Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الدراما الرمضانية بالمغرب... انتقادات ترافق المشاهدات

ثلاثة مسلسلات "سيت كوم" تستحوذ على غالبية المتابعة الجماهيرية على رغم ملاحقتها بالاتهامات من كل جانب

مسلسل بنات الحديد (مواقع التواصل)

ملخص

سجل نقاد مفارقة بين نسب المشاهدة المرتفعة التي حققتها الأعمال الرمضانية تحديداً ومنسوب الانتقادات التي انهالت عليها منذ اليوم الأول في رمضان إذ لاحقتها اتهامات "الحموضة" بمعنى محاولة الضحك بطريقة فجة لا تضحك أحداً.

حشدت القناتان الحكوميتان في المغرب (الأولى والثانية) طواقمهما وإمكاناتهما المالية واللوجيستية من أجل الظفر بثقة ملايين المشاهدين خلال شهر رمضان، من خلال برمجة أكبر عدد ممكن من الإنتاجات المحلية، لا سيما المسلسلات الكوميدية والدرامية، خصوصاً في خضم قرار تقليص إنتاج وبث أعمال "السيت كوم".

وحاولت القناتان الرئيستان في المغرب تفادي الانتقادات التي انهالت على الأعمال التلفزيونية خلال رمضان 2023، عبر استدعاء أسماء جديدة والنأي قدر الإمكان عن نمطية الممثلين وتكرار المواضيع المطروحة في مواسم سابقة، لكن من دون أن يسلم ما تم عرضه في رمضان الحالي من انتقادات جديدة.

رهانات دراما رمضان

ولجأت القناتان الحكوميتان الأولى والثانية في برمجة رمضان الجاري إلى تقليص مساحات بث مسلسلات "السيت كوم"، بعدما كانت هذه الأخيرة تشغل حيزاً زمنياً مهماً في برمجة المواسم الرمضانية السابقة.

واكتفت القناة الأولى ببرمجة مسلسلين كوميديين من "السيت كوم" في وقت الذروة بعد الإفطار الرمضاني، يحملان عنوان "آش هذا" و"أولاد يزة"، بينما القناة الثانية اكتفت بـ"سيت كوم" واحد عنوانه "جيب داركم".

وعزا نقاد تقليص مساحات بث مسلسلات "السيت كوم" في القناتين التلفزيونيتين المغربيتين إلى رغبة القائمين على إنتاج الأعمال الرمضانية في تفادي حملات الانتقادات الشرسة التي استهدفت هذا النمط من الأعمال الفنية الفكاهية، خصوصاً في ما يتعلق بتكرار نفس الوجوه والنمطية في التمثيل والمواقف وحتى المواضيع.

وحققت أعمال "السيت كوم" الكوميدية الجديدة في رمضان الجاري نسباً عالية في المشاهدة، إذ أوردت شركة "ماروك متري" المتخصصة في قياس المشاهدات أن "جيب داركم" تبوأ المرتبة الأولى في القناة الثانية بـ12 مليون مشاهدة، بمعدل يصل إلى 38 في المئة من مجموع مشاهدات هذه القناة.

 

 

وتبوأ "آش هذا" الذي تعرضه القناة الأولى الرتبة الأولى بـ10 ملايين و808 آلاف مشاهدة، ما يعادل نسبة 32 بالمئة من مجموع المشاهدات، بينما سيتكوم "ولاد يزة" جاء في الرتبة الثالثة، وفق معدلات المشاهدة.

وسجل نقاد مفارقة بين نسب المشاهدة المرتفعة التي حققتها هذه الأعمال الرمضانية تحديداً، ومنسوب الانتقادات التي انهالت عليها منذ اليوم الأول في رمضان، إذ لاحقتها اتهامات "الحموضة" بمعنى محاولة الضحك بطريقة فجة لا تضحك أحداً.

القناة الأولى

ونال "ولاد يزة" تحديداً النصيب الوافر من الانتقادات، خصوصاً من طرف أسرة التعليم التي اتهمته بكونه يسيء إلى صورة المعلم في المجتمع المغربي، وطالبت نقابات تعليمية بالتدخل العاجل من الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري.

وأفادت نقابات تعليمية أن هذا "السيت كوم"، "قدم المعلم في صورة سيئة تكرس الصورة النمطية، التي تحاول جعله موضوع فكاهة فجة، عوض تقديمه كقدوة ونموذج يحتذى".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واعتبر المصدر أن ما تضمنته حلقات "ولاد يزة" لا يليق ومكانة المدرس في المجتمع، ويشكل استهدافاً للمدرسة العمومية، ويبخس المجهودات الجبارة والتضحيات الجسيمة التي تقدمها الشغيلة التعليمية، وهو ما يستدعي من القناة تقديم اعتذار رسمي لأسرة التعليم.

من جهتهم رد منتجو "ولاد يزة" بأن "هذا العمل لم يسئ في أي وقت إلى صورة المعلم، وأن ما تضمنته السلسلة الكوميدية مجرد مواقف فكاهية تصور الواقع، ومن ثم لا يمكن ممارسة الرقابة على الفن".

وعلى الصعيد الفني أوضح الناقد أحمد سجلماسي أن هذا "السيت كوم" الكوميدي لم يحترم أبسط مقومات العمل الفني المقبول، بسبب ما سماه الإغراق في التهريج، علاوة على غياب السيناريو المقنع ومتماسك الخيوط وعدم التروي في اختيار الممثلين المناسبين والتسرع في الإنجاز.

ويرى نقاد أن نقطة الضوء الرئيسة في برمجة دراما رمضان على القناة الأولى تظل مسلسل "دار النسا" الذي حظي هو الآخر بنسبة مشاهدات معتبرة تجعله في المراتب الأولى، وهو يعرض خلافات ومشكلات عويصة تعيشها أسرة غنية، والمسلسل من إخراج الفنانة سامية أقريو، وبطولة نورة الصقلي ومريم الزعيمي وابتسام العروسي وياسين أحجام وإدريس الروخ.

القناة الثانية

من جهتها راهنت القناة الثانية على "جيب داركم" لما يعرضه من مواقف كوميدية نالت ثناء بعض المشاهدين، غير أنه لم يسلم من انتقادات في شأن أداء بعض الممثلين، وضعف القدرة على إضحاك الجمهور المغربي.

وتعول القناة الثانية أيضاً على الفنان الكوميدي حسن الفد بعرضه "كبسولات فكاهية" خفيفة بعنوان "الموسطاش" (أي الشارب)، غير أن عرض الفد في رمضان الجاري تعرض لعدد من الانتقادات أهمها مسألة التكرار والسقوط في فخ النمطية.

وفي وقت اعتبر فيه البعض أن الفد استطاع جذب الجمهور المغربي لما يقدمه من قفشات فكاهية من دون افتعال أو إسفاف، وبأنه نجح في تحقيق هذا الهدف، اعتبر نقاد أن الرجل وقع في النمطية والتكرار، لا سيما بعد عروضه السابقة التي تتمحور حول شخصية "كبور" الكوميدية التي اشتهرت وسط المغاربة بالشخصية المرحة التي تجمع بين متناقضات عدة.

 

 

الناقد والباحث في الصورة مجيد سداتي أفاد في هذا الصدد بأن "الموسطاش" يعد نسخة مشوهة لمواقف كوميدية سابقة لأعمال حسن الفد الفكاهية، لافتاً إلى أن "هذا الأخير بات مطالباً بأن يزيل عنه عباءة كبور التي أصبحت عبئاً عليه" على حد تعبيره.

ويبدو أن نقطتي الضوء الكبيرتين في دراما رمضان بالقناة الثانية المغربية، هما مسلسلا "جوج وجوه" (وجهان)، و"بنات الحديد"، فالأول يعتبره نقاد بأنه أول مسلسل يتطرق في موضوعه الرئيس إلى آفة التسول والعاهات الاجتماعية التي تخلقها، وهو مسلسل تميز بقوة وجودة التشخيص لا سيما من طرف الثنائي عزيز داداس وأيضاً دنيا بوطازوت.

وأما المسلسل الاجتماعي الثاني "بنات الحديد" فقد تميز، وفق عدد من النقاد، بقوة القصة والسيناريو، فضلاً عن جودة الأداء لا سيما من طرف الممثلة فاطمة الزهراء ناصر وعاجل فلان وغيرهما، وهو مسلسل يتعرض لعلاقات متشابكة من المصالح وحب الذات والخيانة لأفراد عائلة تعيش من إيرادات صناعة متلاشيات الحديد.

اقرأ المزيد

المزيد من فنون