Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحرب تحفز مشاريع "جزر الطاقة" المستقلة في إسرائيل

يبني خبراء نظاماً يسمح للبطاريات باستقبال الكهرباء لتستمر في العمل إذا تعطلت الشبكة

توربينات هوائية وألواح لتخزين طاقة شمسية في معاليه جلبوع (رويترز) 

ملخص

خطة إسرائيل للتحول في قطاع الطاقة قيد الإعداد والتجهيز منذ أعوام، لكنها اكتسبت أهمية وإلحاحاً عندما اندلعت الحرب على جبهات عدة في أعقاب هجوم نفذته حركة "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وتضررت خطوط الكهرباء في ذلك اليوم مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي واضطرت إسرائيل إلى إغلاق مصدر الطاقة الرئيس لديها موقتاً وهو حقل "تمار" البحري للغاز الطبيعي.

"معاليه جلبوع" هو تجمع سكني في منطقة نائية، إذ يقع على قمة تل صخري في شمال إسرائيل، لذا لم يكن مرجحاً أنه يصلح حتى لإقامة حياة زراعية، لا أن يكون أيضاً موقعاً مؤثراً في مستقبل إمدادات الطاقة في إسرائيل.
لكن تجربة "معاليه جلبوع" في الاعتماد على مصادر طاقة متجددة والتأسيس لحلول تخزين للطاقة، وضعتها في مقدمة النماذج التي تعكس طموح إسرائيل في تعزيز شبكة الكهرباء بمرونة إضافية ولا مركزية يمكنها أن تتكيف بصورة أفضل في أوقات الحرب.

أصعب مكان

وقال الذي ساعد في إنشاء هذا التجمع السكني في الستينيات ويترأس الآن عمليات الطاقة به دوفي ميلر، "اخترنا أصعب مكان للبناء، إذ قال الآخرون إنه مستحيل".
وتتمثل مهمة ميلر في تحويل تجمع "معاليه جلبوع" السكني إلى أول نموذج في إسرائيل لما يسمى "جزيرة طاقة" وهي عبارة عن شبكة صغيرة يمكنها عزل نفسها عن شبكة الكهرباء المركزية إذا لزم الأمر والعمل بصورة مستقلة.
وقال ميلر "نحن نبني نظاماً يسمح لبطارياتنا باستقبال الكهرباء لتستمر في العمل إذا تعطلت الشبكة، سنفصلها ونصبح جزيرة طاقة".
ومكنت مجموعة من مصادر الطاقة المتجددة، تشمل توربينات الرياح والطاقة الشمسية وقبة ضخمة لتخزين الغاز الحيوي، "معاليه جلبوع" من أن تكون اختياراً منطقياً للبرنامج التجريبي.

الحرب سرّعت

وخطة إسرائيل للتحول في قطاع الطاقة قيد الإعداد والتجهيز منذ أعوام، لكنها اكتسبت أهمية وإلحاحاً عندما اندلعت الحرب على جبهات عدة في أعقاب هجوم نفذته حركة "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وتضررت خطوط الكهرباء في ذلك اليوم مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي، واضطرت إسرائيل إلى إغلاق مصدر الطاقة الرئيس لديها موقتاً وهو حقل "تمار" البحري للغاز الطبيعي.
هناك آلاف من مشاريع الشبكات الصغيرة قيد التشغيل بالفعل في أنحاء العالم من آسيا والمحيط الهادئ وأميركا الشمالية والشرق الأوسط وأفريقيا، وذلك في مدارس ومستشفيات وسجون ومجتمعات كاملة، ولكنها تعتمد في العادة على التمويل الحكومي.
وقال البنك الدولي عام 2022 إن شبكات الطاقة الشمسية الصغيرة يمكن أن تساعد نصف مليار نسمة في الحصول على الطاقة بحلول عام 2030، لكنه أضاف أن مزيداً من الإجراءات يجب أن تُتخذ لتحديد الفرص وخفض الكلف والتغلب على العوائق التي تواجه التمويل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


تطبيق اللامركزية

وسيعمل المشروع التجريبي لشبكة كهرباء صغيرة في إسرائيل، الذي سيكتمل في وقت ما خلال العام الحالي أو العامين المقبلين، بالتوازي مع مراكمة مخزونات كبيرة من الديزل والفحم والمولدات.
ووضِعت خطة وزارة الطاقة في الأصل لتكون احتياطية وليست بديلة عن تشغيل المحطات الكبرى التي تزود البلاد بالكهرباء باستخدام الغاز الطبيعي من الحقول البحرية.
وقال رئيس قسم الطاقة المستدامة في الوزارة رون إيفر إنه "في حال سقوط آلاف الصواريخ ستكون هناك بالطبع مشكلات تتعلق بانقطاعات في الكهرباء".
ومعظم مكونات شبكة الكهرباء في إسرائيل فوق الأرض وستكون هدفاً مرجحاً في حال تصاعد القتال مع "حزب الله" المدعوم من إيران وتحوله إلى صراع أوسع نطاقاً.
وقال إيفر إن إسرائيل بحاجة إلى تطبيق اللامركزية في توزيع الكهرباء لتقليل أثر تلك الأخطار.
والهدف من ذلك هو إيجاد دوائر قابلة للتوسع يكون لكل منها مصدر طاقته المستقل وكذلك قدرته على تخزينها، بدءاً من المنازل ومناطق الخدمات في حال الطوارئ في التجمعات السكنية وصولاً إلى قرى بأكملها أو أحياء كاملة في مدن، والبداية ستكون بإعادة بناء التجمعات السكنية التي تضررت أو تدمرت على حدود قطاع غزة ولبنان.

الطاقة المتجددة

وتستهدف وزارة الطاقة الإسرائيلية أن يكون للمنطقة المحيطة بقطاع غزة التي سيعاد إعمارها خمسة غيغاوات من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، مما سيساعدها على تحقيق هدف توليد 30 في المئة من الكهرباء من مصادر طاقة متجددة بحلول ذلك العام، وبنهاية عام 2023، أتت 13 في المئة من حاجات إسرائيل من الكهرباء من مصادر طاقة متجددة.
وستستخدم معظم الشبكات الصغيرة الطاقة الشمسية من ألواح مُثبتة على الأسطح أو في حقول أرضية وتُخزن الطاقة منها في بطاريات لاستخدامها ليلاً، ويمكن بيع فائض الطاقة إلى الشبكة المركزية للكهرباء.
وقال إيفر إن أي حقل للطاقة الشمسية قد يفقد بعض الألواح إذا ضُرب لكنه سيكون قادراً على الاستمرار في توليد الكهرباء.
وذكر إيفر أن الحكومة تخلت عن ضرورة استخراج تصاريح وتقدم أيضاً دعماً لبناء المنشآت المطلوبة، وتنمو بالفعل سوق حول مساعي إنشاء مرافق تخزين مستقلة وحقول طاقة شمسية.
وستبدأ إسرائيل تموز (يوليو) الجاري بالسماح لشركات أخرى غير الشركة المملوكة للدولة بتزويد المنازل بالكهرباء، وقال مسؤولون في القطاع إن شركات الاتصالات مثل "بيزك" و"سلكوم" تعتزم منافسة شركة الكهرباء الحكومية، وستكون منشآت الطاقة المستقلة مصدراً من الطبيعي، لمثل تلك الشركات، استخدامه.
وتتوقع وزارة الطاقة أن يشهد القطاع الخاص في هذا المجال تدفق نحو 12 مليار شيكل (3.3 مليار دولار) بعد هذه التعديلات.
وأعلنت مجموعة "ديليك" للطاقة أول من أمس الثلاثاء أنها ستنضم إلى مشروع مشترك لبناء حقول طاقة شمسية مزدوجة الغرض لتولد 500 ميغاوات على أراض زراعية على غرار تلك التي يستخدمها تجمع "معاليه جلبوع" السكني.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "إكو إنرجي" للاستشارات المالية والإستراتيجية والمحاضر البارز في جامعة رايخمان (المركز المتعدد التخصصات في هرتسليا) أميت مور، إن "هذا التحول إلى الشبكات الصغيرة كان سيحدث في مرحلة ما، لكن في وقت لاحق".
وتابع قائلاً "الحرب حفزت الأمر هناك ضرورة لطاقة ذاتية الاستدامة بسبب أمن الطاقة الإستراتيجي والحرب والأخطار البيئية". وأضاف "في هذا الصدد، قد تصبح إسرائيل نموذجاً مصغراً للتطبيق السريع لتلك التكنولوجيا بالنسبة إلى دول أخرى تواجه تحديات مماثلة".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير