Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تتهم "حماس" بخرق الاتفاق وتفرمل العودة إلى شمال غزة

الطرفان يتبادلان 4 مجندات إسرائيليات و200 معتقل فلسطيني وتناقض بينهما حول موعد تسليم المدنية أربيل يهود

ملخص

صفقة التبادل بين "حماس" وإسرائيل تسير وفق ما هو مخطط لها في وقت تكثف فيه منظمة الصحة العالمية منذ أسبوع مساعداتها لقطاع غزة عبر توزيع وقود ومعدات طبية وأدوية لعلاج عشرات آلاف الأشخاص الذين يعيشون ظروفاً صحية بائسة منذ أشهر.

قال قيادي في "حماس" لوكالة "رويترز"، إن الحركة أبلغت الوسطاء بأن المواطنة الإسرائيلية المدنية أربيل يهود المحتجزة في قطاع غزة على قيد الحياة وسيتم إطلاق سراحها الأسبوع المقبل، بعد أن قالت إسرائيل إنه كان ينبغي الإفراج عنها، اليوم السبت، في إطار الدفعة الثانية من تبادل الأسرى بين الطرفين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، التي شملت أربع مجندات إسرائيليات مقابل 200 معتقل فلسطيني.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل لن تسمح للفلسطينيين بدخول شمال قطاع غزة قبل حل مسألة أربيل يهود التي كان من المتوقع إطلاق سراحها اليوم.

بدوره، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في منشور على "إكس"، إن "حماس" لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل بالإفراج عن المدنيين الإسرائيليين أولاً.

وأطلقت "حماس" اليوم سراح أربع مجندات إسرائيليات وسلمتهن للصليب الأحمر الدولي في ساحة بمدينة غزة وسط تجمع كثيف لمسلحي "حماس" و"الجهاد الإسلامي". وأُخرجت الأسيرات الأربع من السيارات وهن يلبسن الزي العسكري الإسرائيلي، واعتلين منصة أعدت للتسليم قبل أن تنتقلا إلى سيارات قافلة اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي استلمتهن لنقلهن إلى إسرائيل.

وبعد وقت قصير، أعلن الجيش الإسرائيلي تسلمه الرهينات الأربع المفرج عنهن، واجتمعن بذويهن داخل إسرائيل، وفق ما أفاد الجيش الإسرائيلي. وقال في بيان إنهن "وصلن إلى نقطة الاستقبال الأولى في جنوب إسرائيل حيث تم التئام شملهن بذويهن". وأشار إلى أن مسعفين عسكريين قاموا بمرافقتهن وأنهن سيخضعن "لتقييم طبي أولي".

 

200 معتقل فلسطيني

وقبيل عملية التسليم، وصل إلى "ساحة فلسطين" في غزة مسلحون من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لـ"حماس"، ملثمين وبالزي العسكري، على متن شاحنات صغيرة قرابة الساعة 09:30 صباحاً (07:30 بتوقيت غرينتش)، تلاهم مسلحون من "سرايا القدس"، الذراع المسلحة لحركة "الجهاد الإسلامي".

وتجمع المسلحون حاملين بنادق وأسلحة ثقيلة وواضعين عصابات رأس ورافعين راياتهم، بينما احتشد سكان من غزة ملوحين بالعلم الفلسطيني لمتابعة المجريات في "ساحة فلسطين".

وفي وقت لاحق بعد الظهر، أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية أنها أفرجت عن 200 معتقل فلسطيني. وقالت في بيان، "بعد الانتهاء من الترتيبات اللازمة في السجون ومصادقة السلطات السياسية، تم الإفراج عن جميع المعتقلين من سجني عوفر وكتسيعوت"، مشيرةً إلى أنه تم الإفراج عما مجموعه 200 معتقل.

واستقبلت حشود من الفلسطينيين بفرح عشرات المعتقلين الذين وصلوا بحافلات إلى مدينة رام الله وسط الضفة الغربية. ونزل عدد من المفرج عنهم وهم يرتدون بدلات رياضية باللون الرمادي، قبل أن يحمل بعضهم على أكتاف المحتفلين الذين تجمعوا رافعين العلم الفلسطيني وصوراً لأبنائهم.

كما وصل 70 معتقلاً فلسطينياً إلى مصر، إذ اشترطت إسرائيل ترحيلهم إلى خارج غزة والضفة الغربية.

بدوره، قال "نادي الأسير الفلسطيني"، إن أقدم معتقل فلسطيني لدى إسرائيل محمد طوس سيكون ضمن الدفعة التي سيتم إطلاق سراحها اليوم. ويبلغ طوس 69 سنة، وهو معتقل منذ عام 1985 وينتمي إلى حركة "فتح"، وقد حكم عليه بالسجن مدى الحياة وأمضى 40 عاماً بشكل متواصل في السجون الإسرائيلية.

 

أسماء الرهينات الإسرائيليات

وأمس الجمعة نشرت الحركة أسماء الرهينات الإسرائيليات الأربع اللاتي تراوح أعمارهن ما بين 19 و20 سنة، وتنتظر عودتهن إلى ديارهن.

بدوره نشر منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين أسماء المجندات الإسرائيليات الأربع المقرر الإفراج عنهن اليوم. ورحب منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين في بيان بـ"الإفراج المنتظر عن دانييل جلبوع وكارينا أرئيف وليري ألباغ ونعمة ليفي بعد 477 يوماً من الاحتجاز"، مضيفاً أن "أمة برمتها ناضلت من أجلهن وتنتظر بقلق عودتهن إلى أحضان عائلاتهن".

وهؤلاء المجندات كن يؤدين خدمتهن العسكرية عندما تم اختطافهن في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 خلال الهجوم الذي شنته "حماس" على جنوب إسرائيل.

وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من جهته، تسلمه عبر المفاوضين "لائحة بأسماء الرهينات".

 

محكومون مؤبد 

وأفاد مكتب إعلامي تابع لحركة "حماس" متخصص في شؤون المحتجزين بأنه يتوقع إطلاق سراح 200 فلسطيني اليوم في إطار التبادل منهم 120 يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد، و80 محكوماً عليهم بالسجن لفترات طويلة أخرى.

وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية إن بعضهم سيعاد إلى قطاع غزة والبعض الآخر إلى الضفة الغربية.

وأفاد مصدر فلسطيني مقرب من "حماس" بأن "كتائب القسام وفصائل المقاومة ستطلق سراح الأسيرات الأربع السبت... وسيتم إبلاغ الصليب الأحمر بالموعد المحدد والمكان الذي سيتم فيه تسليمه الأسيرات الأربع وفق الآلية المتفق عليها".

اتفاق وقف النار

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار من المقرر أن تستمر المرحلة الأولى من الصفقة المكونة من ثلاث مراحل، ستة أسابيع مع إعادة 33 رهينة من غزة في مقابل نحو 1900 معتقل فلسطيني.

وفي نهاية الأسبوع الماضي أفرجت "حماس" عن ثلاث رهينات في مقابل 90 معتقلاً فلسطينياً محتجزين في إسرائيل. وبموجب المرحلة الأولى يكون قد بلغ 26 العدد المتبقي للرهائن الذين يفترض الإفراج عنهم. وكانت قد سلمت قائمة بأسماء الرهائن الإسرائيليين إنما من دون تحديد أي جدول زمني للإفراج عنهم.

 

ترقب وقلق

وأسفر الهجوم الذي نفذته "حماس" على الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023 عن مقتل 1210 أشخاص على الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية. وخطف خلال الهجوم 251 شخصاً ما زال 91 منهم محتجزين في قطاع غزة، أعلن الجيش مقتل أو وفاة 34 منهم. وأعلنت "حماس" مقتل آخرين، ولكن لم يصدر أي تأكيد إسرائيلي ولم يتم تقديم دليل على ذلك، ما وضع عائلات الرهائن المتبقين في حال ترقب وقلق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتيرة المساعدات لغزة

على صعيد آخر تكثف منظمة الصحة العالمية منذ أسبوع مساعداتها لقطاع غزة عبر توزيع وقود ومعدات طبية وأدوية لعلاج عشرات آلاف الأشخاص الذين يعيشون في ظروف صحية بائسة منذ أشهر.

وكتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس على منصة "إكس"، "منذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، كثفت منظمة الصحة العالمية استجابتها الصحية". وأوضح أن هذه الموارد كافية لتزويد "50 ألف مريض بالرعاية الخاصة بالأمومة وعلاج الصدمات وسوء التغذية والأمراض غير المعدية ولتحسين الوقاية من العدوى في المرافق الصحية"، وعلى رغم ذلك أكد تيدروس أن "الظروف في غزة لا تزال صعبة والعمليات معقدة".

15 شهراً

وبعد 15 شهراً من القصف الإسرائيلي المكثف والمتواصل والقتال العنيف، فإن الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ الأحد الماضي قد أتاحت توفير "70,000 ليتر من الوقود، وهو ما يكفي لتزويد 20 مركزاً صحياً ومستشفى تعمل بصورة جزئية وسيارات الإسعاف في مدينة غزة"، بحسب تيدروس.

وإضافة إلى سيارات الإسعاف، فإن الوقود مخصص لمولدات الكهرباء في المراكز الصحية المحرومة من التيار الكهربائي. وأوصلت منظمة الصحة العالمية إمدادات طبية من مخزوناتها في غزة "إلى ستة مستشفيات ومرافق طبية، وإلى 21 فريقاً طبياً مخصصاً للطوارئ في شمال وجنوب" القطاع الذي لم تصل المساعدات إليه سوى بصورة شحيحة منذ بدء الحرب.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط