Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف جعل جوزيه مورينيو نفسه مطلوباً من جديد؟

المدير الفني السابق لمانشستر يونايتد يسرق الأضواء على "سكاي سبورتس" ويبدو أن مسيرته الإعلامية المتألقة في انتظاره إذا أراد ذلك

البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني السابق لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي (رويترز)

ها قد اتضح أن جوزيه مورينيو ناقد كروي رائع، وربما هذا لم يكن مفاجأة، بالنظر إلى حبه الكاميرا وثقته وتقديره لذاته مع بعض الاشمئزاز الخفي تجاه كل شخص آخر في الغرفة، وهذه قد تكون الصفات نفسها التي أسهمت في حدوث توقف غير متوقع لمسيرته التدريبية، لكن نقلهم إلى الاستوديو أسهم في نجاحه بشكل مذهل.

فعندما تشاهد مورينيو في مبارياته شبه العادية عبر شبكة "سكاي سبورتس" هذا الموسم، تشعر بالدهشة من أمرين، أولاً المغناطيسية الشفوية في طريقة خطاباته، فقد لا يكون مورينيو محبباً للجميع كمدير فني، لكنه متحدث موهوب حقيقي، ومميز من حيث النغمة والإيقاع والطريقة التي يتوقف عندها لثانية واحدة ليوضح بعض النقاط المهمة، فإنها الطريقة نفسها التي يمتلكها السياسيون أو الدعاة العظماء، "دع الحرية تسود"، أو "الشيء الوحيد الذي يجب أن نخشاه هو الخوف نفسه"، أو "لاكازيت، بالنسبة لي، لا تتمتع بهذه الجودة".

لكن ربما يكون أكبر كشف على الإطلاق هو الهُوة المطلقة في الفهم، وهذا واضح فقط عند وضع مورينيو إلى جانب شخص مثل غرايم سونيس الذي تولى آخر منصب إداري عام 2006، أو جيمي ريدناب قائد فريقه والمعتزل منذ سنوات، فتجد أن المدير الفني الكبير مورينيو يدرك كرة القدم بمستوى يفوق كثيراً مستوى أي شخص آخر، حيث يتطلب الأمر في الواقع اتصالاً رئيساً مثل مورينهو لسد الفجوة بين الاثنين، حيث تجد مورينيو يشرح الفروق المعقدة بين الأفعال الدفاعية وخطة الخصم، قائلاً "هناك شيء كالنظام التكتيكي، والشيء الآخر هو مبادئ اللعب"، وفي الوقت نفسه يؤكد سونيس أنه "يجب أن تضع الكرة في الشباك"، ما يجعلك تشعر وكأنهم يتحدثون بلغات مختلفة.

وهكذا يبدو أن مهنة البث المتلألئة والمنتظرة تنتظر مورينيو، إذا أراد ذلك فقط، لكن للأسف تشير جميع الدلائل المبكرة إلى أن مورينيو يرى أن التلفزيون مجرد امتداد للرؤية الأوسع، وهى إعادة تأهيل نفسه قبل العودة إلى إدارة الأندية الكبيرة، وبالفعل بدأت الألسنة تتحدث عن أن بداية ريال مدريد غير الجيدة للموسم قد تقود مورينيو لتولي زمام الفريق، خصوصاً في ظل إعجاب فلورنتينو بيريز به، وكفاح زين الدين زيدان للسيطرة على غرفة ملابس الفريق، فيا إلهي، هل نحن حقاً سنفعل هذا من جديد؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكما قال ماركس "يعيد التاريخ نفسه مرة كمأساة، ومرة ثانية كمهزلة"، وثالثة كحفل صحافي مصمم بدقة في مدريد لموقع "لايف سكور"، وعلى خشبة المسرح مع صامويل إيتو ورئيس الدوري الإسباني خافيير تيباس، قال مورينيو "ريال مدريد كان أفضل تجربة لي بسبب ما تعلمته كمدرب وكرجل، كانت أفضل ذكرى في حياتي المهنية، كانت فترة رائعة".

وبطبيعة الحال، قد يكون هذا بمثابة مفاجأة لأولئك الذين كانوا في غرفة خلع الملابس بمدريد خلال موسم مورينيو السام في "برنابيو"، الذي فشل خلاله في الفوز بأي لقب، وخرج بشكل لا رجعة فيه مع لاعبين كبار، وأصبح مهووساً بالخونة والتسريبات، واعترف في ذلك الوقت "هذا هو أسوأ موسم في حياتي المهنية"، لكن بعد ذلك، حدث معه كما يحدث معنا جميعاً، فقد نضج بفعل الوقت والمسافة، وعلم أنه كان اختباراً حقيقياً.

وهكذا خلال الأسابيع الأخيرة، كان مورينيو يقوم بجولاته الإعلامية على نحو متقن، ليتأكد من أنه عندما يأتي العمل المناسب سيكون جاهزاً. وهناك تحدث على موقع "جو. كوم. يو كيه" عن حبه مسلسل بيكي بليندرز وبرايان كلوف، وكيف التقى ذات مرة مع آل باتشينو في لوس أنغلوس، وهناك في إذاعة الكاميرون، تحدَّث حول كيفية فوز صامويل إيتو بجائزة الكرة الذهبية، وعلى خشبة المسرح مع إيتو، وكشف أنه لا يزال يشارك مجموعة واتساب مع أعضاء فريق إنتر ميلان الذي فاز بدوري أبطال أوروبا في عام 2010، كصديق أولاً ومدير فني ثانياً مهووس بخطة 4-5-1 ثالثاً.

العنوان الفرعي لكل هذا لا لبس فيه، فمورينيو يعرف مثله مثل كل مدير فني خارج العمل، أنه عندما تأتي الوظيفة التالية، فلن يكون في نادٍ نموذجي بهيكل وظيفي، بل سيكون في قيادة فريق عملاق يعاني السقوط والفخر المشوه، وهكذا من الأفضل أن يعيدهم إلى الأسبقية؟ هل تعتقد أن آل باتشينو لديه فكرة من هو ماوريسيو بوتشيتينو أو ماكس أليغري؟ بالطبع لا، جوزيه فقط هو الذي يناسب هذه الأفكار، وفي هذه الأندية تشبه فيها الأفكار والشخصية أهمية الجوائز، ولذلك فإن شخصية مورينيو الرائعة قد تخرجه من الباب.

وربما هناك مثال أوسع هنا، ففي جميع أنحاء العالم، تتجه المجتمعات إلى الرجل القوي بحثاً عن إجابة لمشاكلها، وكطفل في الديكتاتورية الفاشية في البرتغال، كان مورينيو دائماً يقدّر رجولته الأساسية كنوع من النظام، وباع مهاراته الخاصة على هذا الأساس، للتكيف مع قصيدة مايكل روزين المشهورة، يصل جوزيه مورينيو كصديق لك، سوف يستعيد شرفك، ويجعلك تشعر بالفخر، ويذكرك بمدى عظمتك ذات يوم، ويخلصك من الفساد والفاسدين، وفقط في وقت لاحق هل تدرك أنه يجلب معه جنون العظمة العميق، وكم عداء لا داعي له وسفك للدماء.

ومع ذلك، تجد هناك بيريز، يتساءل عما إذا كان مورينيو قد يكره إدارة الفريق للقب أو اثنين، وهناك أدريان دورهام في راديو "تووك سبورت" يدافع عن مورينيو ويرشحه لتدريب أرسنال على أساس أنهم بحاجة إلى شخص يذهب إلى هناك ويهز النادي، وفي هذه الأثناء، يكون مورينيو في انتظار المكياج، ليخرج على الهواء بعد عشر دقائق، وكما هو الحال دائماً، يجعلنا نتابعه في كل خطوة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة