Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل وصلت أسهم شركات التكنولوجيا إلى قمتها لتبدأ في التراجع؟

أصحاب الكيانات الكبرى من "أمازون" إلى "ميتا" يبيعون حالياً مئات ملايين الأسهم

الحماسة الكبيرة للذكاء الاصطناعي أدت إلى ارتفاع أسهم التكنولوجيا لكن أصحاب الشركات يتجهون الآن للبيع (أ ف ب)

ملخص

عمليات بيع كبيرة لأسهم شركات التكنولوجيا من قبل أصحابها ومديريها تشير إلى أن فورة ارتفاع الأسهم في القطاع ربما انتهت

مع الارتفاع الكبير في قيمة أسهم شركات التكنولوجيا خلال الأشهر الأخيرة شهدت كبرى الشركات بيع أصحابها وكبار التنفيذيين فيها كميات كبيرة من الأسهم فيما يسمى "التداول الداخلي"، أي تخلص مسؤولي الشركات من جزء من حصصهم في الأسهم. وبحسب أرقام شركة "فيريتي أل أل سي" التي تتابع عمليات التداول الداخلي، فإن كبار رجال التكنولوجيا مثل بيتر ثييل وجيف بيزوس ومارك زوكربيرغ باعوا أسهماً بمئات ملايين الدولارات في الربع الأول من هذا العام الذي ينتهي بنهاية مارس (آذار) الجاري بعد أيام. ووصلت نسبة بيع الأسهم إلى الشراء في التداولات الداخلية إلى أعلى مستوى لها منذ الربع الأول من عام 2021، بحسب تحليل بيانات شركة "فيريتي".

صحيح أن الزيادة في بيع الأسهم بداية هذا العام قد تبدو منطقية مع زيادة الطلب نتيجة تفادي حاملي الأسهم البيع نهاية العام الماضي، مع تراجع تقييم الشركات، كما أنه في حال ارتفاع السوق بقوة، كما هو الوضع الآن، يلجأ حاملو الأسهم من أصحاب الشركات ورؤسائها وكبار مديريها إلى الاستفادة من ذلك بتسييل جزء من حصصهم من أسهم شركاتهم، لكن معدلات البيع الحالية تتجاوز نمط الاستفادة من ارتفاع مؤشرات الأسواق وأسعار الأسهم للحصول على السيولة.

قمة المنحنى

يرى المحللون أن موجة البيع للأسهم مثيرة للاستغراب، وربما تسير إلى أن منحى الارتفاع المستمر في أسهم شركات ربما وصل إلى قمته بالفعل، بحسب ما ذكر تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز"، مضيفاً أن الارتفاع الكبير في أسهم التكنولوجيا مع تحمس المستثمرين لصعود الذكاء الاصطناعي ربما سيبدأ في التراجع. وقد لا تعكس عمليات التداول الداخلي (بيع وشراء أصحاب الشركات ومديريها لأسهمهم) حركة التداول على الأسهم في البورصة تماماً، لكن تلك الأسهم هي في النهاية "أسهم عامة" أي مطروحة في السوق، بالتالي تؤثر عمليات التداول الداخلي في قيمة الأسهم عامة.

يقول المحلل القانوني في جامعة "ديلاواير" تشارلز إيلسون، "إذا كانوا (أصحاب الشركات وكبار مديريها) يرون أن الأسهم وصلت إلى قمتها في القيمة، بالتالي يتخلصون منها، فتلك إشارة واضحة لكل المتعاملين".

وخلال الربع الحالي من العام، كانت أكبر عمليات البيع هي لأسهم شركات التكنولوجيا، إذ باع المؤسس المشارك لشركة تحليل المعلومات "بالانتير"، بيتر ثييل، ما قيمته 175 مليون دولار من أسهم الشركة في مارس الجاري، بحسب بيانات الإفصاح للبورصة، في أكبر عملية تخلص من أسهم الشركة من جانب ثييل منذ أن باع ما قيمته 504.8 مليون دولار من أسهمها في فبراير (شباط) عام 2021.

أما مؤسسة شركة "أمازون" جيف بيزوس، فباع 50 مليون سهم من أسهم شركة التجارة عبر الإنترنت الشهر الماضي بقيمة 8.5 مليار دولار، وباع الرئيس التنفيذي للشركة أندي جاسي ما قيمته 21.1 مليون دولار من الأسهم في الشهر الماضي من هذا العام، وذلك مقابل ما قيمته 23.6 مليون دولار من الأسهم في عامي 2022 و2023 مجتمعين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

على مدى سنوات، باع الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا" المالكة لموقع التواصل "فيسبوك" مارك زوكربيرغ أسهماً في الشركة بملايين الدولارات، لكنه زاد من وتيرة بيع السهم هذا العام مع وصول سعر السهم إلى مستويات عالية جداً، وباع مطلع الشهر الماضي 291 ألف سهم بقيمة 135 مليون دولار، وهي أول مرة يبيع أسهماً بهذا القدر منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، ويظل يملك حصة في الشركة تبلغ 13.5 في المئة تجعله أكبر مساهم فيها.

مؤشر إلى مستثمرين في السوق

ويتجاوز اتجاه أصحاب شركات التكنولوجيا الكبرى ومديريها الكبار لبيع أسهمهم مسألة تسييل أصولهم في تلك الشركات من حيث الأهمية، ويعد ذلك مؤشراً مهماً للمستثمرين في قطاع التكنولوجيا بصورة عامة. ويقول نائب رئيس شركة "فيريتي" لشؤون الأبحاث بن سيلفرمان "نعتبر ذلك (بيع السهم في التداول الداخلي للشركات) نقطة سلبية في تحليل البيانات وعلى المستثمرين الانتباه لها". وأضاف أنه في قطاع شركات التكنولوجيا بالتحديد "نشهد عدداً من الشركات الكبرى في هذا النطاق من بيع السهم غير التقليدي". ويقول بن سيلفرمان "واضح أن هناك شهية كبيرة للحصول على السيولة حالياً، ويرجع ذلك إلى تراجع بيع الأسهم نسبياً في عامي 2023 و2022، لكنه يعود أيضاً بالتأكيد للأداء القوي لأسواق الأسهم".

من أمثلة الاستفادة من ارتفاع الأسهم للحصول على أكبر قدر من السيولة ما فعله الرئيس التنفيذي لشركة برامج قاعدة المعلومات "سنو فلايكس" فران سلوتمان الذي باع ما قيمته 69.2 مليون دولار من أسهم الشركة مطلع الشهر الماضي قبل أن يعلن تركه لمنصبه، ومنذ اليوم الذي أعلن فيه أنه سيترك الشركة انخفضت أسهمها بنسبة 29 في المئة.

في الإجمال، يعد "بيع كبار التنفيذيين لأسهم شركاتهم بكميات كبيرة إشارة غير جيدة"، بحسب ما يقول تشارلز إيلسون، مضيفاً "أن ذلك يعني أن هؤلاء وجدوا مكاناً أفضل يوظفون فيه أموالهم غير الشركات التي يديرونها".

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة