ملخص
في مجال غالباً ما يعمل فيه المنتجون في الظل، يعد الموسيقي والملحن والموزع والمنتج الأميركي كوينسي جونز إحدى الشخصيات القليلة التي برزت إلى العلن، إذ بات مرجعاً في الموسيقى الأميركية خلال النصف الثاني من القرن الـ20.
غيب الموت عن 91 سنة المنتج كوينسي جونز الذي يعد أحد أبرز وجوه القطاع الموسيقي الأميركي وسبق أن تعاون مع النجمين الراحلين مايكل جاكسون وفرانك سيناترا في أعمالهما، على ما أعلنت عائلته اليوم الإثنين في بيان، مؤكدة أنباء أوردتها وسائل إعلام أميركية.
وقالت عائلته "بقلوب محطمة، نعلن نبأ وفاة والدنا وأخينا كوينسي جونز، ومع أنها خسارة لا تصدق لعائلتنا، نحتفي بالحياة العظيمة التي عاشها، ونعلم أن أحداً لن يكون مثله، سنفتقده كثيراً".
وتابعت "من خلال موسيقاه وحبه اللامحدود، سيبقى قلب كوينسي جونز ينبض إلى الأبد".
مرجع موسيقي
وفي مجال غالباً ما يعمل فيه المنتجون في الظل، يعد الموسيقي والملحن والموزع والمنتج إحدى الشخصيات القليلة التي برزت إلى العلن، إذ بات مرجعاً في الموسيقى الأميركية خلال النصف الثاني من القرن الـ20.
وبفضل مواهبه الموسيقية في الاستوديو وبراعته في التوزيع الموسيقي، انضم الموسيقي المتخصص في الجاز والملحن إلى كوكبة نجوم موسيقى القرن الـ20.
من فرانك سيناترا إلى مايكل جاكسون، ومن موسيقى الجاز إلى الهيب هوب، عرف جونز كيف يواكب موسيقى البوب طوال مسيرته الفنية التي امتدت لأكثر من سبعة عقود.
إرث باقٍ
وعلق منسق الأسطوانات الفرنسي بوب سينكلار على وفاة كوينسي بالقول عبر "إنستغرام"، "لقد رحلت روحك لكن إرثك سيواصل التألق"، فيما كتبت الفنانة لاين رينو عبر منصة "إكس" "كنت الفرح والنغمة، كنت عبقرياً!".
سيرة لحن
ولد جونز عام 1933 في مدينة شيكاغو التي كانت تواجه الكساد الكبير، لأم تعاني اضطراب انفصام الشخصية وأب نجار.
تعرف المنتج، واسمه الحقيقي كوينسي ديلايت جونز جونيور، إلى البيانو عندما كان يبلغ 11 سنة، وكان ذلك أول اكتشاف له في عالم الموسيقى.
في مذكراته، يصف تعرفه إلى راي تشارلز الذي أرشده في تعلم الموسيقى، بـ"النعمة".
وشيئاً فشيئاً، بدأت تتوالى التعاونات، وأصبحت وتيرة عمله سريعة، إذ ألف جونز لمغنيين من مجالات مختلفة، وعمل بصورة منتظمة مع فرانك سيناترا.
نقطة فارقة
كانت سيرته الذاتية غنية أصلاً عندما شهد نقطة تحول حاسمة في حياته المهنية، تتمثل في لقائه عام 1978 بمايكل جاكسون الذي كان يسعى إلى استكشاف نغمات جديدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت للكيمياء بين جاكسون وجونز ومهندس الصوت بروس سويدين أهمية كبيرة، إذ أثمرت أفضل ثلاثة ألبومات لـ"ملك البوب"، هي "أوف ذي وول" (1979)، و"باد" (1987) و"ثريلر" (1982) الذي يشكل الألبوم الأكثر مبيعاً في التاريخ (مئة مليون نسخة).
وشارك جونز في العزف على البوق في أغنية "هارتبريك هوتيل" لإلفيس بريسلي، وتعاون مع ديزي غيليسبي لأعوام عدة قبل أن ينتقل إلى باريس عام 1957 حيث درس مع الملحنة الشهيرة ناديا بولانجيه.
موسيقى تصويرية
وذاع صيته في هوليوود بفضل تأليفه الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام والبرامج التلفزيونية.
وأسهم كوينسي جونز، الانتقائي والمجتهد، في إصدار أكثر من 400 ألبوم، وفاز بـ 28 جائزة غرامي، ليعتبر بذلك أسطورة حية.
وفي عام 1961، كان أول أميركي من أصل أفريقي يصل إلى منصب إداري في مجال التسجيلات، مع توليه منصب نائب رئيس شركة "ميركوري ريكوردز".
عاش كوينسي جونز بضعة أعوام خلال مرحلة شبابه في باريس حيث قابل موسيقيين متخصصين في الجاز ونجوم تلك الحقبة من شارل أزنافور إلى جاك بريل.
وسام الفنون والآداب الفرنسي
عام 2014، منحه وزير الثقافة الفرنسية السابق جاك لانغ وسام الفنون والآداب في باريس، ووصفه بـ"الوصي على التقاليد والمبشر بالاتجاهات الجديدة".
كان كوينسي الملقب بـ"مستر كيو" غزير الإنتاج في الموسيقى، وعمل في مجالات متنوعة إذ دخل عالم الأعمال السينمائية من خلال إنتاج فيلم "ذي كالر بيربل" لستيفن سبيلبرغ عام 1985، وعدد من المسلسلات بينها "ذي فريش برينس أوف بيل اير" الذي اشتهر ويل سميث بفضله.
ونجح كوينسي في جمع كوكبة من النجوم، من بوب ديلان إلى بروس سبرينغستين مروراً بسيندي لوبر، في الأغنية الخيرية الناجحة "وي آر ذي وورلد" (1985) التي سجلتها مجموعة "يو إس أيه فور أفريقيا" الكبيرة وخصصت لمكافحة المجاعة في إثيوبيا.
وقال عازف البيانو هيربي هانكوك، في حديث إلى قناة "بي بي أس" عام 2001 "لقد أنجز كوينسي كل شيء، كان قادراً على استخدام عبقريته لترجمتها إلى أي نوع من الصوت".
وأضاف "لا يخاف من شيء، إذا كنت تريد من كوينسي أن يفعل شيئاً ما، فقل له إنه عاجز عن فعله، وبالطبع سينجزه".