Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"تبغ يعبد" في فلسطين... أنفاس ثقيلة تمنح الحياة

مصدر رزق الآلاف من مواطنيها منذ عقود والإقبال يتزايد على استهلاكه بسبب فارق الأسعار

ملخص

تشتهر يعبد الفلسطينية في محافظة جنين بزراعة التبغ وتصنيع الدخان العربي منذ عقود، فما الذي نعرفه عنها؟

لأكثر من 200 سنة تعود زراعة التبغ في فلسطين، حيث جيء بها من لبنان خلال الحكم العثماني لتصبح بلدة يعبد في محافظة جنين أشهر مناطق زراعته، ويقترن اسمها به.

منذ عقود طويلة أصبحت زراعة التبغ وتصنيعه مصدراً لدخل آلاف العائلات الفلسطيينة في يعبد غرب جنين، إلى حد أنهم أطلقوا عليه اسم "ذهب يعبد".

وتواجه زراعة التبغ وتصنيع السجائر العربية في مشاغل منزلية ملاحقة السلطة الفلسطينية التي تشكل ضرائبها على السجائر المحلية والمستوردة مصدراً مهماً من مواردها المالية.

القطفة الأولى المثالية

لكن ذلك فشل في القضاء على تلك الزراعة، بل إنها توسعت في ظل سوء الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة، فضلاً عن الإقبال على شراء السجائر العربية بسبب رخص أسعارها".

ولا يكاد يخلو منزل في بلدة يعبد من آلات صغيرة لفرم التبغ وتعبئة وتغليف سجائر الدخان. وكانت يعبد على مدى العقود الماضية تشتهر بزراعة التبغ وتصنيع الفحم قبل القضاء على تلك الصناعة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالتبغ في محافظة جنين 14 كيلومتراً مربعاً تنتج أكثر من ألف طن سنوياً، وفق المسؤول في وزارة الزراعة الفلسطينية محمد سهمود.

وتبدأ زراعة التبغ في مارس (آذار) وتنتهي في يونيو (حزيران) من كل عام، وتحتاج إلى نحو 50 يوماً لكي تقطف القطفة الأولى من أوراق التبغ.

وتعطي نبتة التبغ أربع قطفات طوال الموسم، يفصل بين كل منها أسبوعان، لكن القطفة الأولى تعتبر أكثر جودة.

بدأ المزراع محمد حمدان في هذه الأيام زراعة نحو 25 ألف متر مربع من أرضه في بلدة يعبد بشتلة التبغ بعد حراثة الأرض وتسميدها.

اعتاد حمدان زراعة أرضه بالتبغ منذ عقود بسبب عوائده المالية المرتفعة، فيقوم بالتعاقد مع مزراعين لرعاية أشتالها وقطفها مقابل حصولهم على ثلث العائد المالي.

على مدى شهرين يواظب حمدان ومن معه من المزراعين على تنظيف محيط أشتال التبغ من الأعشاب حتى لا تؤثر في نمو الشتلة. بعد ذلك يميل لون أوراق التبغ إلى اللون الأصفر في دلالة على نضجها، ثم تبدأ عملية القطاف.

وتسمى القطفة الأولى بـ"كَشّة المَيِّة"، والثانية "الفحلة الأولى"، والثالثة "الفحلة الثانية"، أما القطفة الأخيرة فتسمى "الترجوني".

بعد نهاية جمع المحصول في كل قطفة، تعلق أوراق التبغ تحت أشعة الشمس على خيوط طول الواحد منها أكثر من متر حتى تجف ويميل لونها إلى الحمرة. وبعد جفاف الأوراق، توضع فوق بضعها بعضاً في صنادق خشبية بحيث تكون رؤوس الأوراق إلى داخل الصندوق وقواعدها نحو الخارج. وتأتي تلك الخطوة تمهيداً لتصدير أوراق التبغ إلى مصانع السجائر، أو بيعها للتجار، أو فرمها وتسويقها مباشرة للمدخنين الذين يلفونها يدوياً.

نكهة ثقيلة واشتعال

يقول حمدان إن أرضه تنتج 2.5 طن من التبغ سنوياً، ويبلغ محصول كل ألف متر مربع نحو  100 كيلوغرام من التبغ الصافي المجفف. وبحسب حمدان فإن سعر الـ 1000 كيلوغرام يصل إلى نحو 12 ألف دولار أميركي، ويعتمد ذلك على مدى جودته.

عضو جمعية مزراعي التبغ في جنين صالح عمارنة يوضح أن أكثر من 50 ألف فلسطيني في بلدة يعبد وجوارها يعملون في زراعة التبغ وتصنيع سجائر الدخان العربي، مضيفاً أن معظم منازل يعبد تحوي ورشات منزلية لتصينع السجائر قبل توزيعها.

واشتكى عمارنة من ملاحقة السلطة الفلسطينية لمزارعي التبغ والعاملين في تصينع السجائر، لكنه أشار إلى أنهم فشلوا في القضاء عليها، موضحاً أن زراعة التبغ "مجدية اقتصادياً وتعود بعائد وفير على المزراعين، على عكس زراعة القمح أو المزروعات الأخرى".

أصبح أهالي بلدة يعبد في ظل امتلاكهم الخبرة الطويلة في زراعة التبغ يتحكمون في نكهات السجائر حتى من دون إضافة مواد كيماوية بخلاف المصانع. وبحسب المزراع محمد حمدان فإن عوامل عدة تتحكم في جودة التبغ، من بينها نوع نبات التبغ المزروع وأسلوب الحصاد والمناخ والتربة، شارحاً أن الأراضي المنخفضة تنتج "تبغاً ذا نكهة ثقيلة مع اشتعال جيد للسيجارة، فيما تنتج الأراضي السهلية تبغاً رديء النكهة والاشتعال".

أضرار التدخين 

وتسجّل فلسطين أعلى معدل في نسبة المدخنين في منطقة الشرق الأوسط مع نحو 34 في المئة، وفق بيان لوزارة الصحة الفلسطينية صدر في اليوم العالمي لمكافحة التدخين في 31 مايو (أيار) 2023. وحذرت الوزارة من أن تعاطي التبغ يعد من أبرز أسباب الوفاة التي يمكن تفاديها حول العالم، حيث يموت نحو نصف المدخنين على المدى الطويل في منتصف العمر.

وقالت الوزارة في بيانها إن "آفة التدخين تعتبر من أهم عوامل الخطورة المسببة للعديد من الأمراض المزمنة والتي تؤدي إلى الوفاة والمراضة، ومن أهم مضارها: الإدمان، والتهاب الشعب الهوائية المزمن، وسرطان الرئة، وأضرار على القلب، والأوعية الدموية، وتضيّق الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة فرص الإصابة بجلطات الدم، والإصابة بمختلف أنواع السرطانات منها: سرطان الجلد، وسرطان الفم، وسرطان الحلق، وسرطان الحنجرة، وسرطان المريء، وسرطان البنكرياس، إضافة إلى الإصابة بمرض السكري النوع الثاني".

كما أشارت إلى المخاطر التي تحدق بمن يتعرضون للتدخين السلبي، إذ يكونون "أكثر عرضة للإصابة بالعديد من أنواع السرطان، مثل سرطان الجيوب الأنفية، وتزيد نسبة إصابتهم بسرطان الرئة بـ25 في المئة، ويكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، والأزمات القلبية، وتتضاعف لديهم نسبة حدوث الإصابة بالسكتات الدماغية".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات