ملخص
فاز المعارضون المؤيدون للانفصال عن الدنمارك بالانتخابات البرلمانية في غرينلاند، إذ يشكو سكان الجزيرة الذين يشكل الـ"إنويت" نحو 90 في المئة منهم معاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية من جانب السلطة المركزية الدنماركية المتهمة بقمع ثقافتهم وإجراء عمليات تعقيم قسرية وانتزاع أطفال من عائلاتهم.
فاز "الحزب الديمقراطي" (يمين وسط) المعارض في الانتخابات البرلمانية التي جرت في غرينلاند أمس الثلاثاء، وتميزت بتحقيق القوميين المطالبين بسرعة نيل جزيرتهم القطبية الشمالية استقلالها عن الدنمارك صعوداً غير مسبوق، في ظل سعي الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى ضم أراضيهم "بطريقة أو بأخرى" على حد تعبيره.
وقالت قناة "كي إن آر" التلفزيونية إنه بنتيجة فرز الأصوات في العاصمة نوك، فإن "الحزب الديمقراطي" الذي يقدم نفسه على أنه "ليبرالي اجتماعي" يؤيد استقلال الجزيرة في نهاية المطاف تصدر بفارق كبير لا يمكن معه لأقرب منافسيه أن يلحق به، مما يجعله الفائز في الانتخابات.
"نتيجة مذهلة" للقوميين
في المقابل يوشك حزب "ناليراك" القومي على تحقيق "نتيجة مذهلة"، بحسب المصدر نفسه.
وتركزت الحملة الانتخابية على مسائل الصحة والتعليم والاقتصاد ومستقبل العلاقات مع الدنمارك التي لا تزال على رغم الحكم الذاتي الممنوح للمستعمرة السابقة منذ عام 1979، تمسك بالقرار في المسائل السيادية مثل الخارجية والدفاع.
عرض ترمب
وبعد أن طرح شراء غرينلاند خلال ولايته الأولى، في فكرة قوبلت برفض شديد من سلطات الدنمارك وغرينلاند، عاود ترمب خلال الأشهر الأخيرة تأكيد رغبته في وضع اليد على المنطقة التي يعتبرها مهمة للأمن الأميركي في مواجهة روسيا والصين.
ووعد ترمب مجدداً ليل الإثنين-الثلاثاء عبر شبكته الاجتماعية "تروث سوشال" بالأمن والازدهار لمواطني غرينلاند، الذين يرغبون في "أن يكونوا جزءاً من أعظم أمة في العالم".
وبحسب استطلاع للرأي نشر في يناير (كانون الثاني) الماضي، يرفض نحو 85 في المئة من سكان غرينلاند هذا الاحتمال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"في عين العاصفة"
وكان رئيس وزراء غرينلاند المنتهية ولايته ميوت إيغده، زعيم حزب "إنويت أتاكاتيجيت" اليساري البيئي، قال الإثنين إن "بلادنا في عين العاصفة".
وأوضح في مقطع فيديو على "فيسبوك" أن "العالم الخارجي يراقبنا عن كثب، وقد رأينا أخيراً إلى أي مدى يحاولون التأثير في بلدنا".
تركزت الحملة الانتخابية على مسائل الصحة والتعليم والاقتصاد ومستقبل العلاقات مع الدنمارك، ويشكو سكان غرينلاند الذين يشكل الـ"إنويت" نحو 90 في المئة منهم معاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية من جانب السلطة المركزية الدنماركية المتهمة بقمع ثقافتهم وإجراء عمليات تعقيم قسرية وانتزاع أطفال من عائلاتهم.
وتعزز هذا الشعور بعد أن بث التلفزيون الدنماركي العام أخيراً فيلماً وثائقياً تعرض لانتقادات دفعت إلى سحبه في نهاية المطاف، يزعم أن الدنمارك حققت أرباحاً هائلة من استغلال منجم للكريوليت في الجزيرة، على رغم أنه يصور في كثير من الأحيان على أنه عبء مالي.
وعلى غرار الأكثرية الساحقة من السكان، تنادي كل الأحزاب الرئيسة بالاستقلال، لكن مواقفها تتباين حيال الجدول الزمني اللازم اعتماده لبلوغ هذا المطلب.
ترغب جهات في غرينلاند بالاستقلال عن الدنمارك بأسرع وقت، بينها حزب "ناليراك" المعارض الرئيس، فيما تربط جهات أخرى هذا الجدول بالتقدم الاقتصادي في غرينلاند، مثل المكونين في الائتلاف المنتهية ولايته "إنويت أتاكاتيجيت" و"سيوموت" (ديمقراطيون اشتراكيون).
وتعتمد غرينلاند، التي يغطي الجليد 80 في المئة من أراضيها، حالياً في اقتصادها على الصيد الذي تمثل المنتجات المرتبطة به القسم الأكبر من صادراتها، وعلى المساعدات السنوية التي تناهز 580 مليون دولار من كوبنهاغن، أي ما نسبته 20 في المئة من الناتج الإجمالي المحلي.
ويرى أنصار الاستقلال الأكثر حماسة أن غرينلاند قادرة على التقدم ذاتياً بفضل مواردها المعدنية، خصوصاً المعادن النادرة التي تشكل ضرورة أساسية للتحول البيئي.
لكن قطاع التعدين لا يزال في مراحل مبكرة للغاية في الوقت الراهن، ويعاني ارتفاع التكاليف خصوصاً بسبب المناخ غير المواتي وغياب البنية الأساسية.