Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عراقيل إسرائيلية تؤخر وصول المساعدات إلى نازحي غزة

يشكو سائقو الشاحنات من إجراءات التفتيش عند المعابر والأمم المتحدة تحمل تل أبيب مسؤولية بطء تدفق المعونات

ينتظر سائقو الشاحنات الإذن للمرور إلى غزة بفارغ الصبر (اندبندنت عربية)

ملخص

لا وقت محدد لعملية تفتيش المساعدات الإنسانية إذ تبقى الشاحنات لأيام تنتظر دورها في عملية الفحص، كما لا يوجد نظام في الإجراءات فقد يكون ترتيب الشاحنة الخامس في قائمة الانتظار لكن القوات الإسرائيلية تتركها وتفتش رقم 15

على بوابة معبر رفح البري تتوقف مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية في الجانب المصري، وينتظر سائقوها الإذن للمرور إلى غزة بفارغ الصبر، لإيصال هذه المعونات إلى النازحين المكدسين في محافظة رفح أقصى جنوب القطاع.

من خلف السياج الذي يحيط ببوابة معبر رفح كان السائق المصري محمد عاطف الذي يجلس خلف مقود شاحنة كبيرة، يشير بيديه إلى سكان غزة الذين اصطفوا قرب المنفذ البري ليشاهدوا قوافل المساعدات التي ينتظرونها على أحر من الجمر، ويرسل إليهم تحياته ويعدهم بالوصول إلى غزة بعد إتمام عملية تفتيش المساعدات.

بوق شاحنة وتهليل

أطلق السائق محمد العنان لبوق شاحنته وغادر منفذ رفح متجهاً إلى معبر العوجا، وفي الأثناء كان الغزيون يهللون بصوت عالٍ استعداداً لاستقبال المعونات التي تصفها الأمم المتحدة بأنها منقذة للحياة وتدرأ حدوث المجاعة الحقيقية.

تدريجاً غاب السائق محمد عن عيون النازحين الغزيين، إلى معبر العوجا بحسب التسمية الفلسطينية والمصرية، أو معبر نيتسانا وفقاً للتسمية الإسرائيلية، وهناك سيجري تفتيش حمولة شاحنته، وبعدها سيسمح له بالعودة لمعبر رفح، لدخول قطاع غزة بغرض تفريغ المساعدات الإنسانية ونقلها إلى مستحقيها.

لساعات طويلة ظل الغزيون الذين كانوا ينتظرون وصول السائق مصطفين على بوابة معبر رفح، لكن انتظارهم لم يكن مجدياً، إذ حل الظلام في المنطقة ولم تصل بعد قوافل المساعدات الإنسانية.

 

 

بعد يومين من تلك الحادثة، سمع النازحون القريبون من السياج الحدودي صوت بوق شاحنة السائق محمد، وميزوه من انطلاقه المستمر من دون توقف، إذ ضغط عليه السائق المصري باستمرار كما فعل أثناء قطعه طريقه للتفتيش، بسرعة هلل الجميع فرحاً واستعدوا لاستقبال المعونات.

دخول غزة

وصل السائق إلى معبر رفح مرة أخرى، ودخل هذه المرة البوابة الفلسطينية إلى قطاع غزة، وهناك جلس ينظر، مرة، إلى النازحين المتعطشين للطعام والشراب والمعونات، ومرة إلى عمال الإغاثة الإنسانية الذين ينقلون المساعدات على متن شاحنات فلسطينية صغيرة الحجم.

وقال السائق المصري الذي يزور غزة للمرة الأولى "هناك مئات الأطنان من المساعدات الإنسانية موجودة على الجانب المصري، وتنتظر إجراءات التسجيل والتفتيش، ثم ستتجه إليكم، أعتقد بأنها ستكون مناسبة وكافية، لكنها ستواجه كثيراً من العراقيل والتعقيدات قبل أن تدخل إلى غزة"، مضيفاً أن "استجابة دول العالم، بخاصة الدول العربية لأزمة غزة جاءت سريعة والدليل كمية المساعدات التي وصلت إلى مطار العريش".

مشكلة التفتيش

لكن المشكلة، بحسب السائق، تكمن في آليات تدفق المساعدات إلى القطاع، إذ أوضح أن إسرائيل تعرقل مرورها بفرض إجراءات كثيرة، غالبيتها هدفها تأخير وقت مرور القوافل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشرح محمد أنه "بعد تحميل الشاحنات بالمساعدات نصطف على جانبي طريق معبر رفح، ثم ننتظر أن تسمح لنا السلطات الإسرائيلية بالتوجه إلى معبر العوجا، وعندما يحدث ذلك، تذهب سلسلة شاحنات لا تزيد على 200 وتدخل إلى ساحة التفتيش".

ويقطع سائقو شاحنات المساعدات الإنسانية الذين يصطفون على بوابة معبر رفح نحو 40 كيلومتراً للوصول إلى معبر العوجا، ولا يسمح لهم بالمرور إلى غزة من المنفذ الإسرائيلي، بل تفرض عليهم العودة لمعبر رفح من أجل الدخول إلى القطاع.

في معبر العوجا

وتابع محمد أن "هذا يستغرق وقتاً طويلاً ولا داعي لهذه الخطوة من الأساس، فكرة الذهاب إلى معبر العوجا والعودة منه تسبب إرهاقاً لنا وتأخيراً في تدفق المعونات الغذائية، أعتقد بأنه يمكن إيجاد آليات أسهل وأفضل من هذه الطريقة".

وفي معبر العوجا ليس هناك وقت محدد لعملية تفتيش المساعدات، لكن شاحنة محمد ظلت يومين تنتظر دورها في عملية الفحص، فأشار السائق إلى أن إجراءات التفتيش بطيئة وبدائية وبعض الأحيان تتوقف عملية الفحص لساعات طويلة، لافتاً إلى أنه يضطر إلى أن ينام في شاحنته ويشعر بالبرد.

وبعد إجراءات التفتيش التي تحفظ السائق الحديث عنها بإسهاب، أوضح أنه يعود لمعبر رفح مرة أخرى، وهذه المرة يسمح لهم بالمرور إلى غزة للبدء بتفريغ المساعدات التي تتولى مهمتها طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني.

نشعر بكم ونعاني مثلكم

في زاوية أخرى من معبر رفح، كان سائق شاحنة المساعدات مصطفى عزمي يتحدث مع أفراد الهلال الأحمر، ثم توجه إلى سيارته وأحضر إبريق شاي وأخذ يسكب لنازحين تجمعوا قربه، وكانوا يشكون له من قلة توافر الطعام في القطاع.

وقال صطفى "وأنا في الطريق إلى غزة اهتزت شاحنتي بسبب انفجار ضخم، رأيت بعد ذلك ألسنة اللهب وأعمدة الدخان تعلو في المنطقة، حينها أدركت أن غارة نفذها الجيش الإسرائيلي قرب المعبر، هذا أمر أليم ويفاقم المعاناة".

 

 

أضاف أن "أصعب شيء في عملية نقل المساعدات هو التفتيش، فإسرائيل تعرقل تدفق المعونات بسبب عمليات الفحص، عادة ما تكون عمليات التفتيش عشوائية ولاحظت ذلك اليوم، إذ كنت أقف خامس شاحنة إلا أن الجيش طلب الشاحنة رقم 15 وتركني ليوم آخر أنتظر دوري".

وضحك مصطفى متابعاً "نحن نعاني أيضاً مثل سكان غزة بسبب طول الطريق التي تستغرق أياماً وينقص معنا الطعام، وأيضاً ننام في الشارع لأن الجيش في بعض الأحيان يطلب منا الابتعاد من الشاحنات أثناء التفتيش".

في الواقع، لاحظ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" بطء عملية تدفق المساعدات الإنسانية، وأورد أن عدد القوافل التي تدخل القطاع أقل بكثير مما هو مطلوب لدرء المجاعة وإنقاذ حياة السكان، وحمل إسرائيل المسؤولية عن ذلك.

لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري نفى أن تكون بلاده مسؤولة عن تأخير تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وحمل السبب في ذلك لمنظمات الإغاثة التي لا تستطيع تسلّم الإمدادات وتوزيعها كما هو مطلوب.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات