Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مسؤولون يخشون أن يكون "عملاء إسرائيليون في إيران" نفذوا هجوم أصفهان

إذا صحت فرضية أن المسيرات أطلقت من داخل إيران، فهذا مؤشر إلى نطاق العمليات السرية الإسرائيلية في الجمهورية الإسلامية واتساع رقعتها

إذا صحت فرضية أن المسيرات أطلقت من داخل إيران، فهذا مؤشر إلى نطاق العمليات السرية الإسرائيلية في الجمهورية الإسلامية واتساع رقعتها (أ ب)

ملخص

هل نفذت إسرائيل الهجوم على أصفهان من الداخل الإيراني بالفعل؟ وهل تستمر بحرب الظل القائمة مع إيران أم تصعدها إلى مواجهة شاملة قاتلة؟

من غير المستبعد أن يكون الهجوم على أصفهان، الذي جر المواجهة بين إسرائيل وإيران إلى مستوى جديد من الخطر، قد نفذ بواسطة مسيرات وجهها عملاء سريون داخل البلاد، وفقاً لمسؤولين في طهران.

والحال أن إسرائيل لم تعلق على الهجوم، ولم تقدم الإدارة الأميركية أي تفاصيل عن الأسلحة المستخدمة. ومع ذلك، إذا صحت فرضية أن المسيرات قد أطلقت بالفعل من داخل إيران، فهذا مؤشر إلى نطاق العمليات السرية الإسرائيلية في الجمهورية الإسلامية واتساع رقعتها من خلال تنفيذ اغتيالات والقيام بأعمال التخريب ومداهمة أماكن سرية تحوي وثائق مهمة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقد طلبت إدارة بايدن مراراً وتكراراً من حكومة بنيامين نتنياهو عدم شن هجوم كبير على إيران خوفاً من التسبب في اتساع رقعة الصراع ويصبح شاملاً. وكان من الممكن أن تؤدي ضربة محدودة مثل تلك التي تعرضت لها أصفهان، والتي ربما شنت من داخل إيران، إلى تهدئة بعض هذه المخاوف.

وكانت إسرائيل قد أبلغت إدارة بايدن، بحسب تقارير، الخميس أن الضربة ستنفذ خلال 48 ساعة خلال اجتماع افتراضي للمجموعة الاستشارية الاستراتيجية الأميركية الإسرائيلية حضره مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، ونظيره الإسرائيلي تساحي هنغبي، وكذلك وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي المقرب من نتنياهو، رون ديرمر.

يذكر أن القاعدة الجوية العسكرية في مدينة أصفهان بوسط إيران - حيث تتمركز طائرات أميركية من طراز 14F قبل الثورة الإسلامية - كانت الهدف الرئيس الذي تم ضربه، وهي تقع على مقربة من المنشأة النووية في المدينة.

وربما أتت هذه الضربة لتكون بمثابة تحذير لطهران من إمكانية استهداف المنشأة أيضاً. ويبقى منع إيران بأي وسيلة ممكنة من تطوير القنبلة النووية، التي كثيراً ما شكلت تهديداً وجودياً بالنسبة إلى إسرائيل، هدفاً أمنياً رئيساً لها.

وثمة مثال بارز على ذلك حدث في الـ27 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، عندما كان محسن فخري زاده، الذي كان يعتبر أبو البرنامج النووي الإيراني، مسافراً مع زوجته من طهران إلى أحد المنتجعات ترافقهما حراسة أمنية.

تعرضوا لمكمن. وطالت النيران سيارة نيسان تيانا السوداء خاصتهم أثناء عبورها شارع الإمام الخميني، فأصابت فخري زاده، الذي كان يقودها، في كتفه وصدره. وخرج إثر ذلك من السيارة محاولاً حماية زوجته من التعرض للرصاص، فأطلق عليه النار مرة أخرى، فقضى على جانب الطريق.

وقد نفذ عملية القتل، بحسب روايات مختلفة، إما على يد مجموعة من المسلحين الذين كانوا يلاحقون القافلة، أو بواسطة مدفع رشاش مثبت على شاحنة ويمكن التحكم فيه من بعد، وقد سحب زناده على بعد آلاف الأميال.

وفي هذا الإطار، اتهمت إيران "الموساد" باغتيال فخري زاده، وهو اتهام لم تنفه إسرائيل. وتجدر الإشارة إلى أن خمسة علماء نوويين إيرانيين آخرين قد قتلوا في الأعوام الـ14 الماضية، فضلاً عن الجنرال المسؤول عن تطوير الصواريخ و16 ضابطاً تحت قيادته.

ومن جهتها، حافظت إسرائيل على سياسة الغموض في شأن تجسسها وعملياتها السرية. وتجنبت التعليق على بعض الأعمال التي قامت بها فيما سلطت الضوء على البعض الآخر. وأصبح المسلسل التلفزيوني الخيالي "طهران"، الذي يدور حول عميل في "الموساد" تسلل إلى إيران للمساعدة في تخريب مفاعل نووي، يحظى بشعبية كبيرة في إسرائيل.

وكان هناك عدد من حالات التخريب في القطاع النووي والعسكري التي ألقت طهران باللوم فيها على إسرائيل. وكان من أبرزها الانفجار الذي وقع في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم قبل ثلاث سنوات، والذي أدى إلى تدمير نظام الطاقة الداخلي الذي يزود أجهزة الطرد المركزي الموجودة تحت الأرض لتخصيب اليورانيوم. وكان الهجوم قوياً إلى درجة أنه تسبب بتوقف الإنتاج فعلياً لمدة عام كامل.

كما تعرضت المنشآت الإيرانية لهجمات إلكترونية. والحال أن برنامج "ستوكسنت"​ الذي طورته إسرائيل والولايات المتحدة، والذي كان يستهدف منشأة نطنز بين أهداف أخرى، أدى إلى تدمير 20 في المئة من أجهزة الطرد المركزي النووية، وإصابة 200 ألف جهاز كمبيوتر رسمي، وإتلاف آلاف الأجهزة.

وفي واحدة من كبرى العمليات الاستخباراتية الإسرائيلية التي نفذت في عام 2018، اقتحم عملاء "الموساد" قاعدة أمنية في طهران حيث كان يحتفظ بأرشيف نووي، وسرقوا طناً ونصف الطن من المواد، التي تم عرضها لاحقاً في مؤتمر صحافي في تل أبيب. وكان الهدف إظهار أن إيران كانت تحاول سراً تطوير قنبلة نووية بينما تخدع المجتمع الدولي بالمحادثات حول برنامجها النووي المدني.

أما أن تكون الوثائق قد أثبتت ذلك أم لا فهو أمر قابل للنقاش. لكن نتنياهو، الذي كان حاضراً أثناء عرض الأرشيف المتلف، أصر على أن هذه هي الحقيقة. وذكر اسم العالم فخري زاده عند الحديث عن التهديد. قال: "تذكروا هذا الاسم ’فخري زاده‘".

لقد استغرق الأمر أكثر من عامين ليطارد "الموساد" الرجل الذي يعد ذا أهمية محورية في برنامج إيران النووي ويقضي عليه. ويبقى أن نرى ما إذا كانت حرب الظل القائمة على الاغتيالات والتخريب ستنشط بصورة أكبر مع انخراط إسرائيل وإيران في المواجهة القاتلة الحالية.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط