Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الجاسوس"... معالجة درامية هزيلة ومشوهة للتاريخ

صحيح أنه لم يرد في بداية العمل أي إشارة إلى أنه دارما وثائقية... لكن هذا لا يعد ترخيصاً بالتلاعب بقصة لها أبعاد تاريخية وسياسية مهمة


بوستر المسلسل التلفزيوني "الجاسوس" الذي يجسّد حكاية إيلي كوهين أحد أشهر الجواسيس في تاريخ الموساد الإسرائيلي (موقع  آي إم دي بي)

تأليف وإخراج: جدعون راف وماكس بيري، استناداً إلى كتاب "الجاسوس القادم من إسرائيل" للمؤلفين الفرنسيين أوري دان ويشياهو بن بورات.

إنتاج: شركة ليجيند الفرنسية.

بطولة: ساشا بارون كوهين، هادار راتزون، نوح إميريتز، ألكسندر صديق، وليد زعيتر.

التقييم الرقابي: 18 عاماً.

عندما رأيت الإعلان عن اقتراب عرض مسلسل تلفزيوني جديد يجسّد حكاية "إيلي كوهين"، أحد أشهر الجواسيس في تاريخ الموساد الإسرائيلي، كنت آمل أن يكون العمل الذي يحمل اسم "الجاسوس - The Spy"  أفضل سوية من التجربة السابقة التي تناولت نفس القصة عام 1987 في فيلم "الجاسوس المستحيل" للمخرج جيم غودارد. إذ ما الذي يدفع شركة إنتاج فني إلى إنفاق الملايين لتقديم قصة معروفة وتم إنتاجها سابقاً، إن لم يكن هناك تحسين في جودة العمل الجديد، كما تفعل "ديزني" حالياً مع أغلب أعمالها الكلاسيكية؟ وتمنيت أن لا يكون تجربة "نيتفلكسية" جديدة لتمجيد بطولات الموساد، كما فعلت في السابق مع فيلمي "الجاسوس الذي سقط من السماء" و "العملية الأخيرة".

لكن يبدو أن التحسين اقتصر على المؤثرات البصرية وتقنيات التصوير والإخراج والخدع، أما بالنسبة إلى القصة فكان هناك توجه نحو التغيير والتلاعب والتحريف بما يتناسب مع الحقبة التي نعيش فيها حالياً، وكي تكون تجسيداً نموذجياً لتدخل السياسة في صناعة الفن فتنتج أعمالاً تنضح بأكاذيب فاضحة، تستبيح التاريخ وتستخفّ بالمشاهد، وكأننا لسنا في زمن بات فيه الوصول إلى المعلومات أسهل من الوصول إلى ثلاجة المطبخ!

تبدأ السلسلة القصيرة المكونة من ست حلقات، وانطلق عرضها لفترة محدودة على خدمة "نيتفلكس" قبل أيام، بمجموعة مشاهد من مواقع مختلفة في عام 1965، تدور ما بين مطار في فرنسا ومقر الموساد ومنزل عائلة الجاسوس الإسرائيلي "إيلي كوهين" في بات يام، لكن أبرزها هو استدعاء حاخام دمشقي للاستماع إلى وصية "كوهين" في زنزانته قبل التوجه إلى ساحة المرجة الشهيرة في دمشق لينفذ فيه حكم الإعدام.

المحاسب كوهين

ثم يعود بنا الزمن ست سنوات إلى الوراء، لنرى "كوهين"، الذي يعمل محاسباً في إحدى الشركات التجارية في تل أبيب، ونتعرف إلى زوجته "ناديا" التي تعمل في مجال الخياطة، وتربطه بها علاقة حب فريدة من نوعها، ونطلع بشكل سريع على وضعه المادي الأقل من المتوسط والاجتماعي شبه المنبوذ لكونه "عربياً" مع أنه لعب دوراً في تهريب اليهود المصريين إلى إسرائيل خلال وجوده في مصر خلال السنوات السابقة. لا يتطرق المسلسل بالتفصيل إلى مرحلة ما قبل إسرائيل من حياته، وهو أمر مفهوم، لأن العمل يركز على مرحلة الجاسوسية في دمشق حصراً بين عامي 1962 و1965، لكنها فترة مهمة في تكوين نظرة واضحة عن السبب في اندفاعه واستماتته لإثبات ولائه لدولة إسرائيل وتشدّد صهيونيته ورغبته في الانتقام من العرب، ولربما هُمّشت عن قصد كي لا تُخدش صورة جيمس بوند الإسرائيلي.

معلومات عن كوهين

مع أن المعلومات متوفرة لمن يريد البحث عنها، لكن لا ضير من التذكير بها هنا، إذ ولد "إيلي كوهين" عام 1924 في أسرة يهودية متدينة في الإسكندرية بمصر. وعلى الرغم من أن معظم أحبائه غادروها عام 1949 للعيش في إسرائيل حديثة التكوين، بقي كوهين في مصر وبدأ في مساعدة مجموعة تخريبية يهودية. وساعد في تهريب الآلاف من اليهود خارج مصر في عملية جاسان السرية عندما اندلعت معاداة السامية في البلاد. وكان عضواً في شبكة للمخابرات الإسرائيلية نفذت سلسلة من التفجيرات ببعض المنشآت الأميركية في القاهرة والإسكندرية بهدف إفساد العلاقة بين مصر والولايات المتحدة الأميركية. وفي عام 1954، أُلقي القبض على أفراد الشبكة في فضيحة كبرى عرفت حينها بفضيحة لافون. وبعد انتهاء عمليات التحقيق، كانت صفحة كوهين بيضاء وخرج من مصر عام 1955، حيث التحق بجهاز الموساد ثم أعيد إلى مصر واعتقل هناك مع بدء العدوان الثلاثي في أكتوبر (تشرين الأول) 1956. ثم توجه إلى إسرائيل بعد الإفراج عنه بعد عام.

بداية الحكاية

تبدأ الحكاية الفعلية في المسلسل من هنا، عندما ينطلق الموساد في مهمة تجنيد وتدريب كوهين من أجل إرساله في مهمة إلى دمشق بسبب حالة عدم الاستقرار بين سوريا وإسرائيل ووقوع أعداد كبيرة من القتلى الإسرائيليين بسبب الهجمات السورية المتكررة على المدنيين الإسرائيليين القاطنين شمالاً (بحسب المسلسل).

يتم برشاقة استعراض التحضيرات العملية وخطوات بناء الحياة الافتراضية للجاسوس الإسرائيلي الذي سيذهب إلى دمشق بصفة تاجر كبير من أصل دمشقي اسمه "كامل أمين ثابت"، قادم من الأرجنتين تحقيقاً لحلم والده في العودة إلى أرض الوطن، والبدء بنسج علاقاته مع كبار الشخصيات السورية.

وفقاً للسلسلة، لم يكن أحد من أفراد عائلة كوهين يعلم بمهمته المقبلة أو طبيعة عمله الجديد، وهذا ما نفته "ناديا كوهين" الحقيقية، وقالت إنها كانت على دراية بعمل زوجها مع الموساد، وإن ضابطاً من الموساد كان يزورهم ويدربه.

وبسرعة غير منطقية، ومن دون المرور على مرحلة تدريبه على اللهجة السورية أو تعلمه اللغة الإسبانية، نرى "كامل" مدعواً إلى حفل باذخ في بوينس آيريس تحضره شخصيات سورية رفيعة المستوى، منها العقيد أمين الحافظ الذي سيصبح فيما بعد رئيساً لسوريا. لكن من الناحية التاريخية فإن توقيت استلام "الحافظ" منصب الملحق العسكري في العاصمة الأرجنتينة كان قد تزامن مع سفر كوهين لسوريا، مما ينفي أي علاقة مسبقة بين الرجلين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يتابع العمل في استعراض المآدب الفاخرة التي اعتاد كوهين، أو كامل أمين ثابت، إقامتها في كل مناسبة وغير مناسبة، ليكون الدبلوماسيون السوريون على رأس الضيوف، واستغلاله لها للتعبير عن حنينه إلى وطنه سوريا، ورغبته في زيارة دمشق. ويظهر اندفاعه الشديد في محاولاته لجمع المعلومات بأي ثمن من مكتب "الحافظ" حتى قبل بدء مهمته بشكل رسمي مما يثير مخاوف "أحمد سويداني"، العسكري البعثي الذي قدمه العمل بدور المسؤول الأمني للسفارة السورية في الأرجنتين، رغم أن "السويداني" لم يعيّن يوماً هناك.

تانزجه إلى دمشق

لم يكن غريباً أن يتلقى ذلك البطل الخارق إذناً من المخابرات الإسرائيلية في وقت قصير للتوجه إلى دمشق، التي وصلها في بداية عام 1962 مزوداً بآلات دقيقة للتجسس، وحاملاً عدداً من التوصيات الرسمية وغير الرسمية لعدد كبير من الشخصيات المهمة في سوريا، مع الإشادة بشكل خاص بالروح الوطنية العالية التي يتميز بها، والتي تستحق أن يكون محل ترحيب واهتمام من كل السوريين السذج الذين يمنحونه معلومات عسكرية وحساسة بمجرد أن يقول لهم "السلام عليكم"،  وبخاصة أولئك الساهين عن السياسة والانقلابات والمنشغلين بصحبة النساء والنبيذ الجيد في حفلات العشاء الفخمة والتجمعات الفاسدة، بينما اكتفى هو بالتظاهر بالتفاعل مع المدعوين والتزم حبه لزوجته "ناديا"، التي رآها مرتين فقط خلال فترة جاسوسيته، تاركاً إياها حبلى بعد كل زيارة، وأصبح أباً لطفلتين في غيابه (وليس ثلاثة أطفال كما في الحقيقة).

وسرعان ما أصبحت شقة كوهين مشهورة باستضافة العربدة لبعض أقوى الشخصيات في سوريا، ومنهم رئيس الأركان عبد الكريم زهر الدين وابن اخته (وليس ابن أخيه كما يقول المسلسل)، والرائد سليم حاطوم الذي تحوّل على يدي كتّاب العمل إلى شريف.

بدع وفبركات

لم تقتصر البدع على تحريف الأسماء، بل تحريف الأحداث أيضاً، مثل الادّعاء بأن الإعلامي جورج سيف، الذي كانت تربطه علاقة مع كوهين، تسلم منصب وزير الإعلام، وأن كوهين لعب دوراً في انقلاب مارس (أذار) عام 1963 بناء على طلب أمين الحافظ (الذي لم يلتقِ بكامل أمين ثابت إلا لقاءات عابرة قليلة) من خلال إقامته حفلاً ماجناً (مرة أخرى) تمت فيه تصفية كبار القادة السياسيين والعسكريين السوريين، وأن كوهين كان على وشك استلام منصب وزير الدفاع السوري، وفبركة لقاء في دمشق بين الجاسوس الإسرائيلي وأسامة بن لادن عندما كان طفلاً!

هذا اللقاء الخاطف، ولكن الذي يحمل أبعاداً كثيرة، تم على هامش صفقة يعقدها كوهين مع والد بن لادن بعدما تجاوزت نشاطاته مجال تجارة المفروشات (التقليدية المغربية التي قدمها العمل على أنها تُصنّع في ورش دمشق القديمة).

ثم تغلغل كامل في علاقاته التي أوصلته إلى مرتفعات الجولان، البقعة الخاضعة لأشد رقابة على سطح الكوكب، كما يقول المسلسل، وتمكن من سرقة معلومات من أكثر المقرات العسكرية تحصيناً هناك وكشف خنادق يختبئ فيها الجنود السوريون ويقومون بهجماتهم منها على الإسرائيليين. وبصفته فائق الذكاء والكرم يتمكن من إقناع القادة بقبول هدية منه، هي عبارة عن أشجار يستظل بها الجنود وتخفي المعدات العسكرية عن الإسرائيلين وتغرس بالتحديد أمام المواقع الرئيسة (لكن الاقتراح كان مبهماً بالنسبة إلى العسكريين السوريين واعتبروه فكرة رائعة ولم يدركوا أنه سيجعل مواقعهم مفضوحة بالنسبة إلى الطرف الآخر).

لا منطقية الفن لا تعني استغباء المشاهد

تم اختيار الممثل البريطاني ساشا بارون كوهين للدور لأنه يتحدث الإنجليزية والعبرية ويتمتع بملامح  قريبة من ملامح السوريين، لكن كان هناك افتقار كبير إلى الاهتمام ببقية التفاصيل، مثل لعب ممثلين مغربيين للأدوار الثانوية واستخدام مفردات باللهجة المغربية، بالإضافة إلى الوقوع في نفس المغالطة التي تقع فيها الأعمال الغربية التي تتناول قصصاً عربية، حيث تقدم العرب جميعاً يتحدثون نفس اللهجة ويتناولون نفس الطعام والشراب ويرتدون نفس الأزياء. لا يخفى على أحد أن أضخم الاستوديوهات العالمية موجودة في المغرب، لكن لم يعد مقبولاً في زماننا هذا تقديم الشاي التقليدي المغربي الأخضر "أتاي" على أنه مشروب موحد عند العرب من المحيط إلى الخليج، ولا الطربوش والجلابة المغربية على أنها اللباس التقليدي لكل الناطقين بلغة الضاد، واعتبار المرور أمام مطعم اسمه "طنجة" في العاصمة السورية عادياً. وقطعاً يعد تصوير أشهر بوابة في مدينة فاس "باب بوجلود" الأثرية على أنها معلم من معالم دمشق أمراً مرفوضاً.

اللامنطقية في الفن من أجل إضافة "بهارات" على الحكاية أمر وارد إلى حد ما، لكنها عندما تصل حد استغباء المتفرج فإنها تخرّب القصة. من المعروف أن هناك تناقضات بين الرواية السورية والإسرائيلية لحقيقة تجربة كوهين، حيث يعتبره الإسرائيليون بطلاً خارقاً تمكن من تسريب معلومات في غاية الخطورة استمرت آثارها حتى ساعدت إسرائيل على الانتصار في حرب الأيام الستة في يونيو (حزيران) عام 1967.

بينما يقول السوريون إنه كان جاسوساً ساذجاً ولم يكن على علاقة بشخصيات مهمة ووصلت درجة غبائه إلى أنه ألقي القبض عليه متلبساً وهو يرسل رسائل مشفرة من شقته، ولم يلحظ أي تحركات في الشارع ولا حتى على درج البناء. لكن تمادي العمل في تلميع صورة الجاسوس وذكائه وشخصيته الساحرة والقوية التي تجعله يسيطر على الأشخاص المحيطين به، لدرجة أن أمين الحافظ وصفه بالـ"جنتل مان"، عندما قامت زوجته بمداعبة الرجل الغريب بين فخذيه في حفل أمام الملأ! تجعلنا نشكك بأن العمل يتحدث عن قصة حقيقية. صحيح أنه لم يرد في بداية العمل أي إشارة إلى أنه دارما وثائقية، وبالتالي ليس مطلوباً منه أن يقدم "حقائق" و"وقائع"، لكن هذا لا يعد ترخيصاً بالتلاعب بقصة لها أبعاد تاريخية وسياسية مهمة.

تنتهي الحكاية بشكل طبيعي باكتشاف أمر الجاسوس، وإلقاء القبض عليه في عملية مداهمة قام بها أحمد السويداني الذي كان في منصب رئيس المخابرات العسكرية حينها، بعد استعانته بخبراء سوفييت لتعقب إشارات مورس التي كان يستخدمها كوهين لإرسال المعلومات إلى إسرائيل.

إعدام الجاسوس

لعل الجزئية الحقيقية الفعلية في المسلسل هي مشهد إعدام الجاسوس الإسرائيلي ودمجها مع مقاطع أرشيفية ضمن تهليل السوريين بالكشف عن شخص تغلغل في حناياهم لثلاث سنوات. كان هناك انتظار وحماس كبير بين المشاهدين السوريين لمشاهدة العمل الذي يتناول قصة تمسّ جزءا من تاريخهم، لكن تقديم صورة مختلفة تماماً عن تركيبة المجتمع السوري والحالة السياسية في المرحلة التي تدور فيها أحداث العمل لا شك وقد خيبت آمالهم، على الرغم من حصول المسلسل على تقييم بنسبة مرتفعة في أشهر موقعين لتقييم الأعمال الفنية (85% في روتن توماتوز و7.8/10 في آي إم دي بي). وهنا تكمن الخطورة الحقيقية للفن، إذ يحظى عمل بهذا الكم من المغالطات والتحريفات بإعجاب شريحة كبيرة في زمن بات "فيسبوك" و"تويتر" مصدرين موثوقين للمعلومات.

حتى لو تجاوزنا موضوع العمل، فهناك نقاط ضعف كثيرة فيه، أهمها أداء الممثلين البارد والمتصنع والمتكلف، بالإضافة إلى اعتماد اللغة الإنجليزية على مدار الحكاية في كل الأماكن التي تدور فيها الأحداث، من إسرائيل إلى الأرجنتين إلى زيوريخ إلى دمشق وفرنسا، الكل يتحدثون إنجليزية ركيكة، وكان تطعيم الحوار ببعض الكلمات العربية أو العبرية وترجمتها إلى الإنجليزية أمراً لا ضرورة له (في أحد المشاهد يقول كامل ثابت لجورج سيف "كلب" بالعربية، ثم يترجمها مباشرة إلى الإنجليزية!).

لعل الأداء المؤثر يمكن أن يختصر في مشهد واحد أدته بصدق الممثلة هادار راتزون (ناديا كوهين)، بعدما سمعت خبر قرار الإعدام العلني لزوجها عبر الراديو، قبل الانتقال إلى دمشق لنرى الجاسوس يمشي بكل أنفة تجاه مصطبة الإعدام، بكامل هندامه وممشوط الشعر وحليق الذقن (بعد فترة طويلة من تعذيبه وحتى اقتلاع أظافره!)، ويقف شامخاً محدقاً في عيون الناس ويرفض أن يُغطى وجهه بقماش أسود، كما هي العادة في عمليات الإعدام.

ولم يغفل المسلسل في نهايته عن الحديث عن المحاكمة الصورية التي خضع لها كوهين دون تمكنه من الحصول على أي دفاع قانوني رغم إطلاق المجتمع الدولي حملة ضخمة لتجنيبه الشنق، والقضية المستمرة إلى يومنا هذا للمطالبة بإعادة رفاته إلى أسرته.

انتهت حياة كوهين في 18 مايو (أيار) عام 1965، لكن حكايته لم تنتهِ، والنزاع الذي دفع روحه ثمناً له ما زال مشتعلاً على كل الصعد، العسكرية والسياسية وحتى الفنية!

يعرض مسلسل "الجاسوس" حالياً لفترة محدودة على نيتفلكس ومتوفر بترجمات عربية وفرنسية.

اقرأ المزيد

المزيد من فنون