Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مدارس المغرب العسكرية تدعم أفريقيا بالجنرالات

أبرزهم وزيرا الدفاع والداخلية في السنغال وقادة انقلابات الغابون وبوركينا فاسو وموريتانيا

 الأكاديمية العسكرية في مدينة مكناس المغربية (مواقع التواصل)

ملخص

 يبدو أن الدبلوماسية المغربية في الدول الأفريقية تتجاوز ما هو سياسي واقتصادي وديني إلى محاولة مد جسور التعاون العسكري مع هذه البلدان لتوطيد العلاقات الثنائية وتعزيز منطق "رابح رابح" الذي تتعامل به المملكة في القارة.

استطاعت المدارس العسكرية في المغرب تخريج كثير من الكوادر في بلدان أفريقية عدة، منهم من أصبحوا رؤساء دول ومنهم أيضاً وزراء وقادة جيوش بلدانهم، آخرهم وزيران في التشكيلة الحكومية السنغالية الجديدة وهما وزير الدفاع بيرام ديوب ووزير الداخلية جان بايتيست تاين.

وتمكن ضباط أفارقة سبق لهم تلقي تكوينات أكاديمية في مدارس عسكرية بالمغرب من ارتقاء المناصب وتولي مهمات عسكرية وسياسية رفيعة في بلدانهم الأفريقية، وهو ما يتسق مع الدبلوماسية المغربية الرامية إلى بسط حضورها الطاغي على الصعد السياسية والروحية خصوصاً في غرب ووسط أفريقيا.

رؤساء ووزراء

وضمت الحكومة السنغالية الجديدة برئاسة باسيرو ديوماي شخصيتين رئيستين تخرجتا في مدرستين عسكريتين في المغرب، وهما المدرستان العسكريتان بمكناس ومراكش.

ويوجد من بين وزراء الحكومة السنغالية جان بايتيست تاين الذي يتولى حقيبة ووزارة الداخلية والأمن العام، وقبله كان يشغل منصب قائد الدرك، وتلقى تكوينه العسكري الأكاديمي في أكاديمية مكناس المغربية، وأما وزير الدفاع بيرام ديوب فيعد من بين خريجي المدرسة الملكية الجوية بمراكش.

 

 

وخلال الصيف الماضي قاد بريس أوليغي أنغيما انقلاباً ناجحاً في الغابون ضد الرئيس السابق علي بونغو، وتخرج هو الآخر في الأكاديمية العسكرية الملكية في مكناس، وكان ملحقاً عسكرياً في سفارة الغابون لدى الرباط.

وفي الـ 30 من سبتمبر (أيلول) 2022 قاد الضابط برتبة نقيب إبراهيم تراوري انقلاباً سريعاً في بوركينافاسو، وهو عسكري شاب تلقى تدريبات عسكرية في إحدى المدارس العسكرية بالمغرب، قبل أن يعود لبلده للترقي في الرتب العسكرية.

وفي موريتانيا تلقى الرئيس السابق محمد ولد عبدالعزيز تكويناً عسكرياً في المدرسة العسكرية لمكناس قبل أن يرجع لبلده ويرسم مساراً سياسياً لنفسه أوصله إلى الانقلاب على الرئيس الأسبق سيدي محمد ولد الشيخ عام 2008.

والمسار نفسه بصم عليه سيكوبا كوناتي الذي سبق له أن قاد انقلاباً أطاح بالرئيس الغيني داديس كامارا عام 2010، وكان بدوره أحد الضباط المتخرجين في الأكاديمية العسكرية لمكناس المغربية.

كوادر أفريقية

وفي هذا السياق يقول المتخصص في العلاقات الدولية بجامعة مراكش محمد بن طلحة الدكالي إنه "إذا كانت الجامعات الفرنسية والبريطانية تعتبر مشتلاً لتخريج كوادر أفريقية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، فإن الأكاديميات العسكرية بالمغرب استطاعت أن تخرج كثيراً من القادة العسكريين الأفارقة، وخاصة في دول غرب أفريقيا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولفت الدكالي إلى أنه "منذ حصول المغرب على استقلاله أنشأ وزارة مكلفة بالشؤون الأفريقية هدفها دعم مختلف الحركات التحررية في القارة السمراء بالتدريب العسكري، وكان من المستفيدين في تلك الفترة الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا الذي تلقى تكويناً عسكرياً في المغرب".

وتابع متخصص العلاقات الدولية أنه "بعد حصول الدول الأفريقية على استقلالها وفد إلى المغرب كثير من الكوادر العسكرية الأفريقية التي تلقت تكوينها العسكري الأكاديمي، مع توفير الإمكانات للإعداد والتأهيل الدراسيين كافة مع نقل وتبادل المهارات، وهو ما من شأنه تعزيز العلاقات العسكرية بين المغرب والدول الأفريقية".

 

 

وأشار الدكالي إلى أن التجربة العسكرية المغربية على امتداد عقود من الزمن وكفاءة القوات المسلحة من العوامل التي تجعل المغرب قبلة لكثير من الدول الأفريقية التي ترغب في تحديث وعصرنة جيوشها، علاوة على ما يحظى به النموذج الأمني العسكري المغربي من تقدير إقليمياً ودولياً، على غرار التدريبات العسكرية المشتركة مع كثير من الدول، وكذلك المناورات السنوية التي يجريها المغرب مع الولايات المتحدة وحلف الـ "ناتو".

منطق رابح

ويبدو أن الدبلوماسية المغربية في الدول الأفريقية تتجاوز ما هو سياسي واقتصادي وديني أيضاً إلى محاولة مد جسور التعاون العسكري مع هذه البلدان، لتوطيد العلاقات الثنائية وتعزيز منطق "رابح رابح" الذي تتعامل به المملكة داخل القارة.

ويرى الباحث في الشأن الأفريقي عبدالمولى وادو أن "التعاون العسكري أصبح قطعة رئيسة تؤثث العقيدة الدبلوماسية للمملكة حيال بلدان القارة السمراء، بهدف تكثيف العلاقات مع كثير من دول أفريقيا".

وتابع الباحث بأن الرابح في هذا التعاون العسكري الذي يقدمه المغرب، ومنه تدريب الكفاءات والضباط الوافدين في أكاديمياته ومدارسه العسكرية، هو الطرفان معاً، فالرباط تكسب تأييد أو في الأقل تحييد دول أفريقية في ملف الصحراء، والدول الأفريقية المعنية تستفيد من تكوين ضباطها على أعلى المستويات ليعودوا ويترقوا في الرتب والمناصب العسكرية داخل بلدانهم.

 

 

ويؤيد هذا القول ما سبق أن أدلى به الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني داخل البرلمان عبداللطيف لوديي، بتأكيده أن "التكوين العسكري يدعم علاقات التعاون التي تربط القوات المسلحة الملكية بكثير من الدول الأفريقية".

وتفيد إحصاءات رسمية باستفادة 1869 عسكرياً قدموا من دول أجنبية من التكوين العسكري الأساس والمستمر خلال عام 2023، كما أن المراكز ومدارس التكوين التابعة لجهاز الدرك الملكي استقبلت خلال العام نفسه 149 متدرباً أجنبياً يمثلون قوات الدرك للدول الأفريقية.

وتقوم المدارس العسكرية وشبه عسكرية في المغرب بمهمات تكوين الضباط وضباط الصف عسكرياً وعلمياً، وتتوزع بين الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس والمدرسة الملكية الجوية بمراكش والمدرسة الملكية البحرية بالدار البيضاء، ثم المدرسة الملكية للخدمات الطبية العسكرية بالرباط.

وتعد الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس أحد أرقى وأقدم الكليات العسكرية في القارة الأفريقية، وتتيح التدريب والتكوينات الرئيسة لتخريج ضباط المشاة في الجيش المغربي، ويستفيد منها طلاب عسكريون من بلدان أفريقية، وفق اتفاقات ثنائية في شأن التعاون العسكري تجمع المملكة بهذه البلدان.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير