Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نساء عصريات يودعن تطبيقات المواعدة ويحلمن بـ"السيد دارسي"

يتجدد الشغف برواية "الكبرياء والتحامل" لـجين أوستن، ولا يعزى السبب إلى النسخة المصورة الجديدة فقط

في زمن الرسائل المختزلة، كلمات السيد دارسي تزداد سحراً (أي إم دي بي)

ملخص

في زمن المواعدة الرقمية السريعة والمحادثات المختزلة، تتوق كثيرات من النساء العازبات إلى رومانسية أكثر عمقاً ودفئاً على طريقة جين أوستن. تصاعد الاهتمام بـ"كبرياء وتحامل" يعكس بحث الجيل الجديد عن تواصل عاطفي حقيقي يتجاوز الرسائل الباردة.

بالنسبة إلى بعض النساء العازبات، تمثل بريجيت جونز النموذج الأقرب إليهن، بينما تفضل أخريات عالم جين أوستن. أما صديقاتي وأنا، فلقد بدأنا نجد أنفسنا نميل أكثر فأكثر إلى الخيار الثاني، بعد أعوام قضيناها في حياة عزوبية تفتقر إلى الرومانسية والبهجة. قبل أيام فحسب، أرسلت لي إحدى الصديقات "ميم" من فيلم "كبرياء وتحامل" Pride & Prejudice (إصدار 2005، بالطبع) من بطولة كيرا نايتلي في دور إليزابيث بينيت، وماثيو ماكفادين في دور السيد دارسي. وفي المقطع، يتحول دارسي من رجل متجهم وجاف إلى عاشق متيم يقول "لقد سحرتني، روحاً وجسداً"، ثم يضيف "وأنا أحبك، أحبك، أحبك، وأتمنى منذ هذه اللحظة ألا نفترق أبداً".

كان المقطع مرفقاً بعبارة تقول "دائماً ما يرسل الناس لك ’wyd‘، ولا أحد يكتب ’yhbmbasaililily‘". ولمن لا يعرف هذه الرموز، فإن ’wyd‘ اختصار لعبارة "what are you doing?" وتعني "ماذا تفعل؟" [وهي من أكثر العبارات تداولاً في محادثات تطبيقات المواعدة]. أما الثانية، فهي اختصار طويل للعبارة الرومانسية التي قالها السيد دارسي أعلاه. وبالنسبة لي -كما هي الحال مع كل امرأة عازبة أعرفها– أتمنى سماع مثل هذا النوع من الكلام ولو لمرة واحدة، فقط للتغيير من العبارات الجافة والمكررة التي تسود المحادثات في هذا الزمن. فبدلاً من رسائل مشبعة بالمشاعر، أصبحنا نتلقى رسائل مختزلة باردة مثل "wuu2" اختصاراً لـ"?what are you up to" أي "ما الجديد؟" أو "?wanna hang out 2nyt" (أي "هل تود الخروج الليلة؟")، أو حتى "I’m not looking for anything serious" أي "لا أبحث عن علاقة جدية".

لا شك في أن هذا الرأي ليس رأيي وحدي. إذ حصد الفيديو المذكور أكثر من 137 ألف إعجاب، فيما تكتب إحداهن ضمن تعليق من بين مئات التعليقات "أعطوني هذا الرجل فوراً"، وتناشد أخرى "أعيدوا اللهفة إلى حياتنا". وإضافة إلى ذلك، أفادت منصة "سبوتيفاي" الموسيقية أخيراً بزيادة أسبوعية قدرها 75 في المئة ضمن وتيرة الاستماع إلى كتاب "كبرياء وتحامل" الصوتي منذ إعلان "نتفليكس" عن طرح نسخة جديدة مصورة من الرواية، من تأليف دوللي آلدرتون وبطولة إيما كورين وجاك لودن وأوليفيا كولمان. وتضاعف الاستماع إلى الموسيقى التصويرية للنسخ التي أنتجتها "بي بي سي"، فازداد بنسبة 120 في المئة حسب تقرير صحيفة "تايمز"، التي أشارت إلى ارتفاع بنسبة 50 في المئة في حجوزات جولات جين أوستن السياحية خلال الأشهر الستة الماضية، مع زيادة ملحوظة في الزوار من الجيل زد وجيل الألفية.

وبصراحة، لا أشعر بالدهشة إطلاقاً. فمع الطقوس المعاصرة للمواعدة التي تستنزف أرواحنا رويداً رويداً، ضغطة بعد أخرى على الشاشة، من الطبيعي أن يتوق العازبون للعودة إلى زمن أبسط، زمن بلا هواتف ذكية، ولا تطبيقات مواعدة، ولا دعوات "حضور ’نتفليكس‘ والاسترخاء". تبدو حقبة القرن الـ18 والـ19 التي عاشت فيها أوستن ألطف بكثير. فمن دون جنون التكنولوجيا الذي يذهب العقل كانت العلاقات الغرامية تزدهر بحرية وبصورة طبيعية أكثر، من خلال طقوس منها فترة الغزل حين كان الزوجان يذهبان للتنزه معاً لتوطيد المعرفة بينهما قبل الموافقة على الدخول في علاقة. وأحياناً كانت المرأة تحضر بصحبة مرافقات حرصاً على أن يظل احترامها محفوظاً خلال اللقاء. لا أجرؤ على التفكير في سلسلة المواعيد الغرامية الكارثية التي كنت لأتجنبها لو كانت إلى جانبي مرافقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لا شك في أنه من الأفضل أن تظل بعض العادات القديمة طي النسيان (كانت النساء العازبات مواطنات من الدرجة الثانية تقريباً)، ولا شك أن كثيراً من الممارسات التي نعلم عنها (مثل حفلات الرقص الفخمة على طريقة بريدجرتون) كانت مخصصة للطبقات المخملية من المجتمع البريطاني. لكن حتى العادات الأقل قدماً تقريباً مثل كتابة رسائل الحب ومرافقة إحداهن حتى منزلها سيراً على الأقدام، وتخصيص مزيد من الاهتمام والوقت لعملية المواعدة بصورة عامة تشكل تغييراً ساراً في واقعنا العاطفي. أو أقله، ترياقاً يشفي من بعض الممارسات البشعة في وقتنا هذا، نعم، ما زال الاختفاء المفاجئ موجوداً في العلاقات.

أرجوكم ألا تخطؤوا فهمي. ما زلت أنا وصديقاتي "موجودات على التطبيقات" بطبيعة الحال. لكننا نحاول بجدية أن نتخلص من اعتمادنا عليها، وأن نبحث عن الحب في الحياة الواقعية بدلاً من ذلك. ومع ذلك، ولكي أكون صادقة تماماً، لست متلهفة للعثور على هذا الحب فوراً. فأنا أعلم أنني أستطيع، في أية لحظة، أن أفتح هاتفي وأعثر خلال دقائق قليلة على شخص ما، ليس بالضرورة شريكاً طويل الأمد، بل علاقة عابرة. من النوع الذي أقضي معه ليلة واحدة، ثم لا أسمع منه شيئاً بعدها، إلى أن تصلني فجأة، ومن العدم، رسالة عند الواحدة صباحاً تقول wyd"؟" (أي: "ماذا تفعل؟"). ربما يستغرق الأمر وقتاً أطول، لكنني أعتقد أنه يستحق الانتظار. لعلي أتلقى، في نهاية المطاف، رسالة أكثر عمقاً ومغزى. رسالة تقول، لا أعرف، مثلاً "yhbmbasaililily".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات