Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مع التطمينات السعودية... النفط يحافظ على موجة الصعود فوق 64 دولارا

الأسواق عادت للتعافي مع انحسار المخاوف وسدّ فجوة الإمداد

هدأت أسواق النفط العالمية بفضل تعهّد السعودية استعادة الإنتاج الكامل بنهاية سبتمبر الحالي (أ.ف.ب.)

فيما بدأت السوق تتجه نحو استقرار "جزئي" مع استمرار صعود أسعار النفط منذ هجمات السبت الماضي على معامل تابعة لشركة "أرامكو" السعودية، توقع تجار وعاملون في سوق النفط أن تبدأ تداعيات الهجوم في الظهور خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

وفي تعاملات اليوم الخميس، ارتفعت أسعار النفط في المعاملات الآسيوية، بعد اضطراب لأيام، لتهدأ الأسواق بفضل تعهّد السعودية استعادة الإنتاج الكامل بنهاية سبتمبر (أيلول) الحالي. وزادت العقود الآجلة لخام برنت ثمانية سنتات إلى 64,82 دولاراً للبرميل، في حين تقدم الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 14 سنتا إلى 58.25 دولار للبرميل.

يأتي انحسار المخاوف بعد قفزة بنحو 14.6 بالمئة في أسعار برنت خلال تعاملات الاثنين الماضي، الأكبر بالنسبة المئوية في يوم واحد لعقد الخام منذ 1988 في الأقل، عقب إعلان السعودية جدولا زمنيا للتشغيل الكامل، وقولها إنها استطاعت العودة بإمدادات العملاء إلى مستويات ما قبل الهجمات عن طريق السحب من مخزوناتها النفطية.

أميركا تدرس عدة خيارات للرد

وتقول السعودية، وهي أكبر مصدر للنفط في العالم، إن الهجوم الذي شلّ موقعين نفطيين لها كان "بدعم لا يمكن دحضه" من إيران. في وقت ذكر الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن هناك خيارات عديدة آخرها الحرب، مضيفا أنه أمر الخزانة الأميركية "بتكثيف شديد للعقوبات" المفروضة على إيران، والتي تنفي ضلوعها في الهجمات.

وقال مايكل مكارثي، كبير محللي الأسواق لدى "سي.إم.سي ماركتس" في سيدني، إن "الأسعار قد تكون عثرت على نقطة توازن لبعض الوقت"، وأضاف أن تعافيا سريعا في إنتاج النفط السعودي سيؤكد أن التعطل كان مؤقتا.

وتقدّر شركة كايروس لتحليلات النفط أن السعودية فقدت نحو 3.4 مليون برميل يوميا من الإنتاج بعد تراجع مخزونات الخام نحو عشرة ملايين برميل في 16 سبتمبر (أيلول)، مقارنة مع مستويات ما قبل الهجمات.

وعلى الرغم من هذا، قال مدير وكالة الطاقة الدولية "إنه لا يرى حاجة إلى الإفراج عن مخزونات الطوارئ لأن الأسواق تتلقى إمدادات جيدة".

المخزون السعودي أسهم في سدّ الفجوة في الإمدادات

في سياق متصل، يقول تجار ومحللون إن قدرة السعودية على تحاشي ظهور أزمة في إمدادات النفط العالمية لن تتضح إلا خلال بضعة أسابيع، وذلك لأن مخزون النفط السعودي يمكن أن يسدّ الفجوة ويغطي حجم الضرر الذي لحق بمنشآتها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعلنت وزارة الطاقة السعودية أن إنتاج البلاد سيعود لمستوياته الطبيعية خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، وهو ما يعني عودته إلى نحو عشرة ملايين برميل يوميا، وذلك بعد الهجمات على موقعين يتوليان معالجة وتنقية نحو 5.7 مليون برميل يوميا.

وبينما تجرى الإصلاحات، وعدت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، بمواصلة تزويد سوق النفط الخام بمخزوناتها القائمة بالسعودية وخارجها، والتي قُدرت في يوليو (تموز) الماضي بنحو 180 مليون برميل.

وقال أحد كبار المتعاملين الأوروبيين "جانب كبير من الكميات المقرر وصولها في أكتوبر (تشرين الأول) كانت بالفعل في المياه (في ناقلات مبحرة)، ولذا فإن الفجوة ستظهر قرب أواخر أكتوبر (تشرين الأول). حدث تدافع جنوني على أسواق العقود، لكن التدافع في المعاملات الفورية سيأتي فيما بعد".

وسيتوقف موعد بدء أي تدافع على الخام في المعاملات الفورية على وجه الدقة على مستوى المخزونات السعودية وطول الفترة التي تحتاجها الرياض لتأمين حصول الزبائن على المخصصات الكاملة.

أرامكو تخطر 6 شركات باستمرار تزويدها بالنفط

وأخطرت شركة أرامكو ما لا يقل عن ست من شركات التكرير في آسيا أنها ستزودها بالمخصصات الكاملة من النفط الخام في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، لكن شركة واحدة في الأقل تلقت معلومات عن تغيير الخام.

وتتسلم شركات التكرير الأوروبية والتركية الخام العربي الخفيف من سيدي كرير في العادة، وهي أكثر الشركات عرضة لخطر اضطراب الإمدادات. وقال مصدر مطلع بالصناعة إن شركة تكرير أوروبية واحدة في الأقل لم تتلقَ من الرياض أي مواعيد للشحن في أكتوبر (تشرين الأول).

ووفقاً لرويترز، قال مصدر في أرامكو إن مجمع بقيق يعمل بالفعل ويتولى معالجة مليوني برميل في اليوم بالمقارنة مع 4.9 مليون برميل يوميا قبل الهجوم.

لكن أرامكو لم تقدم تفاصيل تُذكر عن حجم الضرر الذي لحق بالموقعين. فقد ثارت مخاوف حول مدى السرعة التي يمكن بها إتمام الإصلاحات، وذلك بفعل روايات شهود عن نشوب حرائق هائلة بسبب الهجمات وصور غير واضحة من الأقمار الصناعية تبين مواقع محترقة.

وقالت شركة إنرجي أسبكتس الاستشارية في مذكرة "يقول خبراء هندسيون إن تقييم الضرر وحده كان يجب أن يستغرق أسابيع، بخاصة وأن العمال لم يُسمح لهم بالعودة إلى مجمع بقيق إلا (يوم الثلاثاء) للمرة الأولى". وأضافت "من المرجح ألا يتضح حجم الضرر بالكامل إلا في الأسابيع المقبلة".

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز