ملخص
كشفت وزارة التعليم السعودية عن تطبيق الإطار الجديد للتقويم الدراسي اعتباراً من العام الدراسي المقبل، والذي سيبدأ الفصل الأول منه في الـ18 من أغسطس المقبل وينتهي في يونيو 2025.
في خطوة تهدف إلى تحسين تجربة التعليم وتلبية حاجات الطلاب في السعودية، أعلنت وزارة التعليم أخيراً تفاصيل العام الدراسي المقبل وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس"، إذ ستواصل الوزارة تطبيق نظام الفصول الدراسية الثلاثة في التعليم العام مع النظر في النظام الأنسب للأعوام الخمسة المقبلة.
ولم تقتصر الخطة على الجانب الأكاديمي فحسب بل امتدت لتشمل الجوانب المعيشية والاجتماعية للطلاب والطالبات، إذ أوضحت الوزارة تفاصيل الإجازات المتنوعة التي ستمنح للطلاب خلال العام الدراسي، بما في ذلك إجازات اليوم الوطني ونهاية الأسبوع المطولة والخريف ومنتصف العام وعيدا الفطر والأضحى.
ووفقاً لتقديرات المراقبين فإن هذا التغيير في الإطار الدراسي يوفر فرصة لتخفيف الضغط على الطلاب خلال فترة الاختبارات، مع توفير مزيد من فترات الراحة خلال الفصول الدراسية.
وكشفت وزارة التعليم السعودية عن تطبيق الإطار الجديد اعتباراً من العام الدراسي المقبل، والذي سيبدأ الفصل الأول منه في الـ18 من أغسطس (آب) المقبل، وستجري الوزارة دراسة لتقييم جدوى هذا الإطار ومدى قدرته على النهوض بمستقبل التعليم وتحقيق أهداف "رؤية 2030" وسيعرض نتائج هذه الدراسة في نهاية العام الدراسي المقبل، إضافة إلى الإطار الزمني المقترح للأعوام المقبلة مع الحفاظ على المدة الدراسية التي تبلغ نحو 180 يوماً.
تطوير التقويم التعليمي
أكد المشرف التربوي محمد الزارع "أن اعتماد الإطار الزمني للتقويم الدراسي لمدة خمسة أعوام مقبلة سيساهم في ترتيب جدول العام الدراسي وتنظيم خطط الأسر والمجتمع السعودي للإجازات الصيفية".
وأوضح الزارع "أن مدة الإجازة الصيفية للطلاب لا تقل عن شهرين وهي مدة مناسبة تتزامن مع الفترة الأشد حرارة في فصل الصيف"، وأشار إلى أن التقويم الدراسي لم يقلص هذه المدة، بل حافظ عليها عبر الأعوام الماضية باستثناء فترة جائحة كورونا.
وذكر المشرف التربوي أن التقويم الدراسي للعام المقبل يتضمن 10 إجازات تجاوزت الـ70 يوماً، موزعة على الفصول الدراسية الثلاثة في أوقات مناسبة للطلاب والمعلمين، مضيفاً "عودة نظام الفصلين تشكل عبئاً كبيراً على الطلاب"، وأشار إلى أن المصلحة العامة تتحقق من خلال تطبيق ما يسهم في رفع مستويات التحصيل الدراسي".
سياسات التعليم وآثارها
ومن جهته، أشار المستشار التعليمي عبدالرحمن العامري إلى أن السياسة التعليمية تشكل تحدياً كبيراً بالنسبة إلى الجهات التشريعية والتنفيذية، وذلك بسبب تأثيرها المباشر في مستقبل الأجيال المقبل.
وشدد العامري على "أهمية الدراسات الميدانية والبحوث العلمية قبل إقرار هذه السياسة، حتى تتم مراعاة الاختلافات والتأثيرات المحتملة كافة قبل التطبيق الشامل، وفي المقابل فإن إطالة فترة الدراسة تكون على حساب الإجازة الصيفية، والتي تشكل رافداً اقتصادياً مهماً للبلاد من خلال البرامج السياحية والثقافية والرياضية التي تنظم خلالها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويرى المستشار التعليمي أن هذه السياسة تتطلب دراسة معمقة وشاملة للآثار المترتبة عليها قبل اتخاذ أي قرار"، مشيراً إلى "أن زيادة فترة الدراسة تؤدي إلى نتائج سلبية كضعف الدافعية للتعلم وازدياد ظاهرة الغياب والتسرب، إضافة إلى الآثار السلبية على الأسرة والتأثير في تنمية المهارات الشخصية للطلاب".
ويؤكد الخبراء التربويون أن الإجازة الصيفية للطلاب ليست مجرد فترة راحة بل جزء أساس من العملية التعليمية والتربوية، فهذه الفترة تتيح للطلاب فرصة لتجديد طاقاتهم وزيادة حماستهم للتعلم في العام الدراسي المقبل.
وتلعب الإجازة الصيفية دوراً اقتصادياً مهماً إذ توفر فرص عمل موسمية للطلاب والشباب خلال فترة العطلات، وتدعم قطاعات السياحة والترفيه التي تشهد ازدهاراً خلال فصل الصيف مما يساعد على تخفيف الأعباء المالية على الأسر، وفي ضوء هذه الفوائد المتعددة يرى الخبراء أنها تعد حلقة أساس في العملية التعليمية لا يمكن الاستغناء عنها.
تأثير المناخ على نتائج التعليم
وفي هذا الصدد تثير التقارير المناخية الحديثة تساؤلات حول ما إذا كان تغير المناخ سيؤدي إلى تغييرات في التقويم الدراسي في السعودية، في حين أصدرت كل من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ومنصة "مجتمع أيون" ومركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية تقريراً مشتركاً بعنوان "مستقبل المناخ في المملكة العربية السعودية" في العام الماضي، وخلص هذا التقرير إلى أن تغير المناخ قد تكون له عواقب خطرة على البلاد، مما قد يدفع المسؤولين إلى إعادة النظر في إمكانية إجراء تعديلات على التقويم الدراسي في المستقبل، إذ يؤخذ المعيار المناخي أولاً في مسألة بدء العام الدراسي ونهايته في معظم البلدان تجنباً للفصول الحارة أو الباردة جداً، وبالتالي تسهيل الذهاب إلى المدرسة والعودة منها.
ومن جهته، أوضح نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ عبدالله المسند أن الموقع الجغرافي والظروف المناخية لها دور محوري في تحديد بداية ونهاية العام الدراسي ومدته في مختلف الدول، وبالنسبة إلى السعودية يقول إن فصل الصيف طويل ومرهق إذ يمتد لخمسة أشهر عوضاً عن ثلاثة مما يؤثر سلباً في العملية التعليمية.
ويشير المسند إلى أن "النظام القديم لبداية ونهاية العام الدراسي كان يراعي أن تكون فترة شدة الحر خارج نطاق العام الدراسي، وبخاصة عندما تتجاوز درجة الحرارة العظمى سقف الأربعينيات، نظراً إلى ما يسببه ارتفاع الحرارة من آثار سلبية على قدرة الطلاب على التركيز والأداء الدراسي فضلاً عن التوتر والقلق".
ويتوقع المسند أن التقويم الدراسي للأعوام الخمسة المقبلة سيواجه تحديات كبيرة بسبب الظروف المناخية القاسية خلال فصل الصيف، إذ تعد درجات الحرارة العالية أحد أبرز التحديات التي ستؤثر في الطلاب والمعلمين والإداريين على حد سواء، وبخاصة بين شهري يونيو (حزيران) وأغسطس اللذين يتزامنان مع بداية ونهاية العام الدراسي".