Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصدر أميركي قبيل محادثات الهدنة: الكرة الآن في ملعب "حماس"

الجيش الأميركي نفذ أول عملية إسقاط للمساعدات الإنسانية على غزة والبيت الأبيض يبحث إرسال المعونات عبر البحر أيضاً

ملخص

تخوض إسرائيل و"حماس" مفاوضات من خلال وسطاء حول  وقف محتمل لإطلاق النار في غزة بحلول شهر رمضان.

عشية جولة مفاوضات جديدة في شأن هدنة جديدة بقطاع غزة في العاصمة المصرية القاهرة، قال مسؤول أميركي اليوم السبت إن مصير الهدنة المقترحة يعتمد على موافقة حركة "حماس" على إطلاق سراح "فئة محددة من الرهائن"، بعد أن قبلت إسرائيل إلى حد كبير الخطوط العريضة للاتفاق.
وقال المسؤول الأميركي للصحافيين طالباً عدم الكشف عن اسمه إن "الكرة الآن في ملعب حماس"، مضيفاً أن "الإطار موجود، وقبله الإسرائيليون عملياً". وأردف أنه "من الممكن أن يبدأ اليوم وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع في غزة إذا وافقت حماس على إطلاق سراح فئة محددة من الرهائن المعرضين للخطر... المرضى والجرحى وكبار السن والنساء".
وتابع "أريد فقط أن أؤكد أنه سيكون لدينا وقف لإطلاق النار إذا عالجت حماس هذه القضية".
وشدد المسؤول على أن "الإسرائيليين قبلوا من حيث المبدأ عناصر الاتفاق. والكرة الآن في ملعب حماس"، موضحاً أن "المفاوضات مستمرة" في الوقت الراهن للتوصل إلى اتفاق قبل بداية شهر رمضان خلال نحو أسبوع، ولفت إلى "تقدم كبير حدث خلال الأسابيع الأخيرة، ولكن كما هي الحال دائماً، لا يوجد اتفاق ما لم يُحسم كل شيء".

مساعدات أميركية

من جهة أخرى، وبعد أيام على كارثة قتل عشرات الفلسطينيين الذين تجمعوا للحصول على المساعدات من قوافل الإغاثة في مدينة غزة، نفذ الجيش الأميركي اليوم السبت أول عملية إسقاط جوي للمساعدات الإنسانية على القطاع وفق ما أعلن مسؤولان أميركيان. وأضاف المسؤولان اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما أن الإسقاط الجوي تم باستخدام ثلاث طائرات سي-130. وذكر أحدهما أنه تم إسقاط أكثر من 35 ألف وجبة طعام.
وأوضح البيت الأبيض أن عمليات الإسقاط الجوي ستستمر وأن إسرائيل تدعم هذه المهمات.
وقال مسؤول أميركي خلال مقابلة مع الصحافة السبت، إن إنزال المساعدات الإنسانية جواً في غزة أو تسليمها عن طريق البحر مستقبلاً "لا يمكن أن يشكل بديلاً للإدخال الضروري للمساعدات عبر أكبر عدد ممكن من الطرق البرية".
ونفذت دول أخرى من بينها فرنسا ومصر والأردن عمليات إسقاط جوي لمساعدات على غزة.
ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن ما لا يقل عن 576 ألف شخص في قطاع غزة، أي ما يعادل ربع سكان القطاع، على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
ومع تناول الناس علف الحيوانات من أجل البقاء على قيد الحياة وكشف المسعفين عن أن الأطفال يحتضرون بسبب سوء التغذية والجفاف، تقول الأمم المتحدة إنها تواجه "عقبات هائلة" في ما يتعلق بإدخال المساعدات.

استئناف المفاوضات

ويتوجه وفد قيادي من حركة "حماس" إلى القاهرة مساء السبت، لإجراء محادثات جديدة الأحد بشأن هدنة في قطاع غزة، حسبما قال مصدر مقرّب من الحركة لوكالة الصحافة الفرنسية وقناة فضائية مصرية. وأضاف المصدر "سيقوم الوفد بتسليم رد الحركة الرسمي حول اقتراح باريس الجديد".
وقالت قناة "القاهرة الإخبارية" نقلاً عن "مصدر رفيع المستوى" إن "مباحثات التوصل إلى الهدنة بقطاع غزة تُستأنف غداً في القاهرة بمشاركة جميع الأطراف".
وقالت مصادر أمنية مصرية إن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة من المقرر أن تستأنف في القاهرة غداً الأحد، موضحة أن الأطراف اتفقت على مدة الهدنة في القطاع وإطلاق الرهائن والمحتجزين.

وأكدت المصادر أن إتمام الصفقة في غزة لا يزال يتطلب الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من شمال القطاع وعودة السكان، بحسب وكالة "رويترز".

وتخوض إسرائيل و"حماس" مفاوضات من خلال وسطاء حول وقف محتمل لإطلاق النار في غزة بحلول شهر رمضان، والذي سيبدأ هذا العام في العاشر من مارس (آذار) الجاري.

الشرعية الوحيدة

وأكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي اليوم السبت أن السلطة الفلسطينية تأمل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بحلول شهر رمضان، وخلال حديثه في مؤتمر صحافي بمنتدى دبلوماسي في أنطاليا التركية، قال المالكي إن السلطة الفلسطينية ستكون "السلطة الشرعية الوحيدة" لإدارة غزة بعد الحرب.

وكانت السلطة الفلسطينية التي تمارس حكماً ذاتياً محدوداً في أجزاء من الضفة الغربية فقدت السيطرة على غزة لمصلحة حركة "حماس" عام 2007.

ارتفاع عدد القتلى

وميدانياً أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم السبت عن ارتفاع حصيلة القتلى في القطاع إلى 30320 منذ بدء الحرب بين إسرائيل و"حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وبلغ عدد الجرحى 71533 منذ بدء القصف الإسرائيلي المدمر على القطاع الفلسطيني المحاصر، وتشمل الحصيلة مقتل 92 شخصاً خلال الـ24 ساعة الماضية.

 

 

ماكرون يطالب بالعدالة

بدوره قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الجمعة إنه شعر بالغضب مما وصفته سلطات غزة بأنه إطلاق نار على أكثر من 100 فلسطيني كانوا يسعون إلى الحصول على مساعدات إنسانية في القطاع، وطالب "بالحقيقة والعدالة" في ما يتعلق بدور الجنود الإسرائيليين في الواقعة.

وقالت السلطات الصحية في غزة إن القوات الإسرائيلية قتلت بالرصاص أكثر من 100 فلسطيني أول من أمس الخميس بينما كانوا ينتظرون تسليم مساعدات.

وألقت إسرائيل باللوم في الوفيات على الحشود التي تزاحمت حول شاحنات المساعدات، قائلة إن القتلى سقطوا إما بسبب التدافع أو تعرضهم للدهس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح مسؤول إسرائيلي أيضاً أن القوات أطلقت النار في وقت لاحق "في رد محدود" على حشود شعرت أنها تشكل تهديداً، مشككاً في عدد القتلى الذي أعلنته سلطات غزة، لكنه لم يذكر رقماً محدداً.

وقال ماكرون في منشور عبر منصة "إكس"، "هناك سخط شديد إزاء الصور المقبلة من غزة حيث استهدف الجنود الإسرائيليون المدنيين، وأعبر عن تنديدي الشديد لعمليات إطلاق النار هذه وأدعو إلى الحقيقة والعدالة واحترام القانون الدولي"، مضيفاً أنه من الضروري التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في الحرب.

وذكر وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيغورنيه في حديث إذاعي أمس الجمعة أن باريس ستدعم دعوة الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق مستقل، وقال إن "الوضع الإنساني كارثي منذ أسابيع عدة، وما حدث لا يمكن تبريره أو الدفاع عنه، ويجب أن تكون إسرائيل قادرة على الإنصات لهذا وعليها أن تتوقف".

وتابع، "لقد ذهبنا خطوة أبعد، فالناس يتقاتلون من أجل الغذاء، وهناك أعمال شغب، وسمعت طلب الأمين العام للأمم المتحدة بفتح تحقيق مستقل، وأعتقد أن فرنسا ستؤيد ذلك".

"قتل جماعي للفلسطينيين"

من جانبه اتهم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد اليوم السبت إسرائيل بـ "القتل الجماعي للفلسطينيين" بعد مقتل أكثر من 110 أشخاص بنيران إسرائيلية وتدافع أثناء احتشادهم للحصول على المساعدات، داعياً إلى إجراء تحقيق دولي.

وقال الاتحاد في بيان مؤرخ أمس الجمعة ونشر السبت عبر منصة "إكس" إن "محمد يدين بشدة هجوماً شنته القوات الإسرائيلية أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 100 فلسطيني يبحثون عن مساعدات إنسانية منقذة للحياة".

 

 

وأضاف البيان، "يدعو محمد إلى تحقيق دولي لمحاسبة الجناة ويحض على وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار".

وجاءت تلك المأساة بعدما حذر مسؤول في برنامج الأغذية العالمي من أن "المجاعة أصبحت وشيكة في شمال غزة إذا لم يتغير شيء".

مجاعة "شبه حتمية"

وفي مواجهة الوضع الإنساني الكارثي في غزة حيث تحذر الأمم المتحدة من أن المجاعة أصبحت "شبه حتمية"، بدأت دول مانحة تقديم المساعدات جواً عبر إلقائها بمظلات، وبعد خمسة أشهر من الحرب انخفضت كمية المساعدات الإنسانية التي تصل بالشاحنات بصورة كبيرة، فيما يواجه سكان القطاع المحاصر نقصاً خطراً في الغذاء والماء والدواء.

وبدأت طائرات عسكرية أجنبية إلقاء مساعدات إنسانية للسكان، وحتى الآن نظمت طائرات أردنية بدعم من دول مثل بريطانيا وفرنسا وهولندا معظم عمليات الإسقاط، كما حذت حذوها الخميس طائرات مصرية وإماراتية.

وقال عماد دغمش، وهو من سكان حي الصبرة في وسط قطاع غزة لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه تمكن من الحصول على مياه للشرب وبعض المواد الغذائية بفضل تلك العمليات، لكن لم يكن هناك ما يكفي لجميع من كانوا ينتظرون المساعدات.

وأوضح، "حصلت على علب وأكياس فيها معكرونة ومياه من مساعدات المظلات، وشاهدنا المظلات في السماء وتابعتها وذهبت أنا وثلاثة من أولاد عمي، وفي النهاية أخذت أكياس معكرونة وجبن لكن أولاد عمي لم يتمكنوا من الحصول على شيء".

 

 

ووصلت المساعدات الإنسانية إلى حدها الأدنى منذ بداية الحرب مما اضطر كثيراً من السكان إلى تناول العلف في شمال القطاع، بينما أكدت وزارة الصحة في غزة أمس الجمعة أن عشرات الأطفال توفوا بسبب "سوء التغذية والجفاف".

وفي مواجهة هذا الوضع الكارثي أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن الولايات المتحدة ستشارك "خلال الأيام المقبلة" في عمليات إنزال المساعدات.

وقال، "خلال الأيام المقبلة سننضم إلى أصدقائنا في الأردن وآخرين بتوفير مساعدات إضافية من الغذاء والمؤن ملقاة من الجو"، لكن مسؤولاً أميركياً اعتبر أن عمليات إسقاط المساعدات هذه "لا يمكن أن تكون إلا قطرة في محيط"، مقارنة بحاجات السكان.

وإضافة إلى الأخطار المرتبطة بإسقاط حزم ثقيلة في مناطق مكتظة، أكد سكان من غزة أن كثيراً من تلك الطرود انتهى بها الأمر في البحر.

وقال هادي غبون (30 سنة)، وهو من سكان مخيم الشاطئ ويقيم مع زوجته وأطفاله الخمسة في مدرسة إيراء في حي الرمال، "معظم المساعدات سقطت في البحر اليوم، وأيضاً المظلات التي سقطت الخميس والأربعاء كلها سقطت في البحر إلا عدداً قليل جداً قرب شاطئ غزة".

وأضاف أن هناك حاجة إلى "مساعدات بمئات الأطنان لمواجهة المجاعة وإطعام الناس".

واعتبر المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لايركه أن عمليات إنزال المساعدات الجوي تطرح كثيراً من المشكلات، موضحاً أن "إرسال المساعدات بهذه الطريقة يجب أن يكون الملاذ الأخير"، ومضيفاً أن "النقل البري أفضل وأكثر فاعلية وأقل كلفة"، وحذر من أن مجاعة في القطاع المحاصر "أصبحت شبه حتمية ما لم يتغير شيء".

 

 

وتتهم الأمم المتحدة الجيش الإسرائيلي بمنع وصول المساعدات إلى غزة بصورة منهجية، وهو ما تنفيه تل أبيب.

وتقول منظمات إنسانية من بينها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن أفضل طريقة لإيصال المساعدات هي أن تفتح إسرائيل المعابر الحدودية وتسمح لقوافل الشاحنات بالدخول وإتمام عمليات التوصيل بشكل آمن.

من جهته قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لصحافيين إن قرابة 1000 شاحنة تنتظر على الحدود المصرية.

وأضاف ستيفان دوجاريك، "عمليات إنزال المساعدات جواً تشكل تحدياً، لكن كل الخيارات تبقى مطروحة، وقد تكون هذه العمليات مكلفة جداً أيضاً".

وصرح رئيس منظمة "ريفيوجيز إنترناشيونال" جيريمي كونينديك لشبكة "بي بي سي" الجمعة أن طائرة يمكنها إسقاط ما يعادل حمولة شاحنتين، لكن بكلفة أكثر بـ 10 أضعاف.

وأضاف، "بدلاً من إسقاط المواد الغذائية من الجو تجب ممارسة ضغوط قوية على الحكومة الإسرائيلية للسماح بتسليم المساعدات عبر قنوات تقليدية على نطاق أوسع".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات