Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سينجح الأردن ويفشل لبنان

أي لعنة هذه أن تعيد "حماس" ارتكاب الخطأ والخطيئة في لحظة تاريخية حرجة؟

القوات الجوية الأردنية تلقي مساعدات إنسانية فوق غزة (الجيش الأردني/أ ف ب)

ملخص

بعد أكثر من نصف قرن، تريد "حماس" إعادة عقارب الساعة إلى عام 1970 حين فشلت منظمة التحرير في إطاحة العرش الهاشمي، هذا الانصياع لخطة النظام الإيراني المستجدة سيجر سوء العاقبة على "حماس" بالتأكيد.

إلى جانب الظلم التاريخي يعاني الشعب الفلسطيني من سوء الحظ على مستوى عدد كبير من قياداته. لم يتوافر لهذا الشعب، على رغم كل المآسي، نساء ورجال رؤيويون يقدمون القضية بالأبعاد السياسية والإنسانية التي تستحقها وتليق بها. كان يمكن لياسر عرفات أن يلعب هذا الدور، لكنه آثر أن يكون من صنف القادة التاريخيين الذين أضاعوا الفرص. وعندما تكثر الفرص الضائعة تتراكم الأخطاء والخطايا.

قبل وفاته، باح عرفات للصحافي المصري عماد الدين أديب باعتراف تاريخي مفاده أن "خطأ الثورة الفلسطينية الأكبر أنها سمحت باختراق النظام العربي لها في تفاصيل صناعة القرار. وخطيئتها الكبرى أنها دخلت في لعبة محاولة السيطرة على الأنظمة العربية التي عاشت فيها".

أي لعنة هذه أن تعيد "حماس" ارتكاب الخطأ والخطيئة في لحظة تاريخية حرجة؟ فلا تكتفي بالاختراق الإيراني لقرارها، بل تندفع في خطوات انتحارية هدفها زعزعة استقرار المملكة الأردنية. بعد أكثر من نصف قرن، تريد "حماس" إعادة عقارب الساعة إلى عام 1970 حين فشلت منظمة التحرير في إطاحة العرش الهاشمي، هذا الانصياع لخطة النظام الإيراني المستجدة سيجر سوء العاقبة على "حماس" بالتأكيد. فالأردن إضافة إلى مناعته الداخلية، بينه وبين الولايات المتحدة "اتفاق تعاون دفاعي" وتربطه علاقات مميزة بدول مجلس التعاون الخليجي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بعد فشلها في الأردن، نقلت "منظمة التحرير" خطتها إلى لبنان، وما إن أطل أبريل (نيسان) من عام 1975، حتى اندلعت الحرب الأهلية التي خيضت بعناوين كثيرة ومنها أن "الفصائل الفلسطينية جيش المسلمين في لبنان"، في حين رأى معظم المسيحيين أن "منظمة التحرير" تريد من لبنان أن يكون "الوطن البديل".

واليوم لا شيء يدل إلى أن التاريخ لن يعيد النتائج ذاتها، فينجح الأردن ويفشل لبنان. أصلاً الفشل اللبناني قائم وأكثر تعقيداً اليوم مما كان عام 1975. فالانقلاب الإيراني أداته منظمة مسلحة من لبنانيين تمسك بمفاصل الدولة، وقادرة من دون عناء أن تعلن "البلاغ رقم واحد" حين تدق الساعة. وفي التوصيف السياسي، يبدو لبنان نقيض الأردن في كل شيء. وبينما ستفشل "حماس" في اللعب على المكون الفلسطيني في التركيبة السكانية للأردن، يتحرك "حزب الله" في بيئة وطنية منقسمة سلفاً بين مشروعين بعنوانين هما "الممانعة" من جهة "والسيادة" من جهة أخرى. وبينما الأردن في صلب العمق الاستراتيجي لمجلس التعاون الخليجي، يبدو لبنان بعيداً من دائرة الاهتمام الخليجي المباشر. وبينما الأردن يملك قوة الاتفاق مع واشنطن وقوة العلاقة التاريخية مع لندن، يتعامل الغرب عموماً مع لبنان وكأنه ساقط عسكرياً وسياسياً بيد "حزب الله"، بدليل أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يدور في كل دول المنطقة ويستثني لبنان على رغم أخطار أن تتحول العمليات العسكرية في الجنوب إلى حرب مفتوحة.

قال كارل ماركس، "التاريخ يعيد نفسه، أولاً على شكل مأساة، وثانياً على شكل مهزلة"، ربما يصح هذا القول في أمكنة أخرى غير لبنان وفلسطين حيث المآسي لا تترك مجالاً حتى للمهازل.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل