Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"آلة الإشاعات" أكثر نجاحاً من صواريخ إيران على إسرائيل

حسابات متحيزة روجت لأكاذيب منها ما استهدف السعودية والأردن

روّجت حسابات ومواقع إسرائيلية إشاعة بأن ابنة ملك الأردن شاركت في اعتراض مسيرات إيرانية على إسرائيل (اندبندنت عربية)

ملخص

تناقلت حسابات ومواقع إيرانية وإسرائيلية أخباراً مزيفة منها ما استهدف الأردن والسعودية وأخرى تروج لانفجار في طهران وذعر في إسرائيل لكن التدقيق فيها يكشف عن قصة أخرى

شغل الهجوم الإيراني على إسرائيل غرف الأخبار ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي وسط مخاوف من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط. إلا أن الاهتمام الكبير بالحدث صاحبته الإشاعات التي أسهمت حسابات محسوبة على الجانبين في انتشارها.

تحوير المواقف العربية

وانتهجت جهات إسرائيلية رسمية وغير رسمية سلوكاً معتاداً في تحوير مواقف الدول العربية والزعم بأنها داعمة لإسرائيل، ولُوحظ ذلك بعد الهجوم الإيراني، إذ حاولت بعض الحسابات على "إكس" الترويج إلى أن إسقاط الأردن المسيرات الإيرانية هدفه دعم تل أبيب.

وكتبت المبعوثة الإسرائيلية للتجارة والابتكار فلور حسن ناحوم بأن "الشرق الأوسط الجديد هو المنطقة التي تعترض فيها الطائرات الأردنية مسيرات إيرانية تستهدف إسرائيل".

وانتقد الباحث السعودي المتخصص في الشأن الإسرائيلي عبدالعزيز الغشيان منشور المبعوثة واعتبر كلامها مثالاً واضحاً على السعي لتصوير موقف الأردن للدفاع عن سيادته على أنه وقوف في صف إسرائيل ضد إيران.

وأوضح الأردن يوم الأحد بأنه تصدى لـ "أجسام طائرة" عبرت أجواءه لحماية السكان وتأكيداً على "حرمة أجوائه وأراضيه". وأوضح بيان لمجلس الوزراء الأردني، يوم الأحد بأنه "جرى التعامل مع بعض الأجسام الطائرة التي دخلت إلى أجوائنا ليلة أمس، والتصدي لها، للحيلولة دون تعريضها لسلامة مواطنينا والمناطق السكنية والمأهولة للخطر".

وبدأت يوم الاثنين حسابات ومواقع إسرائيلية الترويج لإشاعة أخرى بأن السعودية شاركت في اعتراض الهجمات الإيرانية على إسرائيل، وهو ما نفته الرياض وفق مصارد قناة "العربية".

ونشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية قصة مختلقة عن المشاركة المزعومة واستشهدت بموقع لا وجود له في السعودية.

من جانبه، قال إياد الرفاعي الأكاديمي في قسم العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز غرب السعودية إن "الهجمات الإعلامية الإسرائيلية المتكررة وآخرها يدّعي أن المملكة قد شاركت في صد الاعتداءات الإيرانية عليها، بجانب إعاقتها المتكررة لمسار السلام، دلائل أخرى واضحة وجلية على عدم جدية ومصداقية الكيان في إقامة علاقات مستقبلية طبيعية بعد حل القضية الفلسطينية بتطبيق القرارات الدولية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إشاعة الأميرة سلمى

تناقلت بعض الحسابات الإسرائيلية صورة مفبركة لخبر حول ابنة ملك الأردن الأميرة سلمى بنت عبدالله الثاني التي تحمل رتبة ملازم أول طيار في سلاح الجو الملكي الأردني وروجت لإشاعة مشاركتها إسقاط المسيرات الإيرانية.

والخبر الحقيقي نشر في مجلة للمرأة في 10 أبريل (نيسان) الشهر الجاري وهو عبارة عن بروفايل حول الأميرة سلمى بعنوان: "4 مرات أثبتت الأميرة الأردنية سلمى فيها أنها أكثر أفراد العائلة طموحاً".

وتظهر صورة الغلاف الحقيقية ابنة ملك الأردن وهي تحمل خوذتها وخلفها طائرة مطرزة بلونين من ألوان علم الأردن، الأحمر والأخضر.

لكن حسابات بثت منشورات مضللة تحتوي صورة محرفة للخبر والصورة بعنوان وتاريخ جديدين وكاذبين: "أنباء حول إسقاط الأميرة سلمى الأردنية 6 مسيرات إيرانية ليلاً".

وعلق الباحث أتش أي هيلير من معهد "روسي" البريطاني للدراسات الأمنية والدفاعية على منشور لحساب إسرائيلي روج للإشاعة وقال إن "الصورة قديمة ومأخوذة من بروفايل صحافي عن الأميرة سلمى".

وأوضح هيلير في حسابه على منصة "إكس" بأن وسائل الإعلام الإسرائيلية نشرت هذه الإشاعة من دون أن تقدم أي دليل على الإطلاق.

وانتشر الخبر الكاذب بصورة سريعة على نحو يظهر وجود حملة ممنهجة لترويجه عند أكبر عدد ممكن من الناس. وبلغت مشاهدات تغريدة الحساب الإسرائيلي 1.6 مليون. وأسهمت صفحات أخرى بألقاب مستعارة في نشر الإشاعة، مثل حساب Vivid الذي يضع علم إسرائيل، وحقق منشوره تفاعلاً من مستخدمين آخرين يشاركونه دعم تل أبيب.

انفجارات مزعومة

 تناقلت حسابات نشطة في وسائل التواصل يوم السبت خبراً كاذباً حول "انفجار ضخم" في طهران مع صورة اتضح أنها تعود لانفجار وقع في مصفاة نفط إيرانية عام 2021.

ونشر شايان سارداريزاده صحافي "بي بي سي" المتخصص في رصد الأخبار الكاذبة مقاطع فيديو وصور لحرائق ادعت وسائل إعلام إيرانية أو حسابات داعمة لطهران بأنها ناجمة عنها هجومها على إسرائيل. ووفق الصحافي، واصل التلفزيون الحكومي الإيراني عرض مقطع فيديو كدليل على تأثير الصواريخ الإيرانية وضربها إسرائيل، على رغم أنه لم يكن إلا مقطعاً لحريق مزرعة في تشيلي ولا علاقة لها على الإطلاق بهجوم الليل.

وبثت حسابات في منصة "إكس" فيديو حظي بما يقرب من 5 ملايين مشاهدة وادعت بأنه لإسرائيليين مذعورين من الصواريخ والمسيرات الإيرانية بينما الفيديو يوثق تجمعاً لمعجبي الفنان الإنجليزي لويس توملينسون بالقرب من فندق فور سيزونز في بوينس آيرس بالأرجنتين الأسبوع الماضي.

 ونشرت حسابات أخرى فيديو للسخرية من الهجوم الإيراني يظهر ما وصفوه بأنه مسيرة إيرانية عالقة في أسلاك أعمدة كهربائية بالعراق، إلا أن اللقطات تظهر في الحقيقة تحطم مسيرة في دير الزور بسوريا في شهر فبراير (شباط) الماضي.

الترتيب المسبق

في ما يخص مسألة إشعار إيران لدول أخرى قبل تنفيذ ضرباتها، فتضارب التصريحات الإيرانية والغربية تجعل من تقصي الحقيقة أكثر صعوبة.

قال وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان أمس الأحد إن طهران أخطرت الدول المجاورة والولايات المتحدة قبل 72 ساعة من تنفيذ الضربات، إلا أن واشنطن ولندن نفتا ذلك.

ويتفق محللون مع ما قاله مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لـ "رويترز" بأن تصريح عبداللهيان هدفه "التغطية على الإحراج الناجم عن فشل الهجوم".

ويرى آخرون أن إيران اضطرت للهجوم لحفظ ماء الوجه بعد ضرب قنصليتها في دمشق لكنها تعمدت أيضاً إبلاغ الدول الأخرى بنيتها وهدف العملية الخاطفة حتى تتجنب الانخراط في حرب مباشرة وطويلة مع تل أبيب. إذ يقول الباحث الأميركي في الشأن الإيراني جيسون برودسكي إن المرشد الإيراني علي خامنئي سيبلغ في 19 أبريل 85 سنة، وتجدر الملاحظة بأنه "قاتل وليس انتحارياً" على حد وصفه، مضيفاً بأن "ضمان الخلافة السلسة لمنصبه الأهم يعد أولوية قصوى للنظام ولذلك فهو يعلم أن الحرب المباشرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل من شأنها أن تعيق تحقيق هذا الهدف".

ويمكن أخذ الافتراض بأن إيران أبلغت أميركا ودولاً أخرى بالهجوم على محمل الجد إذا ما نظرنا إلى التصريحات الأميركية التي تنبأت بهجوم وشيك والفترة الاستباقية للهجوم التي استمرت وفق تحليل الباحث نمرود غورين في "معهد الشرق الأوسط" في واشنطن لأكثر من أسبوع وأدرك خلالها الإسرائيليون وجود تهديد من إيران، وإن كان مجهول الملامح. وقال الباحث، "عاش السكان ساعات في حالة من عدم اليقين حيال وقت شن الضربة حتى وصلت الصواريخ والطائرات من دون طيار إلى حدود إسرائيل".

ونقلت "رويترز" عن مسؤولين أتراك وأردنيين وعراقيين قولهم إن إيران قدمت إخطاراً واسع النطاق قبل أيام من الهجوم. وقالت وزارة الخارجية التركية إنها خاطبت واشنطن وطهران قبل الهجوم ونقلت رسائل في إطار اضطلاعها بدور وساطة للتأكد من أن ردود الفعل كانت متناسبة.

وعلى رغم ذلك، تنفي الولايات المتحدة وبريطانيا علمها بالهجوم قبل حدوثه، إذ أفاد المسؤول الأميركي نفسه الذي تحدث لـ"رويترز" بأن واشنطن أجرت اتصالات مع إيران من خلال وسطاء سويسريين لكنها لم تتلق إخطاراً قبل 72 ساعة، ولم تبعث طهران رسالة إلى الولايات المتحدة إلا بعد بدء تنفيذ الهجوم وكان هدفها أن يكون شديد التدمير"، على حد وصفه.

وبريطانياً، قال متحدث باسم رئيس الحكومة ريشي سوناك اليوم الاثنين إن بلاده ترفض تصريح وزير الخارجية الإيراني بأن بلاده قدمت مسبقاً إخطاراً قبل تنفيذ الهجوم على إسرائيل.

واللافت أنه بعد يوم من تصريح عبداللهيان الذي أثار سخرية البعض في وسائل التواصل وتشكيك في جديتها في الإضرار بإسرائيل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إنه لم يجر ترتيب اتفاق مسبق مع أية دولة قبل الهجوم.

المزيد من متابعات