Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن تعتبر الهجوم الإيراني على إسرائيل "فشلاً ذريعاً ومحرجاً"

​​​​​​​"مجلس الحرب" يحدد مصير الرد الإسرائيلي على إيران اليوم

ملخص

أطلقت إيران مئات الطائرات المسيرة والصواريخ في ضربة انتقامية بعد هجوم، يشتبه في أنه إسرائيلي، استهدف مجمع سفارتها في العاصمة السورية دمشق.

دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المجتمع الدولي الإثنين الى "البقاء موحداً" في مواجهة "العدوان الإيراني الذي يهدد السلام العالمي"، وذلك بعد هجوم طهران على إسرائيل بمئات الصواريخ والمسيرات.
وكتب رئيس الوزراء في رسالة نشرها مكتبه على منصة إكس، "على المجتمع الدولي أن يبقى موحداً لمقاومة هذا العدوان الإيراني الذي يهدد السلام العالمي"، مشيداً بـ"دعم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول أخرى لإحباط الهجوم الإيراني".
واعتبر البيت الأبيض الإثنين أن الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل كان "فشلاً ذريعاً ومحرجاً"، وذلك بعد أن تمكنت الدفاعات الجوية الإسرائيلية بمساعدة واشنطن وحلفاء آخرين من اعتراض القسم الأكبر من الصواريخ والمسيرات.
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي لصحافيين "اطلعنا على تقارير تفيد بأن الإيرانيين تعمدوا الفشل وأن هذا الفشل الذريع والمحرج كان مخططاً له... كل هذا غير صحيح بشكل قاطع".
كما لفت كيربي إلى أن "الولايات المتحدة تبادلت بالفعل الرسائل مع إيران لكن لم تكن هناك أي رسائل بشأن الإطار الزمني للهجوم الذي شنته إيران هذا الأسبوع ضد إسرائيل أو أهدافه".
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أكد في وقت سابق الإثنين أن واشنطن لا تريد أي تصعيد في الأعمال العدائية مع إيران لكنها ستواصل الدفاع عن إسرائيل. وقال بلينكن في مستهل اجتماع مع نائب رئيس الوزراء العراقي محمد علي تميم "لا نريد تصعيداً لكننا سنواصل الدفاع عن إسرائيل وحماية طواقمنا في المنطقة". وأضاف "أعتقد أن نهاية الأسبوع أثبتت أن إسرائيل ليست مضطرة للدفاع عن نفسها بمفردها حين تكون ضحية اعتداء"، مندداً بالهجوم الإيراني الذي اتخذ "مدى وحجماً غير مسبوقين"، علماً أنه الأول الذي يستهدف الدولة العبرية في شكل مباشر.
وأشار بلينكن إلى نشاط دبلوماسي مكثف شهدته "الساعات الـ 36 الماضية بهدف تنسيق رد دبلوماسي في محاولة لمنع التصعيد" في المنطقة.
في سياق متصل، قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي اليوم الإثنين إنها أبلغت نظيرها الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن الصراع يجب ألا يمتد إلى المنطقة. وأضافت "نحن بوضوح نضغط من أجل وقف التصعيد ونحتاج إلى التأكد من أن الصراع لا يمتد إلى المنطقة".

رد هغاري

من جهته، اعتبر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري الاثنين أن قتلى الضربة على القنصلية الإيرانية في دمشق والتي نسبتها طهران إلى إسرائيل، كانوا "ضالعين في الإرهاب ضد إسرائيل"، وذلك في أول تعليق إسرائيلي رسمي على هجوم الأول من أبريل.
ورداً على سؤال عن الضربة، قال هغاري لصحافيين "بحسب علمي، أولئك الذين قُتلوا في دمشق كانوا أعضاء في فيلق القدس. هؤلاء أشخاص كانوا ضالعين في الإرهاب ضد دولة إسرائيل"، مضيفاً أن "من بين هؤلاء العناصر الإرهابيين كان هناك أعضاء في حزب الله ومساعدون إيرانيون. لم يكن هناك أي دبلوماسي هناك وفق علمي. لست على دراية بأي مدني قُتل في هذا الهجوم".
أما رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي فقال في وقت سابق الإثنين إن إسرائيل سترد على هجوم إيران بصواريخ ومسيرات على الأراضي الإسرائيلية. وقال هاليفي، متحدثاً من قاعدة نيفاتيم الجوية في جنوب إسرائيل التي تعرضت لبعض الأضرار في الهجوم "هذا الإطلاق لكثير من الصواريخ وصواريخ كروز والطائرات المسيرة على الأراضي الإسرائيلية سيُقابل برد".

وناشد الحلفاء الأوروبيون إسرائيل اليوم الإثنين بضبط النفس إزاء الهجوم الذي شنته إيران بصواريخ وطائرات مسيرة في مطلع الأسبوع، ودعوا القادة الإسرائيليين إلى الابتعاد عن "حافة الهاوية" في التصعيد بالشرق الأوسط.

وقال مصدر حكومي إن مجلس وزراء الحرب، المخول باتخاذ قرار في شأن رد إسرائيل على الهجوم الإيراني، من المقرر أن يجتمع بعد ظهر اليوم الإثنين.

وذكر مسؤولون إسرائيليون أن حكومة الحرب برئاسة بنيامين نتنياهو، التي اجتمعت أيضاً أمس الأحد، تؤيد الرد على هجوم إيران لكنها منقسمة في شأن توقيت الرد وحجمه.

وصرح مسؤولون أميركيون بأن مع خطر اندلاع حرب مفتوحة بين إسرائيل وإيران، وفي ظل التوتر الشديد بسبب حرب غزة، أبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن نتنياهو بأن الولايات المتحدة لن تشارك في أي هجوم إسرائيلي على إيران.

وأشار وزيران إسرائيليان بارزان إلى أن الرد ليس وشيكاً وأن تل أبيب لن تتحرك بمفردها.

وقال بيني غانتس، الوزير المنتمي لتيار الوسط، "سنبني تحالفاً إقليمياً وستدفع إيران الثمن بالطريقة الملائمة وفي التوقيت المناسب لنا".

بدوره، أكد وزير الدفاع يوآف غالانت أن إسرائيل لديها فرصة لتشكيل تحالف استراتيجي "ضد هذا التهديد الخطر الذي تشكله إيران".

ولا تزال إسرائيل في حالة تأهب قصوى، لكن السلطات ألغت بعض إجراءات الطوارئ ومنها حظر بعض الأنشطة المدرسية والقيود على التجمعات الكبيرة.

 

 

وحذر رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية الميجر جنرال محمد باقري إسرائيل من الرد. وحذر واشنطن من أن أي دعم للرد الإسرائيلي سيؤدي إلى استهداف القواعد الأميركية في المنطقة.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إن طهران أبلغت الولايات المتحدة أن الهجوم على إسرائيل سيكون محدوداً وفي إطار الدفاع عن النفس، كما أخطرت دولاً مجاورة بالهجوم قبل 72 ساعة.

ومع ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إنه لم يجر الاتفاق مسبقاً مع أي دولة في شأن كيفية رد طهران العسكري على إسرائيل. وذكر مسؤولون أميركيون أن طهران لم تحذر واشنطن.

دعوات دولية للتهدئة

وانضمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى الولايات المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في الدعوة إلى ضبط النفس.

ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إسرائيل إلى التركيز على عزل إيران بدلاً من تصعيد الوضع.

وحذر المستشار الألماني أولاف شولتز إيران من شن هجمات أخرى، وقال إن إسرائيل يجب أن تسهم أيضاً في وقف التصعيد.

وامتنعت روسيا عن انتقاد حليفتها إيران علانية بسبب الهجوم، لكنها عبرت اليوم الإثنين عن قلقها من خطر التصعيد ودعت أيضاً إلى ضبط النفس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "زيادة التصعيد ليست من مصلحة أحد".

وشنت إيران الهجوم رداً على ضربة جوية يشتبه في أنها إسرائيلية على مجمع سفارتها في سوريا في أول أبريل (نيسان)، مما أسفر عن مقتل سبعة ضباط من الحرس الثوري الإيراني بينهم اثنان من كبار القادة.

وجاء ذلك بعد أشهر من المواجهات بين إسرائيل وحلفاء إيران في المنطقة والتي اندلعت بسبب حرب غزة وامتدت إلى جبهات مع جماعات متحالفة مع إيران في لبنان وسوريا واليمن والعراق.

ولم يسبب هجوم إيران بأكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة سوى أضرار متواضعة في إسرائيل لأن نظام القبة الحديدية الدفاعي أسقط معظمها بمساعدة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن.

والإصابة الخطرة الوحيدة التي أعلن عنها داخل إسرائيل هي لطفلة تبلغ من العمر سبع سنوات أصيبت بشظايا.

"على شفا هاوية"

من جانبه، حذر جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي اليوم الإثنين من أن الشرق الأوسط يقف "على شفا هاوية"، ودعا إلى وقف التصعيد في الصراع بين إسرائيل وإيران.

وقال بوريل لإذاعة أوندا سيرو الإسبانية "نحن على حافة الهاوية وعلينا الابتعاد عنها".

وأضاف بوريل أنه يتوقع رداً من إسرائيل على الهجوم الجوي غير المسبوق الذي شنته إيران، لكنه عبر عن أمله في ألا يؤدي ذلك إلى مزيد من التصعيد.

وتابع قائلاً إن هناك "انقساماً عميقاً" داخل الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل بين متشددين يسعون إلى رد عنيف وفصيل "أكثر اعتدالاً وعقلانية".

وأوضح بوريل أن الفصيل الثاني يؤيد الانتقام لكن بطريقة تتجاوز مجرد الرد.

 

 

وأشار بوريل، الذي تحدث إلى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان مساء أمس الأحد، إلى أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى الحفاظ على أفضل علاقات ممكنة مع طهران على رغم العقوبات التي فرضها التكتل على إيران بسبب برنامجها النووي وقضايا أخرى.

وأردف "من مصلحة الجميع ألا تصبح إيران قوة نووية وأن يسود السلام في الشرق الأوسط".

رفض بريطاني

قال متحدث باسم ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني اليوم الإثنين إن بلاده ترفض تأكيداً صدر من إيران بأنها قدمت مسبقاً إخطاراً قبل تنفيذ الهجوم على إسرائيل.

وقال المتحدث للصحافيين "أرفض هذا الوصف... وبشكل عام نندد بأشد العبارات الممكنة هجومهم المباشر على إسرائيل".

ألمانيا تستدعي السفير

استدعت ألمانيا اليوم الإثنين السفير الإيراني لديها بعد يوم على استدعاء طهران سفراء ألمانيا وفرنسا وبريطانيا على خلفية موقف دولهم من الهجوم الذي شنته إيران بمسيرات وصواريخ على إسرائيل.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية خلال مؤتمر صحافي روتيني، "يمكنني أن أبلغكم باستدعاء السفير الإيراني إلى وزارة الخارجية هذا الصباح وبأن المحادثات تجري في الوقت الراهن".

"الكثير من الضبابية"

من ناحية أخرى، هبطت الأسهم الآسيوية وارتفعت أسعار الذهب اليوم الإثنين مع تراجع شهية المخاطرة، كما انخفضت أسعار النفط بينما ارتفع الشيكل الإسرائيلي مقابل الدولار.

وقال رئيس استراتيجية السلع الأولية في "آي أن جي"، وارن باترسون، "استوعبت الأسواق إلى حد كبير احتمال وقوع هجوم في الأيام السابقة له. وإضافة إلى ذلك فإن الضرر المحدود وعدم وقوع خسائر في الأرواح تعني أن الرد الإسرائيلي ربما يكون أكثر توازناً".

وأضاف "لكن من الواضح أن ما زال هناك الكثير من الضبابية، وكل هذا يتوقف على كيفية رد إسرائيل الآن".

وتسبب الهجوم الإيراني أيضاً في اضطرابات في حركة السفر، إذ ألغت نحو 12 شركة طيران رحلات أو أعادت توجيهها، كما نصحت وكالة سلامة الطيران الأوروبية شركات الطيران بتوخي الحذر في المجالين الجويين الإسرائيلي والإيراني.

عودة الطيران القطري

وأعلنت الخطوط الجوية القطرية عبر منصة "إكس" اليوم الإثنين استئناف الرحلات إلى إيران.

وتسير الناقلة القطرية 20 رحلة أسبوعية إلى أربع مدن إيرانية هي طهران ومشهد وشيراز وأصفهان.

رسالة أميركية لإسرائيل

وقال مسؤول في البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الولايات المتحدة لن تشارك في أي هجوم إسرائيلي رداً على هجمات إيران.

 

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية "نؤمن أن إسرائيل تملك حرية التصرف لحماية نفسها والدفاع عن نفسها، في سوريا أو أي مكان آخر. هذه سياسة قائمة منذ زمن طويل ولا تزال قائمة، لكننا لا نتصور أنفسنا نشارك في شيء من هذا القبيل".

"التزامنا صارم"

ولفت كبير المتحدثين باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي لشبكة "أي بي سي" إلى أن الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها لا تريد الحرب مع إيران.

ورداً على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستدعم رداً إسرائيلياً على إيران، قال كيربي إن "التزامنا صارم" إزاء الدفاع عن إسرائيل و"مساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها". أضاف "وكما قال الرئيس مرات عديدة، نحن لا نسعى إلى حرب أوسع في المنطقة. لا نسعى إلى حرب مع إيران. وأعتقد أنني سأترك الأمر عند هذا الحد"، وأكد مجدداً أننا "لا نسعى إلى تصعيد التوتر في المنطقة، ولا نريد أن يتسع نطاق الصراع".

المزيد من متابعات