Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

22 قتيلا بتجدد الاشتباكات قرب دمشق وإسرائيل تحذر من المساس بالدروز

الشيباني التقى مسؤولين كباراً في الخارجية الأميركية في نيويورك

ملخص

أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، أن ممثلين عن السلطات السورية موجودون في نيويورك لحضور اجتماعات الأمم المتحدة، لكنها أحجمت عن القول ما إذا كان من المزمع عقد أي اجتماعات مع مسؤولين أميركيين.

أعلنت السلطات السورية نشر قواتها قرب دمشق لضمان "الأمن والاستقرار"، وتعهدت "حماية" كل المكونات ولا سيما الدروز.

طابع طائفي

وانتقلت الاشتباكات ذات الطابع الطائفي بين مسلحين مرتبطين بالسلطة وآخرين دروز إلى منطقة جديدة قرب دمشق موقعة 22 قتيلاً على الأقل، في وقت نفذت إسرائيل الأربعاء "عملية تحذيرية" للسلطات الانتقالية في سوريا، وهددت بضرب أهداف تابعة لها في حال المساس بالأقلية الدرزية.

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه تلقى توجيهات للاستعداد لضرب أهداف تابعة لسلطات دمشق في حال تهديد الدروز. وقال، في بيان، إن رئيس الأركان إيال زامير "أمر الجيش الإسرائيلي بالاستعداد لشنّ ضربات ضدّ أهداف تابعة للحكومة السورية في حال استمر العنف ضد المجتمعات الدرزية".

وقال مدير مديرية أمن ريف دمشق المقدم حسام الطحان إن "مجموعات خارجة عن القانون" هاجمت صباح الأربعاء "نقاطاً وحواجز أمنية على أطراف" صحنايا، ما أدى إلى مقتل 11 عنصراً من قوات إدارة الأمن العام، كما قتل خمسة عناصر إضافيين في هجوم آخر على نقطة أمنية، وفق الطحان.

وتوصل ممثلون للحكومة السورية ودروز جرمانا، مساء أمس، إلى اتفاق لاحتواء التصعيد.

غارة إسرائيلية

ميدانياً أيضاً، قتل شخصان جراء غارة شنّتها إسرائيل على منطقة صحنايا قرب دمشق أثناء اشتباكات بين مسلحين مرتبطين بالسلطات وآخرين من الدروز في بلدة صحنايا، وقال محافظ ريف دمشق عامر الشيخ خلال مؤتمر صحافي "قام طيران الاحتلال الإسرائيلي خلال هذه العملية باستهداف إحدى دوريات الأمن ما أدى لمقتل أحد عناصر الدورية وأحد أهالي بلدة أشرفية صحنايا" وجرح آخرين.

ضربة تحذيرية

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مشترك مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس اليوم الأربعاء أن الجيش الإسرائيلي نفذ ضربة تحذيرية استهدفت متطرفين يستعدون لمهاجمة الدروز في بلدة صحنايا السورية"، وذلك إثر اندلاع اشتباكات ليل الاثنين - الثلاثاء في مدينة جرمانا التي يقطنها دروز ومسيحيون، عقب انتشار تسجيل صوتي نُسب إلى شخص درزي يتضمن إساءات إلى النبي محمد. وأضاف البيان "تم نقل رسالة حازمة إلى النظام السوري، إسرائيل تتوقع منهم التحرك لمنع الإضرار بالطائفة الدرزية".
كذلك قُتل شخصان على الأقل في اشتباكات ذات خلفية طائفية اندلعت ليل الثلاثاء - الأربعاء في بلدة صحنايا التي يقطنها سكان من الأقلية الدرزية وتقع قرب دمشق، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما تحدث وكالة "سانا" الرسمية عن سقوط 16 قتيلاً في تلك المواجهات.
وقال المرصد إن "شخصين على الأقل، بينهما مقاتل درزي، قُتلا في الاشتباكات بين مسلحين مرتبطين بالسلطة، ومسلحين دروز من أبناء المنطقة"، مشيراً إلى أن ثمة "14 شخصاً في عداد المفقودين والجرحى". وقال سامر رفاعة وهو أحد الناشطين في صحنايا لوكالة الصحافة الفرنسية "لم ننم طيلة الليل.. حالياً تتساقط قذائف هاون على منازلنا".

من جهتها نقلت "سانا" عن مصدر امني في دمشق أن مجموعات خارجة عن القانون من منطقة أشرفية صحنايا قامت "بالهجوم على حاجز يتبع لإدارة الأمن العام مساء أمس، ما أسفر عن إصابة ثلاثة عناصر إصابات متفاوتة". وأفادت بانتشار مجموعات أخرى بشكل متزامن "بين الأراضي الزراعية وإطلاق النار على آليات المدنيين وآليات إدارة الأمن العام على الطرق".
وأحصت وزارة الصحة على ما نقلت "سانا" في وقت لاحق سقوط 16 قتيلاً إضافة الى "عدد من الإصابات" جراء "استهدافات المجموعات الخارجة عن القانون للمدنيين وقوات الأمن".
وقال مدير العلاقات العامة في وزارة الإعلام علي الرفاعي لصحافيين إن بين القتلى خمسة عناصر من الأمن العام استُهدفوا "بأعمال قنص" من قبل "مجموعات مسلحة خارجة عن القانون"، إضافة الى ستة أشخاص من درعا (جنوب) كانوا داخل سيارة استهدفتها تلك المجموعات.

دعوة لوقف الغارات

وندّد موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن بأعمال العنف "غير المقبولة" في سوريا، مطالباً بوقف فوري للضربات الإسرائيلية.

ودعت وزارة الخارجية التركية إسرائيل الى "وقف غاراتها الجوية" على سوريا. وقال المتحدث باسم الخارجية في بيان "في هذه المرحلة الحساسة بالنسبة الى سوريا، من واجب المجتمع الدولي أن يساهم في إرساء الأمن والاستقرار في سوريا. في هذا السياق، على إسرائيل أن تضع حداً لضرباتها الجوية التي تضر بالجهود (من أجل) وحدة (سوريا) وسلامة" أراضيها.

إجلاء ثلاثة سوريين دروز

في الأثناء، أعلن الجيش الاسرائيلي أنه قام بإجلاء ثلاثة مصابين من السوريين الدروز من سوريا لتلقي العلاج الطبي في إسرائيل.

"الفتنة"

وحذّر المفتي العام في سوريا أسامة الرفاعي من "الفتنة"، وقال المفتى في كلمة بثّت على صفحته الرسمية في موقع "فيسبوك" "أيها الأخوة السوريون إياكم والفتن، فإن الفتن يُدرى أولها ولا يُعلم آخرها"، مضيفاً "لو اشتعلت الفتنة في بلدنا... فكلنا، كل أعراقنا وكل أدياننا، كل طوائفنا، كلنا خاسر".

"حرب لن تنتهي"

كما حذّر الزعيم الدرزي اللبناني رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط من أن إسرائيل تريد جرّ دروز سوريا الى "حرب لن تنتهي" ضدّ المسلمين عبر تدخلها ضدّ السلطات في الاشتباكات التي يخوضها مسلحون مرتبطون بالحكم الجديد ضد آخرين من هذه الأقلية قرب دمشق. وقال جنبلاط خلال اجتماع لرجال دين وسياسيين دروز لبنانيين "حفظ الإخوان يكون برفض التدخل الاسرائيلي". ووجه جنبلاط انتقادات الى الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل الشيخ موفق طريف، معتبراً أن "ما يجري اليوم من خلال الشيخ طريف وأتباع الشيخ طريف يريد توريط بني معروف في حرب لن تنتهي ضدّ المسلمين". وأضاف "إذا كان أحد منكم يظنّ أن المشروع الاسرائيلي مختلف عما أقول فهو واهم".

وأكد جنبلاط ضرورة "التهدئة والحوار ودعوة السلطة السورية الى أن تقوم بتحقيق شفاف"، مبديا استعداده لزيارة دمشق ولقاء السلطات الجديدة "وأتحاور معهم وأضع أسساً لمطالب الدروز الذين هم جزء من الشعب السوري".

الشيباني في نيويورك

من جهة أخرى قال مصدران مطلعان، إن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني التقى مسؤولين كباراً من وزارة الخارجية الأميركية في نيويورك، أمس الثلاثاء، وذلك وسط سعي دمشق للحصول على خريطة طريق واضحة من واشنطن لتخفيف العقوبات بشكل دائم.

ويزور الشيباني الولايات المتحدة لحضور اجتماعات في الأمم المتحدة، حيث رفع علم الثورة السورية ذا النجوم الثلاث ليكون العلم الرسمي لسوريا بعد 14 عاماً من اندلاع الحرب.

وكان اجتماع أمس الثلاثاء هو الأول بين مسؤولين أميركيين والشيباني على الأراضي الأميركية، ويأتي بعد رد سوريا في وقت سابق من هذا الشهر على قائمة شروط وضعتها واشنطن لاحتمال تخفيف جانب من العقوبات، وفق "رويترز".

ولم يعرف بعد المسؤولون الذين التقاهم الشيباني لكن أحد المصادر قال في وقت سابق، إنه من المتوقع أن يلتقي بدوروثي شيا القائمة بأعمال السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة.

وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، أن ممثلين عن السلطات السورية موجودون في نيويورك لحضور اجتماعات الأمم المتحدة، لكنها أحجمت عن القول ما إذا كان من المزمع عقد أي اجتماعات مع مسؤولين أميركيين.

وأضافت "نواصل تقييم سياستنا تجاه سوريا بحذر، وسنحكم على السلطات الموقتة بناء على أفعالها. لسنا بصدد تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا حالياً، ولا أستطيع أن أقدم لكم أي معلومات مسبقة بخصوص أي اجتماعات"، وفق تعبيرها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال أحد المصدرين، إن دمشق حريصة على رؤية خارطة طريق واقعية من الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات بشكل دائم، مع تقديم جدول زمني واقعي لتلبية مطالب واشنطن لرفع العقوبات.

شروط أميركية

وسلمت الولايات المتحدة سوريا الشهر الماضي قائمة بثمانية شروط تريد من دمشق الوفاء بها، منها تدمير ما تبقى من مخزونات الأسلحة الكيماوية، وضمان عدم تولي أجانب مناصب قيادية في الحكومة.

وتحتاج سوريا بشدة إلى تخفيف العقوبات لإنعاش اقتصادها المنهار بسبب أعوام الحرب التي فرضت خلالها الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا عقوبات صارمة في محاولة للضغط على رئيس النظام السابق بشار الأسد.

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، أصدرت الولايات المتحدة إعفاء لمدة ستة أشهر لبعض العقوبات لتشجيع المساعدات، لكن هذا الإعفاء لم يكن له تأثير يُذكر.

وقالت مصادر في مارس (آذار) الماضي، إنه في مقابل تلبية جميع المطالب الأميركية، ستمدد واشنطن هذا الإعفاء لعامين وربما تصدر إعفاء آخر.

وفي ردها على المطالب الأميركية، تعهدت سوريا إنشاء مكتب اتصال في وزارة الخارجية للعثور على الصحافي الأميركي المفقود أوستن تايس، وتفصيل عملها للتعامل مع مخزونات الأسلحة الكيماوية، بما في ذلك توثيق العلاقات مع منظمة عالمية لمراقبة الأسلحة.

ولكنها، بحسب الرسالة، لم تقل الكثير رداً على مطالب رئيسة أخرى، مثل إبعاد المقاتلين الأجانب ومنح الولايات المتحدة الإذن بشن ضربات لمكافحة الإرهاب.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار