Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"باربي": فيلم جماهيري ناجح لكن ليس في نظر النقاد

هدئوا من روعكم يا محبي "باربي": "إهمال" جوائز الأوسكار ليس مؤامرة هوليوودية ضد النساء. الفيلم جذاب لجمهور السينما الترفيهية لكنه ليس عملاً ملحمياً يستحق الأوسكار، كما أن الأداء المميز فيه جاء من رجل

النساء خلف عجلة القيادة: رايان غوسلينغ في دور كين ومارغو روبي في دور باربي (ورنر بروس)

في الأسبوع الذي شهد إطلاق فيلمي "باربي" Barbie و"أوبنهايمر" Oppenheimer (فيما عرف بـ"باربينهايمر")، اخترت صالة السينما الفاخرة في منطقتي التي تحتوي على أرائك مخملية وخدمة تقديم الطعام والشراب في المقاعد لمشاهدة العمل الذي يدور حول العالم النووي الذي سخر الطاقة لتفجير العالم. وشاهدت الفيلم الذي يدور حول دمية بلاستيكية تكتشف معنى النسوية في صالة رخيصة ومبهجة، وكنت محاطة بأمهات يخبرن أطفالهن الصغار أن "هذا الفيلم ربما لن يكون كما تتوقعونه يا أعزائي".

أعتقد أن المبلغ الزهيد الذي دفعته في مقابل رؤية هذا الأخير كان بمثابة مؤشر على أنني لم أكن أتوقع رؤية ملحمة تستحق الفوز بجائزة الأوسكار. بدلاً من ذلك، شاهدت فيلماً مبهراً بصرياً يحتوي على قليل من النكات ويتبنى وجهة نظر "نسوية للمبتدئين". اشتمل الفيلم أيضاً على أداء مميز من رايان غوسلينغ في دور كين، الذي لم يقتصر سلوكه كدمية بلاستيكية غبية في منزله الذي يحمل اسم "موجو دوجو كازا هاوس"، بينما كان يتجول مرتدياً معطفاً من الفراء يصل إلى الأرض وربطة رأس، على إظهار مدى حاجة باربي حقاً إلى تغيير العالم فحسب، بل أيضاً أن غوسلينغ ممثل كوميدي لا يضاهى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مع هذا، اندهشت بعض الشيء عندما رشح يوم الثلاثاء الماضي لأوسكار أفضل ممثل في دور مساعد عن هذه الشخصية، بينما تتنافس الممثلة أميركا فيريرا أيضاً على جائزة أفضل ممثلة مساعدة. لكن لم تكن هناك ترشيحات للنساء القويات وراء فيلم "باربي": المخرجة والكاتبة المشاركة غريتا غيرويغ، والنجمة والمنتجة المشاركة مارغو روبي، اللتان أظهرتا موهبة وتصميماً استثنائيين.

علق غوسلينغ بعد الترشيحات قائلاً: "لا وجود لكين من دون باربي ولم يكن فيلم باربي ليبصر النور لولا غريتا غيرويغ ومارغو روبي اللتين تشكلان الدعامتين الرئيستين لهذا الفيلم الذي صنع التاريخ ولقي إشادات عالمية. لن يكون التكريم ممكناً لأي شخص مشارك في الفيلم من دون الاعتراف بموهبتهما ومثابرتهما وعبقريتهما. قولي إنني أشعر بخيبة أمل لعدم ترشيحهما عن فئتيهما لا يعبر كفاية عن شعوري الحقيقي".

إنه محق بالطبع. القوة الأنثوية هي التي جعلت "باربي" يتحقق، لكن ما زالت المخرجات والمنتجات والكاتبات والممثلات يعاملن بطريقة غير منصفة في هوليوود. لم يقمن بابتكار فيلم أذهل الجماهير فحسب، بل من المأمول أنه زرع بذور القوة الأنثوية في أذهان الفتيات الصغيرات اللاتي شاهدنه. كذلك فاز "باربي" بأول جائزة غولدن غلوب للإنجازات السينمائية وشباك التذاكر في وقت سابق من هذا الشهر، ولا عجب في ذلك – إذ جنى 1.44 مليار دولار وكان الفيلم الأكثر نجاحاً عام 2023.

في كل الأحوال، لا يمكن للجميع أن يحصلوا على جوائز. لطالما ربطت بين كلمة "عشوائي" ولجنة جوائز الأوسكار، إذ يمكن أن تكون ترشيحاتهم عشوائية جداً - وبالتأكيد، في ظل أن لجنة الجائزة أصبحت أقل بياضاً وذكورية وقدماً مما كانت عليه من قبل، هذا هو الوضع الذي ينبغي أن يكون.

من ناحية أخرى، تحب الأكاديمية التعامل بجدية مطلقة عندما يتعلق الأمر بالأداءات التمثيلية في الأدوار الرئيسة، لذلك ربما لهذا السبب لم يكن دور روبي الكوميدي مدرجاً في قائمتها، بينما احتوت ترشيحاتها على نساء أخريات يلعبن أدوار البطولة في أعمال درامية – مثل "قتلة زهرة القمر" Killers of the Flower Moon أو "مايسترو" Maestro. كانت جاستين تريت المخرجة الوحيدة التي رشحت عن فئة أفضل إخراج عن الفيلم الدارمي الإجرامي "تشريح سقطة" Anatomy of a Fall.

مع ذلك، لا جدال حول أنه ما زال على النساء في السينما قطع طريق طويلة قبل أن يتمكن من التحرك بسهولة مثل الرجال، لا يزال يتعين عليهن العمل بذكاء وحنكة لإنتاج الأفلام.

وربما أبدعت النساء اللاتي يقفن وراء فيلم "باربي" أكثر من اللازم في خلق شخصية كين، رجل شديد الاهتمام والتفاخر بنفسه ويتمتع بمظهر لامع، ومنحنه أفضل الحوارات (من قبيل: "لأكون صادقاً، عندما اكتشفت أن النظام الأبوي لا يتعلق بالخيول، فقدت الاهتمام على أية حال".)

وفرت النساء في "باربي"، على حساب تقدمهن، الفرصة لـ كين كي يسير بسهولة نحو النجاح ويعزز تألقه.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من سينما