Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جونسون ينضم إلى ترمب في المطالبة باتفاق نووي جديد مع إيران

بيان بريطاني – فرنسي – ألماني مشترك يحمل طهران مسؤولية الهجوم على منشأتَي النفط في السعودية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إلى اليمين) ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خلال مشاركتهما بقمة مجموعة السبع في فرنسا في أغسطس 2019 (أ.ف.ب)

عشية انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، تتّجه الأنظار إلى ما قد تحمله كواليسها من جديد في ملف التوتّر بين واشنطن وطهران. الرئيس الأميركي دونالد ترمب وصف إيران بـ"دولة الإرهاب الأولى في العالم"، وأثنى على اقتراح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بأنه "حان الوقت للمضي قدماً وإبرام اتفاق (نووي) جديد" مع طهران. أما وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، فلم يغلق الباب أمام لقاء محتمل بين ترمب ورئيس بلاده حسن روحاني، مشترطاً في الوقت ذاته ألا يكون الأمر مجرد صورة من دون نتائج ملموسة.
وبعد اتهامه المباشر لإيران في وقت سابق بالوقوف وراء الهجمات على منشأتَي بقيق وخريص النفطيتين السعوديتين، صرح رئيس الوزراء البريطاني في مقابلة مع قناة سكاي نيوز التلفزيونية اليوم الاثنين، "كيف نردّ على ما فعله الإيرانيون بشكل صريح؟ ما تفعله المملكة المتحدة هو محاولة جمع الناس معاً وتهدئة التوتر". وأضاف "مهما كانت اعتراضاتكم على الاتفاق النووي القديم مع إيران، حان الوقت للمضي قدماً وإبرام اتفاق جديد".
وصدر في وقت لاحق الاثنين بياناً ثلاثياً مشتركاً بعد لقاء جمع كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك،  اعتبر أنه "من الواضح أن إيران مسؤولة عن الهجوم على منشأتَي نفط في السعودية". وطالب البيان طهران بـ"الامتناع عن القيام بأي استفزاز جديد" في الخليج.
ولفت البيان البريطاني – الفرنسي – الألماني المشترك، إلى أن "الهجوم يظهر الحاجة للدبلوماسية لتهدئة التوتر بمشاركة كل الأطراف".
وقالت الحكومات الثلاث في البيان إن "الوقت حان لإيران كي تقبل بإطار مفاوضات طويل الأمد على برنامجها النووي وكذلك على القضايا الأمنية الإقليمية، والتي تشمل برامجها الصاروخية".
كما ذكر الرئيس الأميركي إنه سيتحدث عن إيران خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء. وقال للصحافيين عقب لقائه برئيس وزراء سنغافورة لي هسيين لونج إن إيران واقعة تحت "ضغوط أكثر من أي وقت مضى" نتيجة حملة الضغوط القصوى الخاصة بالعقوبات الاقتصادية. وأضاف "كثير من الأمور تحدث فيما يتعلق بإيران... أكثر مما تعرفون. سأتطرق إليها قليلاً غداً".

"لن نتفاوض"
 

واستدعت تلك المواقف رداً إيرانياً، صدر على لسان مسؤول كبير في طهران أفاد وكالة رويترز بأن مطالب الولايات المتحدة بتغيير الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى العالمية غير مقبولة.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه، "لن نتفاوض أبداً على اتفاق استغرق منا التوصل إليه سنوات. القيادة الإيرانية تدعم الدبلوماسية، لكن إذا كان الأميركيون يرغبون في تهدئة التوتر فينبغي أن يرفعوا العقوبات وينهوا الضغط على طهران".
 

اجتماع محتمل بين ترمب وروحاني
 

الرئيس الأميركي سارع إلى تأييد مقترح جونسون، قائلاً إنه يحترمه ولم يفاجأ بطرحه للفكرة. كما وصف إيران بأنها "دولة الإرهاب الأولى في العالم"، إلا أنه قال إنه "إذا أرادت طهران أن تساعد على إنهاء الحرب في اليمن فهذا شيء إيجابي". وكان ترمب أجاب في وقت سابق الاثنين، على سؤال بشأن احتمال اجتماعه بروحاني على هامش أعمال الجمعية العامة قائلاً "سنرى ما سيحدث".
ورداً على السؤال ذاته، قال وزير الخارجية الإيراني الاثنين إن بلاده لا تغلق "الباب أمام المفاوضات"، مضيفاً "لكن إذا كان ذلك لمجرد التقاط صورة" من دون نتيجة ملموسة "فلن يسهم ذلك سوى بزيادة صعوبات الإيرانيين الاقتصادية". وتابع "ما نحتاج إليه هو الصدقية" في حال تم اللقاء، مندداً بـ"تخلي الأميركيين عن عدد من التعهدات الدولية، كالاتفاق النووي الإيراني والاعتراف الأحادي بالقدس عاصمةً لإسرائيل".
كما تطرّق ظريف إلى خطة التعاون الإقليمي التي سيقدّمها روحاني هذا الأسبوع في الأمم المتحدة تحت عنوان "تحالف للأمل"، موضحاً أنها ترتكز إلى "مبدئين هما الامتناع عن العدوان والامتناع عن التدخّل" في شؤون الدول. وأمل في أن يضمّ هذا التحالف إلى جانب إيران دولاً كالعراق وقطر وعمان والكويت والإمارات والسعودية أيضاً. وأضاف ظريف أن اليمن الذي يشهد حرباً وحيث الوضع "لا يزال غامضاً" قد ينضم إلى التحالف لاحقاً. ودعا إلى وضع هذا التحالف "تحت رعاية الأمم المتحدة" لتأمين "صلة مع المجتمع الدولي".
 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ماكرون يواصل مساعيه
 

وفي وقت يترقّب العالم مصير الاجتماع المحتمل بين الرئيسين الأميركي والإيراني، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيعقد يومي الاثنين والثلاثاء لقاءات منفصلة مع ترمب وروحاني، في إطار سعيه إلى عقد اجتماع مباشر بين الرجلين للتخفيف من حدّة التوتر بين بلديهما في منطقة الخليج بشكل خاص. وقال ماكرون "عقدت لقاءً غير رسمي مع ترمب هذا الصباح، وسألتقي روحاني هذا المساء، ومجدداً ترمب غداً الثلاثاء".
وتصاعدت حدة التوتر بين واشنطن وطهران منذ انسحاب الأولى الأحادي من الاتفاق النووي في مايو (أيار) 2018، وفرضها عقوبات اقتصادية قاسية على إيران، التي ردت بالتراجع التدريجي عن التزاماتها بموجب الاتفاق. وتفاقمت الأزمة بين البلدين عقب الهجوم الذي استهدف منشآت "أرامكو" النفطية في السعودية السبت 14 سبتمبر (أيلول) الحالي، الذي اتهمت كل من واشنطن والرياض، طهران بالوقوف خلفه.
ورداً على تلك الهجمات، فرضت الولايات المتحدة الجمعة الماضي، مجموعة جديدة من العقوبات على إيران، استهدفت معظمها مصرفها المركزي الذي أُدرج على القائمة الأميركية السوداء.
وعلّق روحاني اليوم الاثنين على الإجراءات الأميركية، معتبراً أن فرض عقوبات على "المركزي الإيراني" للمرّة الثانية يشير إلى "يأس واشنطن في وجه المقاومة الإيرانية". وأضاف أن الوضع أصبح "متفاقماً" في المنطقة، ملقياً باللوم في ذلك على الولايات المتحدة.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط