Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تحاول بكين عزل الهند بضم أفغانستان إلى الممر الصيني - الباكستاني؟

العلاقات المشتركة تتأرجح بين التبادل التجاري الملياري والتوترات الحدودية وإسلام آباد دائماً في الصورة

الاجتماع الثلاثي باستضافة الصين جاء في وقت تمر فيه المنطقة بوضع حرج (اندبندنت أوردو)

ملخص

الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان هو مشروع صيني في باكستان بقيمة 62 مليار دولار تقريباً الذي تريد بكين بموجبه تسهيل التجارة بين دول الخليج وأوروبا ودول آسيا الوسطى من خلال السكك الحديد والطرق البرية والبحرية.

يعد المراقبون إعلان الاتفاق على توسيع الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني إلى أفغانستان خلال اجتماع غير رسمي بين وزراء خارجية باكستان والصين وأفغانستان في بكين الأسبوع الماضي تطوراً مهماً في المنطقة.

وجاء الاجتماع الثلاثي في ​​وقت وصلت فيه التوترات بين الهند وباكستان في أعقاب حادثة باهالغام إلى حافة الحرب، التي هدأت بعد وقف إطلاق النار في الـ10 من مايو (أيار) الجاري لكن مع استمرار التصريحات الحادة من الجانبين.

وحضر الاجتماع وزير الخارجية الباكستاني ونائب رئيس الوزراء إسحاق دار ووزير الخارجية الأفغاني الموقت أمير خان متقي ووزير الخارجية الصيني وانغ بي.

وقال البيان الصادر عن وزارة الخارجية الصينية بعد الاجتماع في شأن مشروع الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني "عقدت مناقشات في شأن توسع الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان إلى أفغانستان بهدف تعزيز مبادرة الحزام والطريق (وهو مشروع لربط الصين بدول آسيا الوسطى)".

يذكر هنا أن الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان هو مشروع صيني في باكستان بقيمة 62 مليار دولار تقريباً، الذي تريد بكين بموجبه تسهيل التجارة بين دول الخليج وأوروبا ودول آسيا الوسطى من خلال السكك الحديد والطرق البرية والبحرية.

وبحسب الخطة فإنه ستُبنى الطرق وشبكات السكك الحديد إضافة إلى مناطق اقتصادية بما سيعود بالنفع على إسلام آباد وبكين، في إطار مشروع الممر الاقتصادي الذي يعد جزءاً مهماً من مبادرة الحزام والطريق.

ويرى المراقبون إضافة كابول في المشروع في سياق المواجهة الحالية بين الهند وباكستان وسط تساؤلات عن هدف هذه الخطوة.

هل تحاول الصين عزل الهند؟

العلاقات الهندية - الصينية لها أبعاد مختلفة، إذ يتنازع البلدان تاريخياً حول أراضي ولاية أروناتشال براديش الهندية، واندلعت في هذا الصدد حرب بين الصين والهند عام 1962 حينها هزمت الهند وخضعت بعض المناطق للسيطرة الصينية.

من ناحية أخرى، يبلغ حجم التبادل التجاري بين الدولتين نحو 118 مليار دولار سنوياً، إذ تصدر الصين إلى الهند سلعاً بقيمة نحو 93 مليار دولار معظمها مواد إلكترونية، في حين تستورد بكين سلعاً بقيمة نحو 18 مليار دولار من نيودلهي.

لكن التجارة لم تمنع من حدوث اضطرابات بين حين وآخر، على سبيل المثال فرضت نيودلهي قيوداً على الاستثمارات الصينية في الهند في أعقاب التوترات الحدودية بين البلدين عام 2020، في حين أعربت الصين عن دعمها الكامل لباكستان في توتراتها مع الهند.

تحدثت "اندبندنت أوردو" مع عدد من المتخصصين حول علاقة الإعلان الأخير بالتطورات في المنطقة وأهداف الصين وراء مثل هذه الخطوة.

 

 

يعتقد المتخصص في الشأن الاقتصادي، الأمين العام السابق لمركز "رابطة دراسات جنوب شرقي آسيا" في جامعة إندونيسيا، إضافة إلى مشاركته في كتابة كثير من الأوراق البحثية حول العلاقات السياسية والاقتصادية بين دول جنوب آسيا، شفوان البنا، أن الصين لا تريد استهداف الهند على وجه الخصوص بإضافة أفغانستان إلى مشروع الممر الاقتصادي، ويضيف "هدف بكين من توسع مشروع الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان إلى أفغانستان هو الحد من نفوذ واشنطن في المنطقة، الأمر يتعلق بتوسيع شبكتنا في المنطقة للحد من نفوذ الولايات المتحدة أكثر من عزل الهند".

وتابع البنا "أولويات الصين هي توسيع طرق التجارة والعلاقات الاقتصادية مع الدول التي لا تتعرض لخطر الضغوط من الولايات المتحدة بسبب إقامة علاقات تجارية مع الصين"، وأوضح "أعتقد أن الصين لا تزال تعتبر الهند شريكاً تجارياً، لكن في الوقت نفسه تريد التخفيف من الأخطار المحتملة، بمعنى أن الصين لا تريد الاعتماد على التجارة مع الهند، إذا كانت هناك تجارة مع الهند فهذا أمر رائع، لكن إذا لم تكن هناك تجارة فهذا لا يشكل مشكلة".

الجانب الآخر في هذه القضية هو تقارب الإدارة الأفغانية مع الهند خلال الفترة الماضية، ووفقاً لوزارة الشؤون الخارجية الهندية فإن وزير الخارجية الهندي جايشانكار أجرى محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الأفغاني الموقت أمير خان متقي بعد التوتر بين الهند وباكستان، إذ دان متقي حادثة باهالغام.

وبحسب صحيفة "تايمز أوف إنديا" كان هذا أول اتصال دبلوماسي على مستوى الوزراء بين الهند وحركة "طالبان" الأفغانية منذ عام 1999، في حين ذكر عمود تحليلي نشر على الموقع الإخباري نفسه أن الهند تحاول الآن التقارب مع حركة "طالبان" الأفغانية. 

وبحسب المقال "الصين مهتمة بأفغانستان منذ عام 1990، والآن تحاول الهند استخدام أفغانستان كوكيل ضد باكستان في حين تحاول ’طالبان‘ أيضاً الضغط على باكستان من خلال التقارب مع نيودلهي".

في هذا السياق يقول المتخصص الاقتصادي، عميد كلية العلوم الاجتماعية في المعهد الباكستاني لاقتصادات التنمية، كريم خان، خلال حديثه مع النسخة الأوردية إن مبادرة الحزام والطريق الصينية تتضمن إضافة الطريق التجاري بين باكستان وأفغانستان في الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني، والهدف من هذا المشروع أيضاً هو إتاحة الوصول إلى دول آسيا الوسطى ودول الخليج وغرب أفريقيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف خان الذي عمل سابقاً على مشروع الممر الاقتصادي "لا أعتقد أن توسيع الممر الاقتصادي إلى أفغانستان يهدف إلى عزل الهند، لأن هذا التوسع كان مخططاً له منذ البداية".

وعن رغبة الهند في أن تكون جزءاً من المشروع، يقول كريم خان إن الهند لا تريد أن تكون جزءاً في الممر الاقتصادي، هذا لا يعني أن نيودلهي تتجاهل مصالحها الاقتصادية، بل بسبب موقعها الجيوإستراتيجي، مضيفاً "علاقة الهند بكل من الصين وباكستان حول الخلاف الحدودي ليست جيدة، لذا لن ترغب نيودلهي في أن تكون جزءاً من الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان".

فهل سيؤثر توسيع مشروع الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان إلى أفغانستان في العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة؟

يقول كريم خان رداً على هذا السؤال إن العلاقات بين باكستان والصين جيدة للغاية، وهي علاقة منفعة متبادلة، إذ يحتاج كل منهما إلى الآخر، في الجانب الآخر فإن العلاقات بين إسلام آباد وواشنطن لم تكن مستقرة أبداً، لأن الولايات المتحدة مدت لباكستان يد المساعدة عندما احتاجت إليها إسلام آباد، وهذه الحاجة ترجع إلى موقعها الجغرافي الإستراتيجي.

وأضاف المتحدث "لا أعتقد أن الولايات المتحدة سيكون لديها أي اعتراض على مشروع الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان أو توسيعه إلى أفغانستان، قد تعترض الولايات المتحدة عليه، لكن هذه الاعتراضات لن تؤثر في العلاقات الباكستانية - الصينية".

يذكر أن الهند عارضت بشدة في الماضي إدراج أية دولة ثالثة في مشروع الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، كذلك أصدرت وزارة الشؤون الخارجية الهندية بياناً بهذا الشأن في يوليو (تموز) 2022. 

وجاء في البيان الصادر في ذلك الوقت "ستعارض الهند بشدة مشاركة أي طرف ثالث في مشروع الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني الذي يشمل بناء بعض مشاريع الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان في مناطق متنازع عليها".

نقلاً عن "اندبندنت أوردو"

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير