ملخص
تتوالى أنباء اعتزال اللاعبين والمدربين بعد موسم شاق في كرة القدم الأوروبية وفترة راحة قصيرة قبل البطولات القارية والأولمبياد
أوشك موسم (2023 - 2024) على الانتهاء في غالبية مسابقات ودوريات كرة القدم الأوروبية بعد أشهر شاقة من المنافسات محلياً وقارياً، التي لن يجد بعضهم مهرباً منها لفترة طويلة مع استعدادات المنتخبات الوطنية في أوروبا وأميركا الجنوبية لخوض غمار بطولتي "يورو 2024" و"كوبا أميركا 2024"، قبل خوض عدد من المنتخبات الأولمبية مسابقة كرة القدم في دوري الألعاب الصيفية بباريس.
وخلال الأيام الماضية والساعات الأخيرة سارع عدد من نجوم اللعبة الكبار سواء اللاعبين أم المدربين لإعلان الاعتزال النهائي أو الدولي، أو البدء في فترات راحة غير معلومة الأمد.
وباغت لاعب الوسط الدولي الألماني توني كروس جماهير ناديه ريال مدريد بطل الدوري الإسباني بالإعلان الثلاثاء الماضي نيته اعتزال اللعب عقب بطولة أوروبا التي تستضيفها ألمانيا بين الـ14 من يونيو (حزيران) والـ14 من يوليو (تموز)، مما يعني أن المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا أمام بوروسيا دورتموند الألماني في الأول من يونيو بإستاد "ويمبلي" ستكون الأخيرة للنجم الألماني بقميص "لوس بلانكوس".
وتحت سقف ملعب "سانتياغو برنابيو" الجديد المذهل ستودع الجماهير، التي ستملأ الملعب بالكامل، لاعبها المحبوب وأحد عظماء النادي الذي سيخوض مباراته الأخيرة على هذا الملعب بعد 10 سنوات رائعة مع العملاق الإسباني.
ويمكن أن تضيف حفلة وداع كروس أهمية إضافية لريال مدريد الذي خاض مباريات غير مهمة خلال الأسبوعين الماضيين بعد حسم اللقب المحلي للمرة الـ36 معززاً رقمه القياسي في الرابع من مايو (أيار)، وبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا بفوزه على بايرن ميونيخ في قبل النهائي القاري بعدها بأربعة أيام.
ولن يكون كروس المخضرم الوحيد الذي سيعلق حذائيه بعد "يورو 2024"، إذ يعتزم المهاجم الفرنسي أوليفييه جيرو اعتزال اللعب على المستوى الدولي بعد بطولة أوروبا، قائلاً إنه يريد الحرص على عدم خوض كثير من البطولات والمباريات خلال موسم واحد.
وشارك جيرو، الذي رحل عن ميلان الإيطالي للانضمام إلى لوس أنجليس الأميركي في وقت سابق من هذا الشهر، في 131 مباراة دولية مع منتخب فرنسا وكان لاعباً أساسياً في الفريق الفائز بكأس العالم 2018.
وجيرو (37 سنة) هو الهداف التاريخي للمنتخب الفرنسي الأول برصيد 57 هدفاً بعد تجاوزه تييري هنري خلال كأس العالم 2022.
وقال جيرو لصحيفة "ليكيب" في مقابلة نشرت أمس الخميس "لأكون صادقاً، ستكون هذه آخر بطولة أشارك فيها مع المنتخب الفرنسي، سأفتقده كثيراً بالطبع".
"لكني أعتقد أن المنتخب الفرنسي سينتهي بعد بطولة أوروبا، نحن بحاجة إلى إفساح المجال أمام اللاعبين الشبان، عليك أيضاً أن تكون حريصاً على عدم خوض كثير من البطولات خلال موسم واحد، عليك إيجاد التوازن الصحيح".
وأضاف "كنت دائماً أقول إنني سأتوقف عندما يطلب مني جسدي ذلك، أعتقد أنه لا يزال أمامي عامين كاملين، لكن في ما يتعلق بالمنتخب الفرنسي، أعتقد أن هذه ستكون نهاية المسيرة".
وكانت آخر مرة رفعت فيها فرنسا كأس بطولة أوروبا في عام 2000، وخرجت من دور الـ16 في بطولة 2020 أمام سويسرا، وستواجه النمسا في مباراتها الأولى بدور المجموعات في الـ17 من يونيو ثم تلتقي مع هولندا وبولندا.
ورداً على سؤال عما إذا كانت لديه أي أهداف للبطولة الأوروبية، قال جيرو "لا ليس لدي أي أهداف حقاً".
وأضاف "إنها حقاً الرغبة في الوصول إلى أقصى حد ممكن في البطولة مع هذا الجيل الذي يحفزني".
"إذا فزت باستثناء الدوري الإنجليزي الممتاز الذي من الصعب جداً الفوز به، فسيمكنني القول إنني فزت بكل شيء، ثم سمعت كثيراً عن بلوغ رقم 60 هدفاً مع المنتخب الوطني، نراقب ماذا سيحدث، لكنه ليس هاجساً".
وأعلن أمس الخميس حارس مرمى منتخب كوستاريكا كيلور نافاس اعتزال اللعب على المستوى الدولي، ليضع حداً للإشاعات التي تحدثت عن مشاركته في "كوبا أميركا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومنذ ظهوره الدولي الأول في 2008 شارك نافاس (37 سنة) في 114 مباراة دولية مع منتخب بلاده ومثل كوستاريكا في ثلاث نهائيات لكأس العالم، وساعد الفريق في بلوغ دور الثمانية في نسخة البرازيل في 2014.
وبعد مشاركته الأخيرة مع منتخب بلاده في مباراة ودية في مواجهة الأرجنتين في مارس (آذار) الماضي، فإن إعلان نافاس يعني عدم مشاركته في "كوبا أميركا" المقبلة التي ستقام في أميركا ما بين الـ20 من يونيو والـ14 من يوليو.
ولعب نافاس لباريس سان جيرمان بطل فرنسا منذ 2019، وأمضى العام الماضي معاراً إلى نوتنغهام فورست الإنجليزي، وسينتهي عقده الحالي في يونيو المقبل.
وتوج نافاس بلقب الدوري الفرنسي مع سان جيرمان ثلاث مرات، بما في ذلك اللقب الأخير في الشهر الماضي، وهو اللقب الـ12 للنادي الباريسي، وهو أيضاً رقم قياسي غير مسبوق.
وسبق لنافاس أيضاً اللعب لريال مدريد الإسباني وفاز معه بلقب دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات.
ولم يقف الأمر عند نجوم اللعبة الذين يداعبون الكرة فوق المستطيل الأخضر بل امتد إلى المدربين، إذ أعلن المدرب الإيطالي المخضرم كلاوديو رانييري، الذي سبق له قيادة ليستر سيتي للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم في 2016 في مفاجأة كبيرة، اعتزاله التدريب في عمر 72 سنة.
وفي آخر مباراة لرانييري على رأس الجهاز الفني خسر فريقه كالياري بنتيجة (2 - 3) أمام فيورنتينا أمس الخميس، بينما تلقى تحية حارة من الجمهور في ملعب سردينيا إلى جانب وداع لائق من جانب اللاعبين.
وقال رانييري الذي سبق له تدريب كالياري في 1988 للصحافيين أمس الخميس "لكل شيء بداية ونهاية، من الإنصاف حقاً إغلاق الدائرة بهذه الطريقة في المكان الذي بدأت فيه، وهو شيء حلمت به وكان الحلم رائعاً".
وسبق لرانييري أيضاً تدريب فرق عدة إيطالية منها يوفنتوس وروما وإنتر ميلان، ويشتهر بصفة خاصة بقيادته ليستر سيتي للفوز بلقب الدوري الممتاز في إنجاز تجاوز كل التوقعات.
كما سبق وتولى رانييري تدريب تشيلسي وفولهام وواتفورد في الدوري الإنجليزي الممتاز، إلى جانب فالنسيا وأتليتيكو مدريد في إسبانيا.
وقال رانييري "الحظ لا يأتي إليك لكن عليك السعي إليه ولقد حالفني الحظ، إذ أردت أن أكون لاعب كرة قدم ونجحت في تحقيق ذلك، وبعد ذلك وبعد بلوغي الـ30 (من العمر) حاولت التأكد من أنني أفهم كرة القدم وحاولت ونجحت".
"كلاعب كرة قدم لم أكن بطلاً كبيراً لكني استمتعت كثيراً كمدرب، وبالنسبة إلي فإنني شرفت بالانتماء إلى عالم كرة القدم".
وبينما قرر رانييري اعتزال التدريب نهائياً، قرر الألماني يورغن كلوب الحصول على راحة طويلة من التدريب بعد نهاية عقده مع ليفربول الإنجليزي، وقال للصحافيين بعد فوزه فريقه على ولفرهامبتون في الجولة الـ38 من الدوري الإنجليزي الممتاز "انتهت فترة وجودي في إنجلترا لأنني لن أدرب فريقاً آخر هنا، إذا دربت مرة أخرى فلن يكون في الدوري الإنجليزي".
ورداً على تخطيطه لمستقبله قال "مستقبلي؟ ستكون فترة راحة كبيرة بالتأكيد".
