Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ملفات ساخنة على طاولة قمة المجموعة الأوروبية وبريطانيا

لقاء ثنائي بين ماكرون وستارمر يبحث إعادة بلورة العلاقات بين لندن والاتحاد الأوروبي

ملخص

 يجتمع 47 من قادة أوروبا الخميس قرب أكسفورد في المملكة المتحدة حيث سيشدد رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر على رغبته في وضع تصور جديد للعلاقات مع شركائه الأوروبيين، ولا سيما في مجال الأمن.
وسيكون دعم كييف والديمقراطية وأمن الطاقة والهجرة على جدول أعمال القمة الرابعة للجماعة السياسية الأوروبية التي تُعقد في قصر بلينهايم، مسقط رأس ونستون تشرشل.
وقال زعيم حزب العمال ستارمر الذي وصل إلى السلطة في المملكة المتحدة حديثاً، إنه يريد "اغتنام الفرصة لتجديد علاقتنا مع أوروبا"، بعد الخلافات التي ظهرت مع حكومات المحافظين السابقة منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

يستضيف رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر قمة المجموعة السياسية الأوروبية، التي تعقد خلال يومي الأربعاء والخميس (الـ17 والـ18 من يوليو ’تموز‘ الجاري) في أكسفورد شاير في قصر بلينهايم بضواحي بلدة وودستوك البريطانية. ويتطرق زعماء 47 دولة أوروبية خلال تلك المناسبة إلى مواضيع تتعلق بالأمن والاستقرار والتعاون الأوروبي بمداه الجغرافي غير المحصور بالاتحاد الأوروبي.

"أوروبا قوية"

في موازاة ذلك، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الخميس إلى "أوروبا قوية" خلال "فترة تتسم بقلق كبير وعدم يقين" فيما تسعى إلى إقناع النواب الأوروبيين بمنحها ولاية ثانية.
وقالت في كلمة ألقتها أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ "لن أسمح بتاتاً بأن يسود الاستقطاب الشديد في مجتمعاتنا. لن أقبل بتاتا بأن يدمر المتطرفون أسلوب حياتنا الأوروبي، وأنا أقف هنا اليوم مستعدة لقيادة المعركة مع كل القوى الديمقراطية".

محاور القمة

وذكرت مصادر متابعة لقمة "المجموعة السياسية الأوروبية" التي انطلقت مساء أمس الأربعاء، إن المحاور الخارجية تتناول بداية الوضع الميداني في أوكرانيا والمساعدات العسكرية الأوروبية لكييف للعام الحالي والأعوام المقبلة. أما المحور الثاني فيتناول الوضع في الشرق الأوسط من زاوية الهجمات الإيرانية على إسرائيل وتهديدات تل أبيب باستهداف إيران رداً عليها، إضافة إلى تطورات حرب غزة. وللمرة الأولى سيتناول القادة الأوروبيون مسألة النزوح السوري إلى لبنان بصورة منفصلة. ويشكل مستقبل علاقات الاتحاد الأوروبي بتركيا المحور الثالث لمناقشات القادة الأوروبيين.

وكانت فكرة "المجموعة السياسية الأوروبية" كمنصة تجمع قادة القارة العجوز انطلقت خلال قمة الاتحاد الأوروبي خلال عام 2022، وتكون بذلك الإطار الذي يجمع الدول الأوروبية كافة سواء كانت داخل الاتحاد أم خارجه، لتقريب وجهات النظر وتعزيز الحوار في ما بينها.

أوكرانيا والأسطول الشبح

وتنعقد القمة هذا العام وسط أجواء سياسية دولية وإقليمية صعبة، وفي ظل الانتخابات الرئاسية الأميركية التي من الممكن أن توصل دونالد ترمب مجدداً إلى البيت الأبيض وما يمثله ذلك بالنسبة إلى مواصلة الدعم الأميركي لأوكرانيا. ويتمسك الأوروبيون بمواصلة الدعم الأوروبي بصورة عامة وليس فقط على صعيد الاتحاد القاري لأوكرانيا، مع تأكيد أهمية التوصل إلى "سلام عادل ودائم" يضمن حقوق أوكرانيا حسب القانون الدولي.

وتشهد القمة انعقاد ثلاث طاولات مستديرة تتناول سبل دعم وحماية الديمقراطيات، ومحاربة نشر المعلومات الكاذبة والأمن السيبراني والطاقة ومسألة الهجرة.
وستحتل العلاقات الثنائية للاتحاد الأوروبي مع المملكة المتحدة حيزاً مهماً من المناقشات على ضوء فوز حكومة "العمال" في الانتخابات التشريعية الأخيرة في بريطانيا.
ومن المواضيع المطروحة على طاولة الاجتماع مقترح بريطاني يتناول آلية اقتصاد الحرب والدعوة إلى "خطوات عملية حيال الأسطول الشبح، والمقصود به السفن التي تمكن روسيا من الالتفاف على العقوبات لتصدير نفطها، مما يعني أنه إلى جانب حزمات العقوبات المفروضة، هناك دعوة إلى الدول الأوروبية المجتمعة لاتخاذ خطوات ملموسة لمساندة أوكرانيا ضد روسيا ولآلية اقتصاد الحرب"، بحسب ما ذكر أحد مستشاري قصر الإليزيه الرئاسي الفرنسي. وأضاف أن الإطار الأوروبي وإطار العقوبات وتحديداً الحزمة 12 و14 حددتا بصورة واضحة التدابير المفروضة على السفن أو الدول في حال خرق العقوبات.

 حماية الديمقراطيات

وتتطرق الطاولات المستديرة إلى قضايا الحماية والدفاع عن الديمقراطية، والتواصل خاصة في موضوع الطاقة، إضافة إلى مسألة الهجرة. ومن المتوقع إنشاء شبكة لمواجهة محاولات التدخل الخارجية عبر آلية "فيجي نوم"، وهو عبارة عن نظام على المستوى الأوروبي لإرسال الإنذار السريع، ويخول تبادل المعلومات حول التلاعب بالمعلومات والتدخل الخارجي.

وسيشدد المجتمعون على أهمية مساندة مولدوفا والدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها وأمنها خصوصاً أن فرنسا وألمانيا تترأسان منصة مساندة لهذا البلد في سياق تقريبه من الاتحاد الأوروبي. واستؤنفت مفاوضات انضمام مولدوفا إلى الاتحاد الأوروبي قبل أسابيع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


لقاء ماكرون - ستارمر

ومن بين اللقاءات الثنائية المتوقع أن يعقدها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش القمة لقاء يجمعه برئيس الحكومة البريطاني العمالي كير ستارمر، سيجري خلاله النظر في الأوضاع في فرنسا على ضوء نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة. وعبر رئيس الوزراء البريطاني عن رغبته في إعادة بلورة العلاقات بين بلاده والاتحاد الأوروبي. وكان ماكرون وستارمر التقيا عشية الانتخابات الفرنسية كما كان لهما لقاء على هامش قمة حلف شمال الأطلسي الأخيرة. وأشارت مصادر الإليزيه إلى أن اللقاء سيكون مناسبة لإعادة النظر في العلاقات بصورة شاملة، وبخاصة أن المملكة المتحدة تستقبل هذه القمة.
وستكون المسائل الدولية والأوضاع في الشرق الأوسط في صلب المحادثات بين ستارمر وماكرون. وسيستعرض رئيس الوزراء البريطاني رؤيته للقضايا الدولية ومن بينها تحديات الطاقة، وبخاصة الطاقة النووية والتعاون في مجال الهجرة والأوضاع في القنال الإنجليزي ومسائل الدفاع.
ويذكر أن البلدين تربطهما معاهدة تعاون وشراكة صناعية ودفاعية تعرف بمعاهدة "لانكاستر هاوس".
ويشكل هذا اللقاء مناسبة لرسم الأطر وللتمهيد وإعادة برمجة العلاقات بين المملكة المتحدة وأوروبا، إضافة إلى البعد الفرنسي – البريطاني، كما أشارت مصادر الإليزيه.
وسيتم التطرق إلى سبل تفعيل وتطبيق الاتفاق في شأن تنظيم موجات الهجرة عبر المانش. ويذكر أن فرنسا تتلقى مبالغ من بريطانيا لمنع عبور المهاجرين غير الشرعيين، لتنظيم عمليات إغاثة الغرقى ومحاربة المهربين.
وسيتيح اللقاء فرصة لجولة أفق على العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين. واعتبر مستشار في الإليزيه أن على الحكومة البريطانية الآن أن "تحدد الأهداف لنتمكن من توضيح الرؤية. في أفق شامل وليس بصورة انتقائية بل من منطلق المصالح المشتركة، وجميعنا لدينا مصلحة في هذا التقارب".

وكان ستارمر كتب في مقال في صحيفة "لوموند" أنه يريد "إعطاء زخم جديد" للعلاقة بين المملكة المتحدة وفرنسا.
وقال "سنتناول أنا والرئيس ماكرون القضايا الأكثر إلحاحاً التي تواجه قارتنا والعالم، من الأمن الأوروبي وصولاً إلى الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار في غزة، وتغير المناخ والهجرة غير النظامية".

أبرز الغائبين

وقد يحاول رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أيضاً الدفع بجهود السلام بين أذربيجان وأرمينيا.
ومن أبرز الغائبين عن الاجتماع، الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي غاب عن النسختين السابقتين من القمة، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين التي بقيت في ستراسبورغ حيث سيصوت البرلمان الأوروبي في الوقت نفسه على تجديد ولايتها.
وتعهّد ستارمر ونظيره الإيرلندي سايمن هاريس الأربعاء "إعادة إطلاق الشراكة" بين البلدين، خلال لقاء ثنائي قبل القمة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير