Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معبر رفح... شريان غزة "العربي" مهدد بالقطع

خطة إسرائيلة لنقله إلى "كرم أبو سالم" لإحكام السيطرة على القطاع والسلطة الفلسطينية تتوعد بإعادة فتحه

تعمل إسرائيل وفق متخصصين على استنتساخ تجربة سيطرتها على الضفة الغربية في قطاع غزة (رويترز)

ملخص

نتنياهو توعد بإعادة احتلال الشريط الحدودي مع مصر لوقف تهريب الأسلحة

مع اقتراب دخول الجيش الإسرائيلي إلى محافظة رفح جنوب قطاع غزة لاستكمال أهداف الحرب المعلنة، تبدو الحكومة الإسرائيلية مصرة على إعادة احتلال الشريط الحدودي مع مصر (محور فيلادلفيا)، باعتبار ذلك "ضماناً لنزع السلاح" في القطاع.

فإسرائيل تعمل وفق متخصصين على استنتساخ تجربة سيطرتها على الضفة الغربية في قطاع غزة، بما يعنيه ذلك من فرض سيادتها الأمنية الدائمة والتحكم في المعابر الحدودية مع مصر.

ولأن إسرائيل تسيطر على معابر القطاع باستثناء معبر رفح البري مع مصر، فإن عينها تبقى باتجاهه بعد نحو 18 عاماً من تسليمه إلى السلطة الفلسطينية في 2006.

رام الله تتوعد

ويقع المعبر على محور "فيلادلفيا" الفاصل بين قطاع غزة ومصر، لكنها تريد نقله إلى معبر كرم أبو سالم التجاري الواقع على مثلث الحدود الفلسطينية- المصرية- الإسرائيلية وفق تسريبات إسرائيلية.

وتستهدف تل أبيب من وراء تلك الخطوة "إحكام سيطرتها الأمنية على المعبر، والتحكم فيمن يغادر ويدخل عبره من القطاع وإليه.

ومع أن إسرائيل انسحبت من المعبر، لكنها بقيت مشرفة على الحركة فيه عبر كاميرات مراقبة، إذ ضمن لها ذلك اتفاق المعابر بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

ومنذ سيطرة حركة "حماس" على قطاع غزة، فإن معبر رفح أصبح يغلق بصورة متكررة ويحتاج إلى تنسيق مسبق للمرور عبره.

ومنذ بداية الحرب الحالية، فإن القاهرة اتهمت تل أبيب بالتحكم في المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة، وحتى بالأشخاص المغادرين عبره.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتوعد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية بإعادة فتح معبر رفح في حال نقلته إسرائيل من موقعه الحالي، مشدداً على أنه "بوابة الحدود الفلسطينية- المصرية وأن مسألته "شأن مصري- فلسطيني".

ومن شأن نقل معبر رفح إلى كرم أبو سالم أن يسمح لإسرائيل بإجراءات مراقبة أمنية بصورة مباشرة إزاء المسافرين بين قطاع غزة ومصر.

 وتخطط تل أبيب لإقامة حاجز تحت الأرض أسفل الحدود بين قطاع غزة ومصر والتي يبلغ طولها 14 كيلومتراً بهدف "منع عمليات تهريب الأسلحة".

ويقيم في محافظة رفح أكثر من مليون و500 ألف فلسطيني، نحو مليون و200 ألف منهم من النازحين الذين لجأوا إليها من مناطق قطاع غزة بسبب الحرب.

وأثار احتمال سيطرة إسرائيل على محور "فيلادلفيا" وإمكان تهجير فلسطينيين من القطاع إلى مصر توتراً في العلاقات المصرية- الإسرائيلية.

وبهدف التوصل إلى تفاهمات في شأن ذلك، بحث رئيس "شاباك" الإسرائيلي رونان بار ومنسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية غسان عليان "مسألة اليوم التالي للحرب"، وفق هيئة البث الإسرائيلية.

ماذا عن مصر؟

ويخطط الجيش الإسرائيلي لإجلاء النازحين في رفح مجدداً نحو منازلهم الذين أجبرهم على تركها منذ بداية الحرب قبل بدء عمليته العسكرية في رفح.

ووفق وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت فإن رفح ستكون "الهدف التالي للجيش الإسرائيلي بعد خان يونس للقضاء على إرهابيي ’حماس‘ الذين يختبئون هناك".

وأشار غالانت إلى أن الجيش الإسرائيلي سيصل إلى "معقل حماس المتبقي"، رافضاً الكشف عن كيفية تنفيذ العملية العسكرية في ظل الموقف المصري الحالي.

وبحسب غالانت فإنه "في نهاية القتال، لن تعود حماس تسيطر على قطاع غزة"، مشيراً إلى أن أنشطة الجيش الإسرائيلي "ستستمر فيه خلال الأشهر المقبلة".

وجزم الوزير الفلسطيني الأسبق حسن عصفور بأن الجيش الإسرائيلي سينقل معبر رفح من مكانه الحالي إلى معبر كرم أبو سالم "كجزء من تغيير الواقع في قطاع غزة وإعادة سيطرة إسرائيل الأمنية عليه".

واعتبر أن الخطوة الإسرائيلية تهدف إلى "إرباك العلاقة المصرية- الفلسطينية وزدياة الضغط على الفلسطينيين".

ووفق عصفور فإن إسرائيل "تتحكم حالياً باعتراف مصري بمعبر رفح، لكنها تريد تثبيت الأمر الواقع واحتلال محور فيلادلفيا"، لافتاً إلى أنها "ترغب في أن يتم ذلك بعد التوصل إلى تفاهمات مع مصر".

ومن أجل قطع الطريق على استفراد إسرائيل بـ"حماس"، طالب عصفور الحركة "بتسليم ملف التفاوض مع تل أبيب إلى السلطة الفلسطينية لمنع حصول فراغ في قطاع غزة".

ويرى الباحث في الشؤون الإسرائيلية سليم بريك أن "إعادة احتلال إسرائيل لمحور فيلادلفيا ونقل معبر رفح، أمران مركزيان وحيويان في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولا رجعة عنهما".

ووفق بريك فإن الرؤية الإسرائيلية تقوم على أن "عدم حصول ذلك يعني استئناف تهريب السلاح من مصر، وفشلاً في أحد أهم أهداف الحرب الإسرائيلية".

 واستبعد بريك تهجير تل أبيب الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر، حتى "لا تهدد بإلغاء اتفاق السلام مع القاهرة".

ورجح إجلاء إسرائيل مئات آلاف الفلسطينيين من رفح باتجاه الشمال للتقليل من الخسائر البشرية، وحتى تننهي من عمليتها العسكرية في رفح، مشيراً إلى أن واشنطن ستمارس ضغوطاً على القاهرة حتى تقبل بسيطرة إسرائيلية على محور "فيلادلفيا" والتوصل إلى تفاهمات ثنائية.

وتوقع الكاتب والمحلل السياسي جمال زقوت أن تعيد إسرائيل استحواذها على محور "فيلادلفيا" بهدف إحكام سيطرتها على قطاع غزة الذي تريده نسخة ثانية من الضفة الغربية، وذلك بفرض سلطتها الأمنية عليه وإقامة مناطق عازلة".

ووفق زقوت فإن "تأخر وجود رؤية فلسطينية مشتركة تضم حركتي حماس و’فتح‘ والفصائل الوطنية جميعاً سيتيح لإسرائيل تنفيذ مخططاتها".

وحول توعد أشتية بمنع إسرائيل من نقل معبر رفح من مكانه، رأى أن ذلك لا يرقى إلى أن يكون "خطة فلسطينية متكاملة".

وجدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رفض بلاده "تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة إلى مصر"، مؤكداً أن ذلك "خط أحمر لم ولن نقبل أو نسمح به".

وأشار السيسي إلى أن "بلاده لم ولن تغلق أبداً معبر رفح الحدودي أمام المساعدات الإنسانية لقطاع غزة"، مضيفاً أن مصر "تسعى إلى إدخال أكبر كميات من المساعدات للتخفيف عن أكثر من مليوني فلسطيني تحت الحصار".

المزيد من متابعات