Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ليبيا… أخطبوط القمامة يحكم قبضته على طرابلس

الأمراض التي يسببها التلوث تقلق سكان العاصمة

الاشتباكات في العاصمة الليبية طرابلس تمنع الوصول إلى مكبات النفايات الرئيسة (اندبندنت عربية)

عندما تدخل إلى العاصمة الليبية طرابلس، ستنتبه مكرهاً إلى جبال النفايات التي احتلت أرصفة الشوارع وتجرأت على مداخل المنازل. هي كارثة بيئية تتربص بسكان العاصمة، الذين اتخذوا من الكمامات حلاً للوقاية من بعض الأمراض المنقولة عن طريق الجهاز التنفسي.

وأمام صمت المؤسسات الرسمية المعنية، اتخذ عدد من المواطنين من منصات التواصل الاجتماعي وسيلة للضغط على حكومة الوفاق للتحرك بغية الحد من هذه المشكلة، التي تهدد جميع الأجيال عن طريق إطلاق عدد من الهاشتاغات، مقترحين تغيير اسم طرابلس من عروس البحر إلى عروس القمامة.

وسبق أن عانت العاصمة من تكدس النفايات عام 2015، لتعود الأزمة هذه السنة وتدخل طرابلس بين فكَّيْ حرب بيئية قد يطول مداها في ظل تواصل الصراع العسكري، الذي حال دون الوصول إلى مكبات النفايات الرئيسة.

حشرات تغزو المنازل

وصفت رانيا، التي تعيش في العاصمة، الوضع بالكارثي، قائلةً إن "الروائح الكريهة تطاردنا في كل مكان في المنزل، فلا يمكنني فتح النوافذ خوفاً من جحافل الحشرات التي لم يسبق أن رأيتها".

وتساءلت "أين عمداء البلديات؟ هل يجوز أن تكون العاصمة السياسية لليبيا التي تستقبل كل يوم وفوداً أجنبية بهذا الشكل؟".

وتؤكد رانيا أنها تفكر في الانتقال من العاصمة إلى مدينة أخرى ريثما تُعالج هذه المشكلة، خوفاً على صحة عائلتها من الأمراض التي سبق لها أن تفشت في مدن ليبية أخرى بسبب التلوث، مثل الكوليرا والملاريا.

شبح اللشمانيا

بادر المركز الوطني لمكافحة الأمراض بإطلاق دورات تدريبية لـ21 متدرباً لمكافحة مرض اللشمانيا، وهو مرض جلدي ينتقل عبر بعوض الرمل، التي تتغذى على قمامة الإنسان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونبه المدير العام للمركز الوطني لمكافحة الأمراض بدر الدين بشير النجار إلى خطورة انتشار النفايات، التي تُعد البيئة الحاضنة لهذا المرض، خصوصاً أن ليبيا سجلت العام الماضي حوالى 5 آلاف إصابة به.

وطالب النجار وزارة الحكم المحلي بتفعيل مكاتب الإصحاح البيئي في كل البلديات، لكي ترشّ شركة النظافة العامة الشوارع التي تحوّلت إلى مكبات للنفايات بالمبيدات، خصوصاً أن ليبيا عاجزة عن توفير المصل الخاص بهذا المرض، الذي جرى توحيد بروتوكولات الوقاية منه، وفق تعبيره.

الاشتباكات سبب إغلاق المكبات

بلدية طرابلس المركز سارعت إلى رش أماكن تجمع القمامة بالمبيدات وخصصت صناديق لبقايا البلاستيك وأخرى للفضلات المنزلية، وهو حل اعتبرته شركة النظافة العامة أنه لا يستوعب حجم الكارثة التي تحدق بالعاصمة.

وأكدت، في بيان صحافي، أن الاشتباكات تمنع الوصول إلى المكبات الرئيسة، التي يبقى أهمها المكب البلدي لسيدي السايح، ما دفعها إلى رفع جزء من القمامة إلى المكب المرحلي المخصص لمنطقة أبو سليم، لتغزو بقية النفايات شوارع طرابلس، نتيجة عدم توفر مكبات بلدية.

الشركات الخاصة هي الحل

من جانبها، قررت بلدية سوق الجمعة التابعة لطرابلس المركز عدم التعويل على الحكومة وتعاقدت مع شركات نظافة خاصة، تتم تغطية نفقاتها من جباية يتقاسمها سكان المنطقة.

وأشار عميد بلدية سوق الجمعة هشام بن يوسف، في بيان، إلى أن شركة النظافة العامة أخلّت بواجبها على الرغم من دعمها بحوالى 22 شاحنة نقل قمامة.

وتساءل عن مصير الأموال المرصودة من قبل حكومة الوفاق للبلديات، إذ تم تخصيص 10 آلاف مليون دينار للبلديات لم تحصّل منها بلدية سوق الجمعة إلاّ 250 ألف دينار ليبي. وختم قائلاً "الأموال ضخمة والقمامة في تضخم".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي