانيا جزئياً. ووقع البلدان اتفاقية دفاع مشترك خلال زيارة نادرة قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كوريا الشمالية العام الماضي. وفي أبريل (نيسان) الماضي، أكدت بيونغ يانغ للمرة الأولى نشرها قوات على الجبهة الأوكرانية إلى جانب الجيش الروسي.
الاستعداد لصدام عسكري
في الموازاة نقلت وكالة "تاس" للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو قوله في تصريحات نُشرت اليوم الأربعاء إن تدريبات حلف شمال الأطلسي في البلطيق جزء من استعدادات الحلف لاحتمال وقوع صدام عسكري مع روسيا. وقال جروشكو "تقييمنا للنشاط العسكري لحلف شمال الأطلسي هو أنه جزء من الاستعدادات لاشتباكات عسكرية مع روسيا". وأضاف "إذا نظرنا إلى تركيز هذه التدريبات ومفهومها، وهيكل نشر القوات، والقوات نفسها ونوعيتها والمهام التي تم تحديدها لهذه التدريبات، فإنها تتعلق بقتال خصم يضاهيها".
ويجري حلف شمال الأطلسي هذا الشهر مناوراته السنوية في بحر البلطيق والمناطق المحيطة به.