Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اعتراف إيراني نادر بمشكلات عالمية سببها الحلم النووي

بريطانيا وفرنسا وألمانيا أكدت أن مشروع طهران "خطر" وطالبت بضرورة التوقف

المرشد الإيراني علي خامنئي خلال زيارته لأحد المفاعلات النووية (أرشيفية - أ ب)

ملخص

لا تتوقف الولايات المتحدة عن ملاحقة داعمي المشروع النووي الإيراني بعقوبات صارمة آخرها في بلدان مثل روسيا وتركيا وألمانيا.

قال الناطق باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، مساعد رئيس المنظمة في الشؤون الدولية والقانونية، بهروز كمالوندي، إن بلاده تواجه مشكلات متعددة عالمياً في ظل تمسكها بالصناعة النووية، مؤكداً أن "النشاط النووي له أهمية كبيرة لذلك حاول الأعداء إضعاف طهران وإيجاد مشكلات لها على المستوى الدولي".

وهذه المرة الأولى التي يشير فيها مسؤول إيراني كبير إلى الكلف الكبيرة التي تسببها الأنشطة الذرية لبلاده. وكان عديد من المنتقدين للمشروع النووي الإيراني في الداخل والخارج اعتبروا أن العقوبات الاقتصادية الأميركية والأوروبية ضد طهران واستمرار هذه السياسات ليست معقولة ولا تجني أي مصلحة لها.

واعترف بهروز كمالوندي بالهجمات الخارجية ضد المراكز النووية الإيرانية، بقوله "إننا نعمل في قطاع يشهد قلقاً أمنياً كبيراً لا يمكن نفي هذا الواقع، إذ تعرضنا للهجوم مرات متعددة. الأعداء منهمكون بالعمل لتدمير منشآتنا. إنهم يريدون القضاء على الصناعة النووية في إيران، لكن مع كل هذه الظروف سعينا إلى الوقوف على أرجلنا وقد تمكنا إضافة إلى توفير حاجات البلاد من تصدير عقاقير نووية، كما أبرمنا اتفاقات لإنشاء محطات أخرى مع روسيا. إنهم سلمونا منشأة بوشهر النووية ومنهمكون بإنشاء محطتين لنا".

وتأتي تصريحات المسؤول الإيراني في وقت أعلنت فيه وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على ثلاث شبكات تعمل لتوفير مواد أولية لأجهزة صاروخية ونووية في إيران في بلدان مثل روسيا وتركيا وألمانيا.

ووردت أنباء بأن هذه الشبكات كانت توفر مواد مثل ألياف الكربون ومواد الإيبوكسي من أجل استخدامها في الصناعات التابعة لوزارة الدفاع والحرس الثوري الإيراني.

والتقارير التي وردت بهذا الشأن تؤكد أن مازيار كريمي المواطن الإيراني - الألماني كان يوفر هذه المواد عبر شركاته في ألمانيا وإرسالها إلى سلطنة عمان ونقلها بواسطة شركة شحن تركية إلى إيران. كما عمل هذا المتهم على توفير هوائيات من تركيا ونقلها إلى طهران لاستخدامها بواسطة الحرس الثوري الإيراني.

انزعاج إيراني

وقال بهروز كمالوندي وهو يعبر عن قلقه الشديد للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي في شأن ارتفاع مخزون إيران من اليورانيوم المخصب إن "البلد الذي لديه ما يطرح في هذه الصناعة في الواقع ليس بلداً طبيعياً. ولذلك لا يريدون أن تصبح طهران قادرة على امتلاك هذه الصناعة بصورة كاملة دون الحاجة إلى الخارج. المشكلات السياسية تنبع من هذه القضية. إننا نشهد سنوياً تقديم ما بين خمسة وستة تقارير دورية من المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول موضوعات مرتبطة بالاتفاق النووي والاتفاقات التي توصلنا إليها، وهناك تقارير أخرى تصدر في شأن نشاطنا النووي، إلى جانب تحركات سياسية وقانونية وإعلامية ودولية خلال اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضدنا".

وأضاف الناطق باسم منظمة الطاقة النووية الإيرانية أنه "على رغم أننا نشهد زحفاً ضدنا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية من قبل الأطراف المختلفة فإنه بصورة عامة كان النجاح حليفنا. أخيراً طرحوا موضوع الأنشطة النووية في أربع منشآت، لكن اليوم اقتنعوا بأن الأنشطة تجري في منشأتين فقط ونعمل على حلها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابع "كما طرحوا موضوع تخصيب اليورانيوم بنسبة 84 في المئة وعملوا على خلق أجواء من أجل الضغط علينا، لكننا استطعنا العبور من هذه المطبات وقد وصلنا مرحلة لا تستطيع فيها الوكالة الدولية للطاقة الذرية اللعب في ملعب أعداء إيران".

وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي أبلغ مجلس حكام الوكالة أن هذه المنظمة لا تستطيع الوصول إلى المعلومات المتعلقة بإنتاج أجهزة الطرد المركزي والمياه الثقيلة ومواد صلب اليورانيوم في إيران.

وشرح العراقيل المختلفة التي تضعها الحكومة الإيرانية أمام مفتشي الوكالة الدولية بقوله "النظام الإيراني أوقف العمل بملحق الاتفاق النووي، والوكالة الدولية لا تستطيع الوصول إلى المعلومات اللازمة".

بعد يومين من هذا التقرير طرح ممثلو الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والوكالة الدولية للطاقة الذرية مجدداً أن ادعاء إيران في شأن سلمية نشاطها النووي لا يستند إلى أي أساس. وأكدوا أن النظام الإيراني ومن خلال مشروع تخصيب اليورانيوم ليس لديه أي مبرر مقنع في شأن سلمية نشاطه وعدم انحرافه إلى النشاط العسكري.

وكانت وكالة "رويترز" للأنباء أكدت في تقرير نقلاً عن ممثل الحكومة الأميركية "على إيران العمل على تقليل مستوى اليورانيوم المخصب دون 60 في المئة الموجود حالياً وعليها أن توقف بصورة كاملة تخصيب هذه النسبة". 

بيان أوروبي

وكانت فرنسا وبريطانيا وألمانيا أصدرت في فبراير (شباط) الماضي بياناً مشتركاً حول نمو البرنامج النووي الإيراني وعدم التزامها القرارات الدولية، وكذلك تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين الذين ادعوا أن بلادهم قادرة على إنتاج أسلحة نووية، وعبروا عن قلقهم بهذا الشأن وأكدوا أن المسير الذي تسلكه طهران مظلم ولا تعرف نقطة انتهائه.

تزامناً أصدر الاتحاد الأوروبي بياناً منفصلاً أشار فيه إلى كشف ذرات اليورانيوم في مستودعات سرية في منطقة "تور قوزآباد" و"ورامين" العام الماضي. وعبر الاتحاد عن قلقه في شأن عدم إمكانية وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى معلومات في شأن نشاط إيران النووي وطالب طهران بتنفيذ مواد الاتفاق وإعادة العمل بملحقه.

لكن الناطق باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية الإيرانية قال السبت الماضي إن هذه المؤسسة تنوي بناء محطات نووية جديدة في البلاد. أضاف أنه "للأسف يتصور الجميع أن الصناعة النووية تقتصر على تخصيب اليورانيوم وإنتاج أجهزة طرد مركزي، في حين أن هذه الأمور تحتل فقط واحداً في المئة من الأنشطة النووية على رغم أهميتها. وعلى أية حال، هناك أمور أخرى مرتبطة بحياة الناس ومنها استخدام التقنية النووية في مجالي الزراعة والطب. ومن الضروري أن نعمل على إنشاء محطات نووية أخرى طبقاً لاحتياج البلاد. يجب أن تكون لدينا ما بين 15 و20 محطة نووية كأقل تقدير".

نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات