ملخص
قال كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن الجيش أجرى تقييماً للوضع ووافق على خطط لمجموعة من السيناريوهات في أعقاب "تقارير وبيانات عن هجوم إيراني"
ترقبت إسرائيل أمس الجمعة هجوماً من جانب إيران أو وكلائها، وذلك مع تزايد التحذيرات من رد انتقامي على مقتل قائد عسكري كبير في مجمع السفارة الإيرانية لدى دمشق الأسبوع الماضي.
وحذرت دول من بينها الهند وفرنسا وبولندا وروسيا مواطنيها من السفر إلى المنطقة المتوترة بالفعل بسبب الحرب في غزة التي دخلت الآن شهرها السابع.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن التهديد الإيراني حقيقي، وقد يحدث.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه لم يصدر تعليمات جديدة للمدنيين، لكنه طلب من السكان توخي الحذر.
وقال كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في بيان بثه التلفزيون، الجمعة، "خلال اليوم الماضي أجرى الجيش تقييماً للوضع ووافق على خطط لمجموعة من السيناريوهات في أعقاب تقارير وبيانات عن هجوم إيراني".
ولم تعلق وزارة الخارجية الإسرائيلية على التقارير الواردة عن إخلاء بعض البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية جزئياً وتعزيز الإجراءات الأمنية.
وكتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، "الرد الانتقامي سيأتي. تشير الافتراضية في الوقت الحالي إلى أن ذلك سيحدث قريباً جداً في الأيام القليلة المقبلة".
بايدن لإيران: لا تفعلوا ذلك
من جانبه، قال الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة إنه يتوقع أن تهاجم إيران إسرائيل "عاجلاً وليس آجلاً"، وحذرها من المضي قدماً في ذلك.
وعندما سأله صحافيون عن رسالته لإيران، قال بايدن، "لا تفعلوا ذلك"، مؤكداً التزام واشنطن الدفاع عن إسرائيل. وأضاف، "نحن ملتزمون الدفاع عن إسرائيل. سندعم إسرائيل. سنساعد في الدفاع عن إسرائيل، ولن تنجح إيران".
وأشار بايدن إلى أنه لن يكشف عن معلومات، لكنه قال إنه يتوقع وقوع هجوم "عاجلاً وليس آجلاً".
100 صاروخ "كروز"
وكشف مصدران عن أن الولايات المتحدة رصدت تحريك إيران لطائرات من دون طيار وصواريخ "كروز"، مما يشير إلى أنها ربما تستعد لمهاجمة أهداف إسرائيلية من داخل الأراضي الإيرانية، وفق ما أفادت شبكة "سي أن أن"، أمس الجمعة.
وذكر مصدر أن الولايات المتحدة لاحظت أن إيران تقوم بتجهيز ما يصل إلى 100 صاروخ "كروز".
وبحسب "سي أن أن" أشار المصدران إلى أن الميليشيات الموالية لإيران قد تشارك أيضاً في تنفيذ الهجمات، التي من المرجح أن تشن ضد أهداف داخل إسرائيل وفي جميع أنحاء المنطقة. وليس من الواضح ما إذا كانت إيران تستعد لتوجيه ضربة من أراضيها كجزء من هجوم أولي، أو ما إذا كانت تحاول ردع إسرائيل أو الولايات المتحدة عن توجيه ضربة مضادة محتملة على أراضيها.
إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها
ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الغارة الجوية التي وقعت في الأول من أبريل (نيسان) وأودت بحياة القيادي الكبير في "فيلق القدس"، الذراع الخارجية لـ"الحرس الثوري الإيراني" محمد رضا زاهدي وستة ضباط آخرين أثناء حضورهم اجتماعاً في مجمع السفارة لدى دمشق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قال إن إسرائيل "يجب أن تعاقب، وسوف تعاقب على العملية" التي قال إنها تشبه الهجوم على الأراضي الإيرانية.
وقال الباحث الكبير في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي راز زيمت، "سيكون من الصعب للغاية على إيران عدم الرد. ما زلت أعتقد أن إيران لا تريد الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة وواسعة النطاق ضد إسرائيل، وبالتأكيد ضد الولايات المتحدة، لكن عليها أن تفعل شيئاً".
تنسيق الرد المحتمل
وعقد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي اجتماعات الجمعة مع قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا الذي يزور إسرائيل لتنسيق الرد المحتمل.
وتقول مصادر إيرانية ودبلوماسيون من الولايات المتحدة، حامية إسرائيل الرئيسة، إن طهران أبلغت واشنطن بأنها ترغب في تجنب التصعيد، ولن تتصرف بصورة متسرعة، لكن الخطر يظل قائماً من أن أي رد فعل قد يخرج عن نطاق السيطرة.
ولأن إيران اعتبرت الهجوم على السفارة هجوماً على أراضيها، قال زيمت إن هجوم إيران نفسها على الأراضي الإسرائيلية مباشرة، وليس عبر وكيل مثل "حزب الله" اللبناني هو احتمال حقيقي.
وتمتلك إيران صواريخ قادرة على ضرب إسرائيل مباشرة، وفي الأسابيع القليلة الماضية عززت إسرائيل دفاعاتها الجوية التي اعترضت آلاف الصواريخ التي أطلقتها "حماس" من غزة و"حزب الله" من لبنان.
واستدعى الجيش الإسرائيلي جنود الاحتياط استعداداً لأي تصعيد على طول حدوده الشمالية، إذ يتبادل إطلاق النار يومياً تقريباً مع "حزب الله".
إطلاق صواريخ من لبنان
وفي وقت متأخر من مساء أمس الجمعة قال الجيش إنه رصد نحو 40 عملية لإطلاق صواريخ عبر الحدود من لبنان إلى إسرائيل، مشيراً إلى اعتراض معظمها فيما سقط باقي الصواريخ على أرض مفتوحة من دون التسبب في أي إصابات. كما سحبت إسرائيل معظم قواتها ومركباتها المدرعة من غزة. وقال وزراء إن هذه الخطوة تأتي قبل الهجوم الذي تتوعد إسرائيل منذ فترة طويلة بتنفيذه على مدينة رفح، إذ يعتقد أن الآلاف من مسلحي "حماس" مندسون وسط أكثر من مليون فلسطيني نزحوا إليها من أجزاء أخرى من غزة.
وفي إسرائيل، على رغم من عدم وجود تعليمات أمنية رسمية، قال بعض الآباء إن أطفالهم طلب منهم أخذ الكتب إلى المنزل لقضاء عطلة عيد الفصح استعداداً لاحتمال توقف الدروس.