"حجرلوجيا" مشروع فلسطيني يسعى إلى حفظ الموروث الثقافي في القدس

روبوت صغير بحَطَةٍ وقمباز (اللباس التقليدي الفلسطيني) يتجول بين 11 مجسماً ثلاثيّ الأبعاد لأشهَر المواقع التاريخية والأثرية داخل البلدة القديمة في القدس المحتلة وسط الضفة الغربية. وتمتاز هذه المجسمات بمقاييس هندسية مصغرة شبه حقيقة للمباني ذاتها. لا يعرِّف الروبوت الحاضرين على أهمية تلك المعالم فحسب، بل ويعطي شرحاً وافياً لتاريخها وحاضرها. روبوت ذكي أبهر الحاضرين في معرض "حجرلوجيا" الذي جمع بين الحجر والتكنولوجيا في آن، ضمن مشروع فلسطيني من تنظيم "جمعية برج اللقلق المجتمعي"، و"مؤسسة النيزك للتعليم المساند والإبداع العلمي"، يهدف للحفاظ على الموروث الثقافي التاريخي لمدينة القدس.
 

سنة كاملة من الإبداع
 

قص شريط افتتاح معرض "حجرلوجيا" (اندبندنت عربية)

رعاية الإبداع العلمي
 

وقال مدير "مؤسسة النيزك للتعليم المساند والإبداع العلمي" "قمنا بمساعدة الشركاء في المشروع الذي يُعتبر الأول من نوعه في الضفة الغربية، بتطوير روبوت ذكي يستطيع التجول ببساطة بين المجسّمات الثلاثية الأبعاد المعروضة والإشارة إليها بشكل أتوماتيكي وإعطاء شرح صوتي مبسط لكل مجسم، ومذّ أسسنا مؤسسة النيزك في عام 2001 ونحن نعمل على رعاية الإبداع العلمي والتكنولوجي في فلسطين واحتضان آلاف الطلاب الموهوبين علمياً عبر تقديم الدعم الأكاديمي والمهني والمالي، لرفع كفاءاتهم وتطوير مشاريعهم الريادية، ليس فقط في مدينة القدس بل قطاع غزة والضفة الغربية، من خلال المبادرة والتطوير والتصميم والتنفيذ، لبرامج متخصصة توفر بيئة ملهمة ومحفزة على الإبداع والتميّز".
وتسعى "مؤسسة النيزك" ضمن برنامج "صنع في القدس"، لتسليط الضوء على إبداع الشباب المقدسي والتأكيد على هويته، لتوفير فرص نوعية لدعم واحتضان المشاريع الريادية التكنولوجية والعلمية في القدس للنهوض بالاقتصاد المقدسي.
وتابع الحسيني "نعمل بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي على إنجاز مشروع "واحة الإبداع المقدسية" الذي سيتضمن مدرسة النيزك النموذجية التي تعتمد نظام البكالوريا الدولية، والحديقة العلمية والتكنولوجية والمرصد الفلكي، إضافة إلى إنشاء مطعم الطعام العضوي، والمختبرات العلمية المتقدمة وورشة التصنيع التكنولوجي، حيث تم اختيار 3 مشاريع مقدسية من بين 20 مشروعاً، واحتضانها ودعمها لتحويلها إلى شركات ومنشآت مدّرة للدخل".
وسيتم التعريف عن "حجرلوجيا" عبر معارض تفاعلية خاصة في مدارس الضفة الغربية، وأماكن أخرى عدة، لإطلاع الطلاب على المعالم الدينية والأثرية الأشهر داخل البلدة القديمة من مدينة القدس، فالمعرض ذاته وفق القائمين عليه جزء من رسالة وفكرة متكاملة لدمج الماضي بالحاضر وبرؤية المستقبل فالراوي روبوت والمروية هي مجسمات ثلاثية الأبعاد لأهم مباني القدس الأثرية ذات الطراز المعماري المتميز الذي يحمل الكثير من القصص والحكايات.

مدير مديرية التربية والتعليم في محافظة رام لله والبيرة باسم عريقات الذي افتتح المعرض تحدث إلى "اندبندنت عربية" وقال إن "المشروع فريد ومميز على كل المستويات، وبخاصة للأطفال الفلسطينيين المحرومين من دخول مدينة القدس، فهذه المجسمات الثلاثية الأبعاد تعطيهم الفرصة والشغف للتعرف على المعالم المقدسية التاريخية المهمة والمحاصرة حالياً من قبل حكومة الاحتلال". وأضاف أن "وزارة التربية والتعليم العالي في الضفة الغربية وبالتعاون مع اتحاد رجال الأعمال الفلسطينيين في تركيا، بدأت منذ بداية هذا العام، باستقبال الطلبات لمبادرة مشروع "بسمة" الذي أُطلِق عام 2018 لدعم خريجي الجامعات الجدد من سكان القدس وسط الضفة، من خلال تقديم الدعم المالي لمشاريعهم الريادية، حيث سيُخصَص مبلغ مالي لدعم المشاريع المتناهية الصغر لمصلحة شرائح مقدسية عدة للارتقاء بالتعليم هناك، وتجويد مخرجاته لتتواءم مع احتياجات سوق العمل، وتعزيز الريادة لدى الخريجين الجدد".
 

جانب من حفل الافتتاح (اندبندنت عربية)

دعم المبادرات المقدسية
 

وقال المدير التنفيذي لجمعية "برج اللقلق المجتمعي "رسالتنا الرئيسية في الجمعية، هي الحب والاهتمام الشديد بمدينة القدس بما يعزز الهوية الفلسطينية والحفاظ على الرواية الفلسطينية للمعالم التاريخية الإسلامية والمسيحية داخل البلدة القديمة من القدس، ومشروع "حجرلوجيا" الذي أخذ سنة كاملة من العمل استطعنا من خلاله أن نجمع رسالتنا بين الحجر والتكنولوجيا بما يخدم الموروث الثقافي".