Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الفنان صلاح بن البادية صوت السودان رحل في الـ 82...  بعدما غنى الوثيقة الدستورية

منشد المدائح النبوية أسس مدرسة في الغناء البلدي

الفنان السوداني الكبير صلاح بن البادية (يوتيوب)

رحل الفنان السوداني الكبير صلاح بن البادية وفي قلبه غصة، ففرحته بنهوض وطنه وشعبه من سنوات الألم والحزن لم يقيّض لها أن تدوم طويلاً. وما زاد على غصته أن الموت وافاه  بعيداً من السودان الذي حمله في قلبه وغناه بصوته العذب، فهو كان في رحلة إلى الأردن عندما تعرّض لوعكة صحية كانت أقوى منه. صحيح أنه رحل عن 82 عاماً، لكنه كان يفيض بالحماسة والشغف اللّذين طالما رافقاه في مساره الفني الطويل. وكان صلاح، نجم حفلة "فرح السودان" التي أُقيمت في الخرطوم، تتويجاً لتوقيع اتفاقية الوثيقة الدستورية بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير وسط حضور عدد من الرؤساء والوزراء العرب والأفارقة والأجانب. وأدى أغنيته الشهيرة "يلا يا تاريخ تعال" التي أطربت الحاضرين. 

وُلد الفنان صلاح إبن البادية، واسمه الحقيقي صالح الجيلي محمد أبوقرون عام ١٩٣٧ في منطقة "أم دوم" النائية عن العاصمة و نشأ وترعرع فيها، واشتهر بكنيته ابن البادية بسبب ارتباطه بالبادية وحبه لها وتعلّقه بعاداتها وطقوسها الشعبية.

اكتشف صلاح جماليات الموسيقى والغناء من خلال المدائح النبوية وحلقات الذكر والأناشيد الدينية، قبل أن يكتشف عبر الإذاعة المصرية جمال صوت أم كلثوم كوكب الشرق، الذي هزّه وفتح الطريق أمامه إلى الاحتراف، وقال عن أم كلثوم: "عندما أستمع إلى أم كلثوم، أنفصل تماماً عن المحيط الخارجي في الأسرة وأعيش مع صوتها وأستغرق تماماً في حفلاتها حتى تنتهي".

عام 1959، انتقل إلى الخرطوم وأطلّ للمرة الأولى على خشبة المسرح القومي في أم درمان ليحيي حفلة غنائية، مؤدياً أغنيات محلية ذات طابع فريد ومنها: "الا وصفوك" و"غنيت للستات" و"الليلة سار يا عشايا" و"خاتمي العاجب البنوت"... وكانت الحفلة منقولة على الهواء مباشرة وسمع والده ابنه يغني عبر الراديو، وتعرّف على صوته، فاضطر الابن بسبب ميول العائلة الصوفية إلى تغيير اسمه، باسم فني هو "صلاح بن البادية" الذي لازمه حتى رحيله.

 يملك صلاح ابن البادية تراثاً غنائياً يضم ما يزيد على 117 أغنية منها، "أول حب"، "عايز أكون"، "طبع الزمن"، "سال من شعرها الذهب"، "أسير الغرام"، "دموع الشوق"، "افرحي يا بلادي"، "حسنك أمر"، "رحلة عيون" و"حب الأديم" والعديد من الأغنيات الصوفية والمدائح النبوية. ومسرحياً، كانت بداياته مع الممثلة نعمات حماد.

شارك بن البادية في أعمال سينمائية عدّة وقدم الفيلم التسجيلي "مصر" لتلفزيون السودان عام 1965 من إخراج أحمد عاطف، ولعب أيضاً دور البطولة في الفيلم  السوداني "تاجوج " من إخراج جاد الله جبارة، ثم أنتج وشارك في بطولة فيلم حمل اسم أغنيته الشهيرة "رحلة عيون"، مع الفنان محمود المليجي والفنانة سمية الألفي، من إخراج أنور هاشم.

تخطّت شهرة الفنان الراحل حدود بلاده وامتدت إلى دول عدة، وأحيا الكثير من الحفلات في عواصم ومدن عربية.

المزيد من فنون