ملخص
عبر تكثيف ضرباتها على سوريا واستهداف قيادات إيرانية، تستفيد إسرائيل من التضامن الغربي معها ومن الصمت الروسي- الصيني ومن استراتيجية الصبر الذي تعتمده إيران.
لم تكن الأراضي السورية بمنأى عن الاستهدافات الإسرائيلية الأخيرة، على رغم انشغال تل أبيب بالحرب الدائرة في قطاع غزة بعد أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) ولا تزال، وسط حديث عن نية الدخول لمدينة رفح، وردود الأفعال الدولية على هذا التهديد.
ففي سوريا استهدفت غارات إسرائيلية قيادات وشخصيات أمنية إيرانية خلال الأسابيع والأشهر الماضية وصفت بالمهمة، مثل المستشار العسكري في فيلق القدس بالحرس الثوري رضى موسوي في يناير (كانون الثاني) الماضي.
فهل يتبدل المشهد الميداني في سوريا؟ وكيف أثرت حرب القطاع على أدوار القوى الخارجية على الأراضي السورية؟
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يقول الصحافي والكاتب السياسي محمد قواص في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية" إن "ما يحصل حالياً في سوريا هو تجميد العمليات العسكرية التركية والعمليات العسكرية الروسية". ويضيف أن "الميدان ذهب بشكل حصري إلى الصراع الإسرائيلي- الإيراني، وهنا الحديث عن إسرائيل وإيران وليس إسرائيل والنظام السوري".
ويشدد قواص على أنه بات واضحاً عدم الاكتراث الدولي بما تفعله إسرائيل في سوريا لجهة استهدافها قيادات في الحرس الثوري الإيراني وضباطه، وهو ما لم يكن موجوداً قبل سنوات، فيما تل أبيب تحاول قدر الإمكان حصر أهدافها ببنى تحتية أو قوافل عسكرية أو منشآت لها علاقة بمراكز أبحاث يمكن أن تشكل أخطاراً أمنية على إسرائيل.
وعن نية إسرائيل من هذه الضربات، اعتبر قواص أن تل أبيب تستهدف هذه المرة الوجود الإيراني في سوريا، مستفيدة من لحظة تاريخية نادرة في التضامن معها بشكل غير المسبوق لم تشهده إسرائيل منذ عام 1948 بعد أحداث السابع من أكتوبر.
ويقول "الكل يتحدث هذه الأيام عن إمكانية أن تمتد الحرب إلى لبنان عبر حرب شاملة أو أن يمتد التوتر إلى مصر، إنما لا أحد مهتم بأن تمتد الحرب نحو سوريا"، مضيفاً أن "هناك شبه قناعة بأن إيران وحلفاءها في سوريا لن يشنا حرباً على إسرائيل من سوريا، كما هناك قناعة أخرى بأن طهران تتجنب الحرب بشكل مباشر، فإسرائيل تستفيد من التضامن الغربي ومن الصمت الروسي- الصيني ومن استراتيجية الصبر الاستراتيجي الذي تعتمده إيران".