Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رحيل الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك... "رجل السلام"

شغل مناصب عدة ورفض الحرب على العراق عام 2003

توفي الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، الملقب بـ "فارس السلام"، الخميس، عن 86 عاماً.

وقال فريديريك سالا-بارو، زوج ابنته كلود، لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الرئيس جاك شيراك توفي هذا الصباح بين عائلته بسلام".

نبذة سريعة

شيراك، سياسي فرنسي ينتمي لحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، انتخب لمنصب رئاسة الجمهورية الفرنسية عام 1995 وجدد له عام 2002، وفي 17 مايو (أيار) عام 2002 انتهت فترة رئاسته.

وكان قبل ذلك عمدة باريس لمدة 18 عاماً من عام 1977 حتى عام 1995.

وتولى رئاسة وزارة فرنسا مرتين، من 27 مايو 1974 إلى 26 أغسطس (آب) 1976، وبذلك يكون قد أمضى 12 عاماً في قصر الإليزيه ما جعله الرئيس الفرنسي الذي قضى أطول فترة في السلطة بعد الحرب، بعد سلفه الإشتراكي فرانسوا ميتران.

الرئيس الفرنسي الأسبق كان من أشد مؤيدي الزعيم الفرنسي التاريخي شارل ديغول، ولعب دوراً اساساً في منافسة الحزب الاشتراكي الفرنسي على الزعامة، واستطاع الوصول الى الحكم بعد الرئيس فرانسوا ميتران الاشتراكي.

بدايات جاك شيراك

كانت سنة 1962 بداية حياة شيراك السياسية، فقد حصل على منصب رئيس الموظفين التابعين لرئيس الوزراء الفرنسي جورج بومبيدو. وجعلته مهارته في التعامل مع الأمور المفضل عند بومبيدو، فمنحه لقب "Le Bulldozer" أي الجرافة.

إنجازات الرئيس الراحل

وفي عام 1972، استلم شيراك أولى مناصبه السياسية الكبيرة، حين انتخب وزيراً للزراعة والتنمية الريفية، وقد منحه هذا المنصب شهرةً كبيرة، وذلك بسبب ممارساته الناجحة.

وتولى عام 1974 منصب وزير التجارة الداخلية. وفي نفس العام بدأ بإجراء التحضيرات للدخول في الانتخابات الرئاسية لعام 1976، ولكن هذه الجهود ذهبت سدى.

عام 1977 أصبح عمدةً لمدينة باريس واستمر في هذا المنصب حتى عام 1995.

وعمل شيراك خلال توليه منصب عمدة باريس على توسيع علاقاته السياسية بشكل كبير، فخاض عام 1981 تجربته الأولى في الانتخابات الرئاسية، حين كان مرشحاً أمام فرانسوا ميتيران، وانتهى السباق بفوز ميتيران.

وكان النجاح حليفه عام 1995، فأصبح رئيساً للجمهورية الفرنسية. وترافق هذا النجاح مع إنجازاتٍ سياسيةٍ كبيرة حققت لشيراك شهرةً واسعة وشعبية كبيرة.

في عام 2002 خاض جولة انتخابية جديدة لرئاسة الجمهورية، وفاز فيها بنسبة ساحقة بلغت 82 في المئة من مجمل الأصوات. لكن عام 2007 حمل الفشل لجاك شيراك في الجولة الانتخابية الرئاسية، وخسرها مقابل نيكولا ساركوزي.

نشط شيراك بعد ذلك في العديد من المجالات السياسية والإنسانية، وأنشأ العديد من المنظمات الداعمة لذلك.

وعام 2011 مَثَل شيراك أمام المحكمة بتهمة التلاعب بالضرائب خلال فترة توليه منصب عمدة باريس، وقد حكم عليه بالسجن لمدة عامين، بسبب هذه الفضيحة.

حقائق سريعة عن شيراك

ونتيجة مساهمات جاك شيراك البارزة في المجال السياسي، حصل على العديد من الجوائز الفخرية والأوسمة من دول عدة أبرزها فرنسا ورومانيا وأستراليا وبريطانيا وغيرها من الدول. كما تميزت رئاسته باعترافه بمسؤولية الدولة الفرنسية بجرائم النازية وتوجيهه نداء في مواجهة تدهور البيئة في العالم.

عربياً

وعربياً، سيذكر العالم شيراك بشكل أساسي بسبب معارضته الولايات المتحدة وقرار الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الإبن بغزو العراق عام 2003، وتسبب ذلك بأزمة بين البلدين. وعلى الرغم من توتر العلاقات الفرنسية الأميركية لفترة من الزمن، عاد الرئيسان واتفقا بعد اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري على ضرورة وضع حد للنفوذ السوري في لبنان، ومارسا ضغطاً دولياً وعبر الأمم المتحدة، ما أدى لاحقاً إلى انسحاب الجيش السوري من لبنان بعد حوالى ثلاثين سنة من تدخل النظام السوري المباشر في الشؤون اللبنانية.

مذكرات

واعتاد شيراك أن يكتب مذكراته بشكل شبه يومي، وقد تطرق في الجزء الثاني منها إلى الوضع في لبنان كاشفاً عن أسرار وخفايا تلك الفترة، وكتب ما يلي: بمناسبة زيارة جورج بوش لإحياء الذكرى الـ 60 للإنزال الأميركي في النورماندي، أتيحت لي فرصة بحث هذا الموضوع (لبنان)، الذي لم يكن مدرجاً على جدول المباحثات المعدة بعناية مع الرئيس جورج بوش خلال العشاء، في الشرق الأوسط، فقلت له: هناك ديموقراطيتان، الأولى قوية هي إسرائيل، والثانية هشة وهو لبنان، ويجب مساعدته! ويبدو أن بوش لا يعرف جيداً هذا البلد، فشرحت له أهمية دعم لبنان، واستعادة استقلاله إن بالنسبة لسوريا أو بالنسبة لحزب الله الذي أصبح قوياً جداً بعد انسحاب القوات الإسرائيلية، وقلت له إن هناك انتخابات رئاسية ستجري في لبنان في أكتوبر (تشرين الأول)، وإن هذه الانتخابات يجب أن تشكل مناسبة لانطلاقة جديدة... الرئيس الأميركي وافق فوراً.

تهديد الأسد للحريري وجنبلاط

وذكر شيراك في مذكراته أن "رفيق الحريري أخبرني بالضبط بكل ما حدث في ذلك اليوم في مكتب بشار الأسد، بحضور نائب الرئيس عبد الحليم خدام، الذي أكد ذلك لاحقاً في 25 ديسمبر (كانون الأول) للجنة التحقيق الدولية.

ذكّر رئيس الوزراء اللبناني الرئيس السوري بالتزامه بعدم التجديد لإميل لحود. ورد عليه بشار الأسد بطريقة جافة أن هناك تغييراً في السياسة وأنه اتخذ قراره، مضيفاً أنه يجب اعتبار لحود ممثله الشخصي في بيروت. ومعارضته تعني معارضة بشار الأسد".

وهدد الرئيس السوري الحريري ووليد جنبلاط "بالثأر جسدياً"، إذا ما أصرا على رفض الاعتراف بالدستور الجديد، وبالتالي القبول ببقاء إميل لحود في السلطة. "إذا أراد شيراك إخراجي من لبنان، صرخ الأسد، فإنني سأكسر لبنان، وإما أن تنفذ ما أقوله لك وإلا فسنطالك انت وعائلتك أينما كنتم".

المزيد من دوليات