لقد فعل مانشستر يونايتد كثيراً من الأشياء الصحيحة، لقد سددوا ثلاث تسديدات بينما سدد مانشستر سيتي 27 تسديدة، وقدم عديد من لاعبي يونايتد مباريات رائعة في "الديربي" لكن بالكاد كان لديهم ربع الاستحواذ، ويمكن القول إن إريك تن هاغ قد نجح في اختيار فريقه وتكتيكاته بشكل صحيح، لكن في النهاية خسر فريقه بنتيجة (1- 3).
قال تن هاغ "خسرنا بهوامش صغيرة"، لكن مزاعم المدرب الهولندي بعد المباراة لن تصمد أمام كثير من التدقيق، وإذا كان تقييمه لديربي مانشستر رقم 192، والفوز السادس لمانشستر سيتي على يونايتد في آخر سبع مباريات، ملوناً باللون الأحمر، فإن المسافة الفاصلة بين الناديين وهي نحو خمسة أميال كانت كاشفة.
قال تن هاغ "كنا قريبين حقاً من الفوز أو على الأقل الحصول على نقطة" وسلط الضوء على اللحظات الحاسمة في المباراة التي هيمن فيها فريقه، لا سيما اعتقاده بأن ماركوس راشفورد كان يجب أن يحصل على ركلة جزاء قبل ثوانٍ من إدراك سيتي للتعادل.
وتعرض يونايتد لهزائم الديربي الأسوأ في السنوات الأخيرة، هزائم أكثر تأكيداً وإحراجاً بكل تأكيد، ومباريات تم تدميره فيها من الشوط الأول، والآن حققوا واحدة من أكثر الهزائم احتراماً في الديربي، وقد يتساءل البعض عن إمكانية أن تكون الخسارة بنتيجة (3 - 1) محترمة تماماً.
لكن هدف السير جيم راتكليف المعلن بإقصاء سيتي من مكانته في غضون ثلاث سنوات يمكن أن يبدو أقل واقعية من إعلان رالف رانغنيك قبل عامين بأن يونايتد يحتاج إلى جراحة قلب مفتوح، لأن الفريق امتلك القلب في مباراة ملعب "الاتحاد" والإستراتيجية أيضاً، ولم يكن هناك نقص في الشخصية، حيث لعب أولئك الذين يعانون من مشاكل الإصابة، وكافح الثنائي جوني إيفانز وماركوس راشفورد من أجل الوجود في هذه المباراة، وكان على تن هاغ أن يخرج كل منهما، وكان من الممكن أن يختار كل من برونو فرنانديز ورافائيل فاران وكاسيميرو للمشاركة من مقاعد البدلاء فتنافس كل منهم بشكل مثير للإعجاب.
بعد التأخر بنتيجة (1 - 6) على ملعب "الاتحاد" خلال الموسم الماضي، ثم الخسارة في النهاية بنتيجة (3 - 6)، تنازل المدرب وأظهر مزيداً من الواقعية، فقد دافع يونايتد بعمق وحشد خط الوسط بشكل أكثر من المعتاد وكان أقل انفتاحاً على مزيد من التحولات الهجومية.
وبصفته مهاجماً مصطنعاً، كان أداء برونو فيرنانديز أفضل في دور المهاجم الوهمي مما كان عليه هو وبول بوغبا في دور المهاجم الوهمي في ملعب "الاتحاد" تحت قيادة رانغنيك، ومن خلفه كان تن هاغ يحمي لاعبيه الأكبر سناً والأبطأ.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأظهر كاسيميرو أنه لا يزال بإمكانه التألق عندما لا يتعرض لمساحات مفتوحة واسعة، وكان فاران رائعاً، كما كان في "أنفيلد"، وأثبت اللاعب الفائز بدوري أبطال أوروبا أنه قادر على النجاح في الاختبارات الكبرى بعد المعاناة التي خلقها لهالاند في "أولد ترافورد"، وتفوق إيفانز في مباراة العودة، وبينما بدت كل الاحتمالات ضده لكن حسه التموضعي وهدوءه الفطري ساعداه، وقام هو وفاران بتقييد إرلينغ هالاند بـ15 لمسة لكن سفيان أمرابط أهدى النرويجي هدفاً.
ومع ذلك، كان من المؤسف أن يونايتد انتهى به الأمر إلى الاعتماد على صفقة انتقال مجانية عمرها 36 سنة.
وفاقم خروج إيفانز الوضع كاملاً بسبب الحاجة إلى تعديل الدفاع حين دخل ويلي كامبوالا في مركز الظهير الأيمن، وتم استهدافه على الفور.
لقد سلط هذا الضوء على الشعور بأن تن هاغ حقق أقصى استفادة من توزيع الورق السيئ، حيث اختار 11 لاعباً متاحاً فقط قادرين على المساهمة في مثل هذه المرحلة، وصياغة صيغة لإخفاء نقاط ضعفهم.
ومع ذلك، في حين أن الإصابات تعد عاملاً مؤثراً، فقد أنفق يونايتد 400 مليون جنيه استرليني (507.45 مليون دولار) في عهده، و800 مليون جنيه استرليني (1.15 مليار دولار) على هذا الفريق، وانتهى الأمر بالهزيمة بسبب افتقارهم إلى القوة في العمق.
لقد شملت قائمة المساهمين في الخسارة من البدلاء الأربعة أنتوني وأمرابط وكمبوالا وأوماري فورسون، وهم تعاقدان سيئان وشابان، ولا عجب إذاً أن هذه كانت المرة الأولى منذ ليستر في عام 2014 التي يخسر فيها يونايتد بعد تقدمه في الشوط الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولم يسددوا أي كرة في الشوط الثاني ليفقدوا خطورتهم الهجومية.
واستغرق الأمر هدفاً رائعاً من فيل فودين لتعادل السيتي، لكن يونايتد كان سيسقط مبكراً جداً لولا إهدار هالاند للفرص بشكل ملحوظ.
لقد كانوا مستضعفين، لكن كان عليهم أن يلعبوا كرة القدم المستضعفة، هذه ليست روح تن هاغ، لكنه لم يكن لديه اللاعبين الذين يمكنهم اللعب كخط دفاعي عال أو اللعب بوتيرة عالية، لكن تلك هي الأساليب السائدة على أعلى مستويات اللعبة.
لقد تركه هذا مع نوع التكتيك الذي قد يتبعه فريق من منتصف الجدول في استاد "الاتحاد"، الذي أظهر بدوره مدى بعدهم عن المنافسة على قدم المساواة.
بفارق 18 نقطة خلف سيتي، وبما أنه من المرجح أن يشارك يونايتد في الدوري الأوروبي بدلاً من دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، وأنه خسر 11 مرة وبفارق أهداف سلبي في الدوري الإنجليزي الممتاز، فإن تراجع يونايتد كبير لدرجة أنه لا يمكنهم فعل الكثير ضد جيرانهم، وبالنظر إلى أن لاعبي بيب غوارديولا لم يصلوا إلى أفضل ما لديهم لكن يظل يونايتد يخسر منهم بنتيجة (1 - 3).
هناك أيام كثيرة هذا الموسم كان فيها يونايتد بائساً وهذا لم يكن واحداً منهم، ولكن مع دخولهم عالم السير ديف برايلسفورد المليء بالمكاسب الهامشية، فإن الصورة الأكبر هي أن الهوامش مع الجيران ليست صغيرة، وأن يونايتد بحاجة إلى تحقيق كثير من المكاسب.
© The Independent