فرص ثلاثي قمة الدوري الإنجليزي الممتاز في التتويج باللقب

أسفرت مباريات الجولة الـ33 في الدوري الإنجليزي الممتاز عن مفاجآت مدوية تسببت في تغيير جذري لترتيب ثلاثي القمة قبل ست مباريات من خط النهاية، إذ أدى فوز مانشستر سيتي على لوتون تاون بنتيجة (5 - 1)، إلى جانب الخسارة غير المتوقعة لليفربول وأرسنال من كريستال بالاس وأستون فيلا - على الترتيب - إلى خلق دراما كبيرة في سباق اللقب.

مانشستر سيتي الذي حمل كأس الدوري الإنجليزي الممتاز في آخر ثلاثة مواسم على التوالي أظهر جدية معهودة في الدفاع عن اللقب، بحثاً عن التتويج السادس بالكأس المحلية تحت قيادة مدربه الإسباني بيب غوارديولا، وقد نجح في الوصول إلى النقطة الـ73 بعد خوض 32 مباراة، ليصبح مصيره بيده وتتويجه مرهوناً بفوزه في مبارياته المتبقية.

وبدا أن غوارديولا قرر وضع مزيد من الضغط على منافسيه، حين قال عن لاعبيه "إنهم يحبون اللعب تحت الضغط، متأكد من أننا سننافس حتى النهاية لأنني أعرفهم، أرى الوجوه قبل المباريات وفي الاجتماعات، كيف يستعدون".

"هذا يعني الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا؟ لا، لا أقول ذلك، لكن هل سننافس؟ هذا أمر مؤكد".

"علينا أن نكون مستعدين ولكن في الوقت نفسه نفرض أسلوب لعبنا ونحاول الضغط على المنافس من خلال أسلوب لعبنا".

وسيخرج مانشستر سيتي لمواجهة برايتون ثم نوتنغهام فورست، ثم يستضيف ولفرهامبتون، ويخرج مجدداً لمواجهة فولهام ثم توتنهام، قبل أن يختتم الموسم باستضافة وست هام.

وعلى عكس الأفراح في استاد "الاتحاد" معقل مانشستر سيتي، تسود الأحزان استاد "أنفيلد" الخاص بليفربول الذي تحول موسمه بصورة درامية من منافس ومرشح للفوز بألقاب أربع بطولات محلية وقارية في سابقة تاريخية، إلى فريق يسير إلى خيبة أمل جديدة في آخر مواسم مدربه التاريخي يورغن كلوب، الذي أعلن رحيله في الصيف المقبل.

وكان الحديث عن فوز ليفربول بأربعة ألقاب في الموسم الأخير لكلوب بعد فوزه بكأس الرابطة في فبراير (شباط) أصبح محل نقاش واسع لكن تم إقصاء الفريق من كأس الاتحاد الإنجليزي بالخسارة بنتيجة (3 - 4) أمام مانشستر يونايتد في الوقت الإضافي، الشهر الماضي.

كما تعرضت آمال "الريدز" في الدوري الأوروبي لضربة قوية عندما خسر بنتيجة (0 - 3) من أتالانتا الإيطالي في ملعب "أنفيلد" الخميس الماضي في مباراة ذهاب دور الثمانية.

وتلقى ليفربول الهزيمة الثالثة في الدوري هذا الموسم والأولى على أرضه منذ أكتوبر (تشرين الأول) عام 2022، بينما أنهى بالاس سلسلة من 10 مباريات من دون فوز خارج أرضه.

وكانت الهزيمة من كريستال بالاس هي الأحدث في سلسلة من النتائج المخيبة للآمال الأخيرة لفريق كلوب، الذي فقد خمس نقاط في آخر مباراتين بالدوري ليتراجع للمركز الثالث متساوياً برصيد 71 نقطة مع أرسنال صاحب المركز الثاني.

وقال كلوب لشبكة "سكاي سبورتس"، "هذه هزيمة مؤلمة وسخيفة جداً، أحتاج إلى وقت للتعافي منها".

وأضاف في تصريحات صحافية "بالطبع عليك أن تطرح هذه الأسئلة، ماذا تعني (الخسارة) بالنسبة إلى السباق على اللقب وأشياء من هذا القبيل، أنا لست غبياً، أعرف ذلك".

"الإجابة سهلة جداً، إذا لعبنا كما فعلنا في الشوط الأول فلماذا نفوز بالدوري؟ وإذا لعبنا كما فعلنا في الشوط الثاني يمكننا الفوز بمباريات كرة قدم... يجب أن نرفع الأداء عندما يعاني الآخرون الآن، يجب الفوز بمباريات بغض النظر عن موقف المنافسين".

"لكن عندما تخسر ليس من السهل العثور على هذه الأشياء وقد تكون واضحة ولكن الأمر لا يتعلق الآن بوضع إصبعك على هذا أو ذاك، الحل دائماً هو أن نكون معاً في الملعب من أجل الفريق".

وسيتوجه ليفربول إلى أتالانتا لخوض مباراة الإياب في الدوري الأوروبي، الخميس المقبل، ثم يحل ضيفاً على فولهام الأحد المقبل، في محاولة لإعادة السباق على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز إلى المسار الصحيح.

وعقب مواجهة فولهام سيلعب ليفربول أمام إيفرتون ووست هام وتوتنهام وأستون فيلا وولفرهامبتون.

ومثل ليفربول رفض أرسنال التمسك بالقمة إذ خسر من أمام أستون فيلا ليتجمد رصيده عند 71 نقطة في المركز الثاني.

وتجرع أرسنال أول هزيمة له في آخر 12 مباراة بالدوري بينما عزز أستون فيلا صاحب المركز الرابع فرصه في التأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل بعدما وسع الفارق مع توتنهام الخامس إلى ثلاث نقاط لكنه لعب مباراة أكثر.

وقال مدرب أرسنال، الإسباني ميكيل أرتيتا "كنا نعلم أن هذه اللحظة قد تأتي، والآن يتعلق الأمر برد الفعل ومواصلة الإيمان وبذل كل ما في وسعنا، لقد حان الوقت الآن أمام كل لاعب لإظهار شخصيته وقدراته القيادية وتغليب مصلحة الفريق، عندما تفوز باستمرار لمدة أربعة أشهر يكون الأمر بسيطاً وسهلاً للغاية لكن هذه لحظة الحقيقة وعلينا النهوض".

ويلعب أرسنال ضد ولفرهامبتون وتشيلسي وتوتنهام وبورنموث ومانشستر يونايتد، وأخيراً إيفرتون.

ورفعت شركة "أوبتا" للإحصاءات الرياضية فرصة فوز سيتي بالدوري الإنجليزي الممتاز بنسبة 70 في المئة مقابل ما يزيد قليلاً على 18 في المئة لأرسنال و12 في المئة لليفربول.

وبافتراض استمرار النتائج كما هي بفوز الأندية الثلاثة في مبارياتها المتبقية سيحتل مانشستر سيتي المركز الأول ويتوج بلقب الدوري السابع في آخر 10 مواسم، والـ10 في تاريخه، أما سقوط سيتي مع استمرار فوز أرسنال وليفربول قد يعني رفع "الغانرز" الكأس الغائبة عن خزائنه منذ موسم 2003 - 2004، أو تتويج ليفربول باللقب الـ20 والثاني له في آخر خمسة مواسم إن تفوق على أرسنال في المعدل التهديفي.