Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هجوم موسكو يظهر أن تهديد "داعش" لا يزال قائما وعلى الغرب الحذر

في وقت تتأجج فيه نيران الجغرافيا السياسية في العالم، ومع التركيز الدولي على الحربين في أوكرانيا وغزة، ستسعى الجماعات الإرهابية إلى الاستفادة من المشهد الأمني المتوتر

أكثر من 140 قتيلاً سقطوا ضحية للهجوم الإرهابي على مسرح "كروكوس سيتي هول" في موسكو (أ ب)

ملخص

التنظيمات الإرهابية مثل "داعش" لن تختفي، بل تنتقل إلى حالة سبات لبعض الوقت، ثم تحاول النهوض مرة أخرى عندما تكون الظروف مناسبة.

كانت هناك مؤشرات قوية منذ فترة تشير إلى تخطيط متطرفين إسلامويين لتنفيذ هجوم "صاعق" جراء سعيه إلى تسجيل عدد قتلى هائل. وكانت هناك حتمية سوداوية معينة للمذبحة التي راح ضحيتها أكثر من 140 شخصاً، والتي وقعت الجمعة في موسكو.

وعلى رغم وصول العلاقات بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا إلى أدنى مستوياتها منذ أحلك أوقات الحرب الباردة، فإن قنوات الاتصال في شأن مسائل الإرهاب ظلت نشطة بين الكرملين وعدد من الدول الغربية.

ويعتقد أن الولايات المتحدة، ومن ثم المملكة المتحدة، تلقتا معلومات في بداية العام تفيد بأن "داعش" كان يخطط لشن هجوم في روسيا في المستقبل القريب، ونقلت هذه التحذيرات إلى موسكو من قبل الأميركيين.

كما تلقت الاستخبارات الروسية أيضاً تقارير مماثلة، وكان هناك أيضاً ارتفاع واضح في الانتقادات اللاذعة الموجهة إلى الكرملين وفلاديمير بوتين بسبب "تلطخ أيديهما بدماء المسلمين" تاريخياً في أفغانستان والشيشان وسوريا، ولكن أيضاً بسبب عمليات القتل في منطقة الساحل الأفريقي من قبل مجموعات المرتزقة التابعة لموسكو.

ويعتقد أن تنظيم "داعش" كان مسؤولاً عن بعض الهجمات الإرهابية الأكثر دموية التي شهدتها روسيا أخيراً، بما في ذلك تفجير مترو سانت بطرسبورغ عام 2017 والذي أسفر عن مقتل 15 شخصاً وإصابة 45 آخرين.

وفي الثالث من مارس (آذار) من هذا العام، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (أف أس بي) FSB، عن تصفية ستة إرهابيين إسلامويين في منطقة إنغوش كارابولاك. وبعد أربعة أيام أعلن أنه أحبط هجوماً على معبد يهودي في مدينة كالوغا قرب موسكو. وقال جهاز الأمن الفيدرالي في بيان: "تبين أن مسلحي منظمة إرهابية دولية يستعدون لهجوم على أبناء الرعية [اليهودية] باستخدام الأسلحة النارية".

وفي اليوم نفسه، دعت الإدارة الأميركية مواطنيها إلى مغادرة موسكو، قائلة إن "السفارة تراقب تقارير تفيد بأن متطرفين لديهم خطط وشيكة لاستهداف تجمعات كبيرة في موسكو، بما في ذلك الحفلات الموسيقية، وينصح المواطنين الأميركيين بتجنب التجمعات الكبيرة خلال الساعات الـ48 المقبلة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وليس غريباً أن ينقل الغرب معلومات عن هجمات إرهابية محتملة إلى دول معادية. وأرسلت واشنطن تحذيراً إلى إيران في يناير (كانون الثاني) قبل أن ينفذ "داعش" تفجيرات انتحارية أودت بحياة أكثر من 100 شخص في مدينة كرمان في يناير الماضي.

والرابط المشترك بين الهجومين هو أفغانستان.

ويعتقد أن الفظائع التي وقعت في موسكو نفذتها جماعة "داعش خراسان" التي تشكلت عام 2015 من قبل الجماعات الإسلاموية التي كانت تقاتل الروس في آسيا الوسطى وهي الآن راسخة ويتزايد نفوذها في أفغانستان تحت حكم حركة "طالبان" بعدما سحب الرئيس بايدن القوات الغربية من البلاد عام 2021.

لقد ظهرت النوايا القاتلة لتنظيم "داعش خراسان" حتى أثناء التراجع الفوضوي [للقوات الغربية] إذ أقدم على تفجير مدمر قرب مطار كابول، والذي أودى بحياة 183 شخصاً - 170 أفغانياً و13 جندياً أميركياً.

وما حدث يجب أن يكون بمثابة تحذير للغرب، إذ لا يوجد سبب يمنع "داعش"، بعد أن ضرب داخل روسيا، من الاستمرار في محاولة القيام بأعمال مماثلة في أوروبا والولايات المتحدة. ففي نهاية المطاف، كان الفيلق الدولي الجهادي الذي أنشأه الغرب لمحاربة الروس في أفغانستان هو الذي نفذ هجمات الـ11 من سبتمبر (أيلول).

ويمكننا أيضاً أن نتوقع انتشار الاتهامات والاتهامات المضادة في شأن ما حدث في موسكو. وزعم الرئيس بوتين يوم السبت أن هناك تواطؤاً أوكرانياً في الهجوم، وأن القتلة كانوا يسعون إلى الفرار إلى أوكرانيا، وقارن ما حدث بالهمجية النازية - وهي مصطلحات استخدمها مسؤولون روس لوصف النشاط الأوكراني منذ بدء الحرب.

وفندت حكومة فولوديمير زيلينسكي في كييف هذا الادعاء على الفور ونفت المسؤولية. وأشار المسؤول في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، أندريه يوسوف، إلى أن القتلة [لو صح الادعاء بعزمهم الفرار إلى أوكرانيا] سيتعين عليهم المرور عبر منطقة تمتلك فيها روسيا ثقلاً عسكرياً وأمنياً كبيراً للوصول إلى الحدود الأوكرانية.

ونفذت أجهزة الاستخبارات الأوكرانية سلسلة من الهجمات الدقيقة داخل روسيا منذ بدء الحرب وربما كانت مسؤولة عن عدد من الاغتيالات. ولكنهم لن يحصلوا إلا على الإدانة الدولية إذا ما ارتبطوا بالذبح الجماعي للمدنيين. ولم يقدم الكرملين حتى الآن أي دليل على تورط أوكرانيا.

ومن ناحية أخرى، هناك أسباب مقنعة وراء قيام "داعش خراسان" بشن هجوم الآن والاستفادة من انعدام الثقة والاتهامات المتبادلة في العلاقات الدولية التي ولدتها حربان كبيرتان في أوكرانيا وغزة.

وفي هذا الصدد، قال المحلل الأمني البريطاني، روبرت إيمرسون إن "مجموعات مثل ’داعش‘ لن تختفي. قد ينتقلون إلى حالة سبات لبعض الوقت، ثم يحاولون النهوض مرة أخرى عندما تكون الظروف مناسبة. هذه هي حقيقة الإرهاب والتمرد".

© The Independent

المزيد من آراء