Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الزعيم السياسي بين إرثي البطل القومي أو المتلاعب بأحلام الشعوب

بعضهم تمكن من تغيير طبيعة أناس مسالمين من خلال جرهم نحو الحروب

معظم الزعماء السياسيين الشرسين يعتبرون مستبدين من منظور شعبي حداثي (موقع بيكساباي)

ملخص

ينظر بعضهم إلى أشرس زعماء العالم قديماً بوصفهم الزعماء السياسيين الحقيقيين، ذلك أنهم عبروا عن طموحات وتطلعات شعوبهم بشجاعة ووضوح، ومن أشهر هؤلاء جنكيز خان وأدولف هتلر وجوزيف ستالين، وفي المقابل صار بعض الزعماء بمثابة أيقونات عالمية ساطعة أمثال المهاتما غاندي ونيلسون مانديلا وتشي غيفارا.

لا يتمتع كل رئيس دولة أو رئيس حكومة في أي بلد في العالم بالزعامة السياسية، فالتجربة العملية للشعوب أثبتت أن هناك زعماء سياسيين نالوا هذا اللقب لأنهم جاؤوا من خارج السلطة أو بعد أن خرجوا منها، بل إن لقب الزعيم السياسي يكاد يكون مقتصراً حديثاً على الزعامات الاجتماعية التي دفعتها الشعوب نحو ممارسة العمل الديمقراطي والسياسي، كونها تمكنت من معرفة ما يريده عامة الناس، والأهم من ذلك تمكنها من تغيير طبيعة الشعوب نحو الأفضل وعكس صورة إيجابية وحقيقية عن تلك الشعوب المسالمة.

زعماء وثائرون

 لذلك ينظر كثيرون إلى زعامات اجتماعية بعد تحول عدد منها مع الوقت إلى ثوار سياسيين، بوصفهم الزعماء الشرعيين لهم، ومن أمثال هؤلاء المهاتما غاندي ونيلسون مانديلا وتشي غيفارا.

وفي المقابل ينظر آخرون إلى أشرس زعماء العالم قديماً بوصفهم الزعماء السياسيين الحقيقيين، ذلك أنهم عبروا عن طموحات وتطلعات شعوبهم بشجاعة ووضوح، ومن أشهر هؤلاء جنكيز خان وأدولف هتلر وجوزيف ستالين.

زعماء مستبدون

ومن الواضح أن الزعماء السياسيين الشرسين هم من منظور شعبي حداثي زعماء مستبدون، إذ تؤكد مقالات عبر الموسوعة العلمية الأوروبية ومواقع إعلامية وسياسية متخصصة على الإنترنت، أن الزعماء السياسيين المستبدين أو الشرسين لديهم خصلة واحدة مشتركة، وهي قدرتهم على تغيير طبيعة الشعوب التي يحكمونها من خلال المال والقوة الغاشمة، وذلك بهدف جر تلك الشعوب نحو حروب طاحنة وعبثية تكون ضحيتها مئات أو ألوف منهم، في سبيل تحقيق أحلام هؤلاء الزعماء وطموحاتهم الشخصية.

زعامة موقتة

ومع أن فترة زعامة كثير من هؤلاء لا تتجاوز في كثير من الأحيان عقداً من الزمن، إلا أن بعضهم نجح خلال فترة حكمه في تغيير طبيعة المجتمع وقيادة الشعوب المسالمة، وجرها عنوة نحو حروب طاحنة، ويعد أدولف هتلر واحداً من أكثر الزعماء السياسيين المعاصرين ميلاً إلى التطرف والعنصرية، إذ قيل إنه استغل طبيعة فئة قليلة من المجتمع وقاد الشعب الألماني قبل الحرب العالمية الثانية نحو كارثة سياسية واقتصادية محققة.


بعد انتهاء الزعامة

ومع أن المعارك الطاحنة بعد الحرب العالمية الثانية أسفرت عن تحميل ألمانيا وحدها مسؤولية الحرب العالمية وإرغامها على دفع تعويضات طائلة للحلفاء، إلا أن الشعب الألماني نجح بعد انتهاء تلك الزعامة في صياغة نظام سياسي واقتصادي يُعد اليوم من أنجح الأنظمة في العالم وأكثرها استقراراً.

قبل الحرب العالمية الثانية

وتعد فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية الفترة الذهبية التي ظهرت خلالها موجة من الزعماء السياسيين المستبدين أمثال هتلر وبنيتو موسوليني وغيرهما من الزعماء، وقاد هؤلاء شعوبهم والعالم نحو مذابح طاحنة زاد عدد ضحاياها على 60 مليون إنسان، لكن ظاهرة الزعماء السياسيين الدمويين والتوسعيين من هذا النوع تراجعت كثيراً خلال الوقت الحالي، مما قاد إلى فترة من الازدهار والرفاهية لبعض الشعوب.

ألمانيا الاتحادية

 نجحت ألمانيا الاتحادية الحديثة مثلاً بعد انتهاء حكم النازية في تشكيل نظام حكم ديمقراطي منفتح على العالم، ووصلت إلى اقتصاد قوي ولديها الآن وفق موقع " داتش لاند" واحد من أكثر القطاعات العلمية حداثة وابتكاراً في العالم، مما يعني أن فترة الزعامات السياسية المستبدة مهما طالت وامتدت لا تمثل سوى حقبة زمنية بسيطة من حياة الشعوب ذات الطبيعة المسالمة.

صيرورة تاريخية

ومع ذلك يظل هناك بشكل دائم فئة من الزعماء السياسيين الذين يطمحون إلى الحكم طويلاً ولعقود من الزمن، ولو كان ذلك على حساب الشعوب التي يحكمونها بالقوة.

خلال التاريخ القديم والمعاصر

وخلال التاريخ القديم والمعاصر ظهرت مجموعة من الزعامات الاجتماعية والسياسية التي نجحت في تغيير طبيعة الشعوب من الحسن إلى السيئ والعكس، وانقسمت هذه الزعامات إلى قسمين رئيسين، الأول يضم فئة من الزعماء الذين أصبحوا أمثلة خالدة لتغيير الشعوب نحو الأفضل لأن هذه الفئة عبرت بصدق عن ضمير الأمة، ووصِف بعضهم أنهم عكسوا صورة إيجابية وناصعة عن مجتمعاتهم لدرجة أن شعوبهم وكثيراً من شعوب الأرض عدتهم بمثابة أبطال قوميين خالدين.

أيقونات عالمية

 وصار بعض هؤلاء الزعماء بمثابة أيقونات عالمية ساطعة، ووصِف بعضهم من أمثال مهاتما غاندي ونيلسون مانديلا وتشي غيفارا بأنهم ثائرون استثنائيون، أما القسم الثاني فهم من فئة الزعماء السياسيين المنبوذين تاريخياً وواقعياً، ذلك أن ذكرهم ترسخ لدى الشعوب على أنهم استغلوا بعض صفات شعوبهم السلبية وحرفوا طبيعة الشعوب وأقاموا زعامتهم على أفكار مثل التعصب العرقي والمذهبي والطائفية، لذلك اتُهموا بأنهم كرسوا زعامتهم لتحقيق مصالح شخصية ولو كان ذلك على حساب مصالح أوطانهم ومعاناة الآخرين، وهؤلاء ذكرهم التاريخ بوصفهم ديكتاتوريين أو زعماء سياسيين فاسدين.

من هو الزعيم السياسي؟

لا يأخذ كل من هو في السلطة لقب زعيم سياسي لأن الزعيم السياسي الحقيقي هو من تكون بيده السلطة النهائية، حتى لو كان غير حاصل على لقب أو منصب، ومن المؤكد أن الزعيم السياسي يكون أيضاً قادراً أثناء فترة حكمه على تغيير كثير من طبائع الشعوب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


متلازمة مهمة

وهناك متلازمة مهمة ترافق ظهور الزعيم السياسي وتسهم في تحديد نوعه أو طبيعته، وهي الرصيد الأخلاقي الكبير لدى الشعوب العريقة أو ما يسمى "المخزون الثقافي للأمم"، ويعد الرصيد الأخلاقي الإيجابي لدى الشعوب بمثابة العامل الذي يستحيل تغييره من قبل الزعماء السياسيين، إذ تَبني الشعوب أخلاقها عبر تراكمات زمنية طويلة، وفي المقابل فهناك مخزون أخلاقي سلبي يتعامل معه الزعيم السياسي المستبد دائماً ويوظفه لمصلحة زعامته وطموحاته القاتلة.

كتاب

يقول كتاب "شعب ألمانيا" الذي نُشر غلافه وبعض صفحاته على موقع "دي دبليو" (DW) الإخباري، ويتناول العنصرية في ألمانيا حديثاً، "إن هناك ما يسمى بالعدائية المجهرية أو العدوان المصغر لدى أي مجتمع في العالم، والعدوان المصغر هو عبارة عن ممارسات عنصرية إقصائية مستترة وممنهجة يمارسها بعض أفراد المجتمع بشكل غير ملاحظ، وتظهر تجلياتها في جميع مناحي الحياة وتصل في خطورتها إلى درجة أنها تهدد الحياة الديمقراطية لدى الشعوب المتحضرة".

عنف

ويمكن اختصار هذه الممارسات، وفق الكتاب ذاته، بوصفها "ترجمة لأفكار تحرض على عنف نفسي أو جسدي يُمارس اجتماعياً من خلال التمييز في سوق العمل ونقص التمثيل في دوائر السلطة والتمييز في المدارس والأندية الرياضية وحتى في عيادات الأطباء، وتكمن خطورة ذلك في أن الزعيم السياسي الفاسد يستغل ذلك لبناء نظريات سياسية يحافظ عليها بعض أتباعه لعشرات السنين، ومن أبرز تلك الأفكار المتطرفة التي كرسها بعض الزعماء التعصب الأعمى ضد كل ما هو أجنبي وغير مطابق للصورة النمطية حول بعض الأعراق".

طموح قاتل

وغالباً ما تذرع الزعيم السياسي المستبد بطموحه الكبير الذي يقود من خلاله الشعوب إلى إحداث تغييرات كبرى، ولذلك جاءت تلك التغييرات في المسارين المتناقضين سلباً أو إيجاباً، وتبيّن مقالات عبر مواقع إخبارية شرق أوسطية أن هناك زعماء سياسيين يعدون بمثابة نقطة فارقة في تاريخ شعوبهم والبشرية جمعاء، وأن هؤلاء الزعماء كانوا العنصر الأبرز في صناعة التغيير، فالإيجابيون منهم أثروا في تطور دولهم وشعوبهم، فيما أسهم آخرون في انحلال دولهم وأضعفوا شعوبهم أكثر بسبب طموحهم الشخصي القاتل.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير