Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل ستواجه دول الخليج حرباً جديدة بعد استهداف منشآت النفط في السعودية؟

خبراء: طهران تسعى نحو "المواجهة العسكرية" لأنها تعاني من العقوبات الاقتصادية

الرئيس الأميركي وافق على ارسال قوات إضافية إلى الخليج العربي (رويترز)

إن كنت " شرق أوسطي " وتخشى دخول المنطقة في مزيد من الحروب والدمار، يبدو أنك على الأقل قد تساءلت هذا الشهر عن احتمالية نشوب حرب في المنطقة، هذا السؤال تثيره أحداث الرابع عشر من سبتمبر (أيلول) الجاري بعد استهداف أكبر معامل الطاقة في العالم في "بقيق وخريص" شرق السعودية.

وأكد  محللون سياسيون أن إيران تسعى نحو هذا الهدف، ألا وهو دخول المنطقة في " حرب شاملة  " لأنها تعاني من العقوبات الاقتصادية وتريد أن توقف امدادات النفط للعالم.

ويقول الأكاديمي السعودي الدكتور أحمد الفراج " إيران تسعى نحو الحرب بعكس دول الخليج خاصة السعودية،  التي تريد أن تفرض خياراتها هي في الرد لا أن تحقق رغبة إيران في " خيار الحرب".

ليست السعودية من تحاول اتخاذ قرار آخر غير الحرب، أميركا أيضا وهي الحليف الأبرز للسعودية تحاول تجنب المواجهة العسكرية مع طهران كما يقول ذلك  وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن بلاده تسعى لتجنب الحرب مع إيران " . 

الأكاديمي الفراج يوضح أن هذا هو الموقف الأميركي الذي سيقود ترمب نحو تجاوز انتخابات 2020 فهو كما يقول  " قد وعد ناخبيه أنه لن يدخل في حرب وهو بحاجة لهم لانتخابه،  ويخشى ترمب  أن تورطه إيران مع خصومه الديموقراطيين ويحرم من انتخابات بلاده المقبلة . " إذاً هذا هو الموقف الأميركي/السعودي تجاه طهران. 

كيف سترد السعودية على إيران ؟ 

هذا لا يعني أن السعودية لن ترد على من استهدف منشآتها النفطية لكنها تحاول مع الحلفاء إلى البحث عن المزيد من الإثباتات التي تدين إيران حينها سيكون هناك ردا سعوديا على إيران, وهو سيكون رادعا وقاسيا لأن المستهدف ليس النفط السعودي بل الاقتصاد العالمي، كان هذا بحسب ما يقوله الفراج. 

وعن ما إذا سترد الرياض عسكرياً، يقول الأكاديمي الفراج" لا أعتقد فالسعودية قادرة على إلحاق الضرر بإيران بخيارات أخرى غير خيار الحرب" ويمضي قائلا " لن يكون الرد سعودي فحسب، بل سيكون عن طريق الأمم المتحدة لأن الاعتداء عل دولة تعد عضوا في الأمم المتحدة" . 

ومما يدفع طهران نحو دخول المنطقة في " حرب شاملة " هو في المقام الأول العقوبات الاقتصادية، ولأن هناك استياء داخلي بسبب ذلك تعتقد أن الحرب هي طوق النجاة من فك الحصار الاقتصادي، حين يكون عبر جارتها تركيا وحليفها الرئيس التركي " أردوغان " فهي بحاجة ماسة للحرب للتنفس اقتصاديا، بحسب الفراج.

هل هناك مؤامرة بين الغرب وإيران؟ 

 وعن الحديث عن حالة التواطؤ ونظرية المؤامرة بين الغرب وإيران والعلاقة التي توصف بأنها من تحت الطاولة ينفي الفراج وهو الخبير في الشأن الغربي عن حالة كهذه، ويؤكد أن هناك حالة عداء من قبل إيران للغرب ومن الغرب لإيران، لكن علينا أن ندرك أن ثمة تقاطعات بينهما لمصالح مشتركة كمحاربتهم جنبا إلى جنب في العراق وسوريا ضد داعش ذلك لأن العدو واحد، وهذا أمر لا يجعلنا أن نقول أنهم حلفاء لكن المصلحة والتقاطعات المشتركة هي من تجمعهم ، وإلا فأن العداء مستمرا بينهم.  

ويضيف أيضا الأكاديمي السعودي الدكتور خالد باطرفي أن إيران تسعى لإشعال حرب في المنطقة وهو بذلك يتفق مع الفراج حول سعي طهران لـخيار " الحرب " مع السعودية وحلفائها .  ويقول باطرفي " تأمل إيران من الحرب إلى تعطيل إمدادات النفط للعالم ، ورفع سعر البرميل إلى 100 دولار،  إضافة إلى الضغط على الولايات المتحدة الأميركية لفتح باب مفاوضات بشروط أفضل".

هذه الأحداث تشير إلى نوايا طهران 

ومما يعزز تفسيرات المحللين عن أن طهران تسعى لخيار الحرب هو تصاعد الاعتداءات عبر أذرعتها بالوكالة كما يقول الدتور باطرفي خاصة الحوثي في اليمن،  وقرصنة ناقلات النفط وآخر هذه الاعتداءات هو استهداف قلب النفط النابض للعالم في بقيق وخريص ( شرق السعودية ). 

ويقول باطرفي " ففي الوقت الذي يمارس فيه الحرس الثوري أشد الضغوط العسكرية على خطوط الملاحة والمضائق الدولية والأمن الإقليمي، تواجه المؤسسات السياسية والدبلوماسية الإيرانية العالم بوجه أقل تشددا وأكثر انفتاحا، وبلغة تعتمد مصطلحات السلام والتعاون وحل الخلافات، فيما تسعى سرا الى فتح قنوات التفاوض مع أمريكا والسعودية، عن طريق وسطاء كفرنسا والكويت. 

ويضيف " أميركا وحلفائها في المنطقة يدركون أبعاد الاستراتيجية الإيرانية وأهدافها، ولذلك يسعون الى تجنب الصراع العسكري حتى تؤتي المقاطعة ثمارها، وتجبر الملالي على القبول أو التفاوض حول الشروط الأميركية. 

احتمالية وقوع حرب

ويرى المحلل السياسي الكويتي فؤاد الهاشم أن منطقة الخليج تواجه مخططا لإعادة تشكيلها فقد تصبح يوما على ظهور دول واختفى دول آخرى بحسب تعبيره، فاحتمالية وقوع الحرب واردة كما يقول ونتائجها ستكون " كارثية " .

ويقول الهاشم" هكذا هم الأميركان حين يتدخلون في حروب الشرق الأوسط وحروبنا تحديدا يكون هدفهم هو الاستنزاف لذلك لا يمكن لطرف أن يتغلب على الطرف الآخر كالحروب التي تدخلوا فيها  في سوريا والعراق وليبيا، كل هذه لم يحدد زمن انتهائها لأنهم يسعون لجعلها حرب مفتوحة.

الهاشم الذي يوضح بأن ما يتحدث عنه هو " استقراء" يراه بعد " حادثة الهجوم الذي تعرضت له " قبلة الطاقة بالعالم ببقيق " يقول" هذه حيلة من حيل إيران لجر الرياض إلى حرب، فهي ترى بأن الحرب في الجنوب مع الحوثيين أضعفتها لذلك تهدف لوضعها في حرب أخرى في الشمال الشرقي.

على الصعيد الإيراني حذر جواد ظريف وزير خارجية إيران من أن المنطقة ستدخل في " حرب شاملة " إذا ما تعرضت فيه بلاده إلى ضربة عسكرية أمريكية أو سعودية. كان عبر لقاء نقلته سي إن إن الأميركية عن ظريف الذي تحدث عقب الاتهامات التي تواجهها إيران من أنها تقف وراء هجوم أرامكو ويقول ظريف " نحن لا نرغب في شن حرب, لكننا لن نتردد في الدفاع عن أرضنا ." 

المزيد من العالم العربي